IMLebanon

تجاذب مالي يسبق استئناف مناقشة السلسلة بعد أسبوعين

تجاذب مالي يسبق استئناف مناقشة السلسلة بعد أسبوعين

إتصالات لإبعاد التوتُّر الإقليمي عن «وثيقة بعبدا».. والبواخر أمام مجلس الوزراء الأربعاء

سحبت عطلة الفطر السعيد نفسها على الملفات الداخلية، على الرغم من انتهائها رسمياً، بحيث يغيب مجلس الوزراء بجدول أعماله العادي والملح، لا سيما لجهة بواخر الكهرباء التي تخضع لفحص في إدارة المناقصات، والتعيينات التي لم يحسم امرها بعد، لا في الوظائف الملحة، ولا في تلك التي هي موضع تشاور، لم ينته بعد كتعيينات في مواقع شاغرة ومجلس إدارة تلفزيون لبنان، أو التشكيلات الدبلوماسية والقضائية التي لا تزال موقع تجاذبات.

وإذا كان جدول الأعمال اليومي، بدءًا من مطلع تموز المقبل يستند إلى ما وضع في «وثيقة بعبدا 2017» في ان المصادر الوزارية تؤكد ان جهداً غير عادي يبذل في سبيل إنهاء درس إدارة المناقصات لتلزيم بواخر الكهرباء واقراره في جلسة مجلس الوزراء المرتقبة الأربعاء المقبل.

بالموازاة، لاحظ مصدر نيابي ان الخلافات تجددت حول أولويات جلسة مجلس النواب التشريعية في الفترة الفاصلة بين 10 و15 تموز، بين الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب.

وكشف المصدر ان مسألة الضرائب التي بموجبها سيتم تمويل السلسلة عادت إلى الواجهة، فضلاً عن نسب الزيادات على سلاسل المعلمين والموظفين والمتقاعدين.

وكان من المثير للاهتمام مسارعة النائب وليد جنبلاط، غداة عودته من موسكو، وفي أوّل تغريدة له المطالبة بانصاف المتقاعدين، لأنه «لا يجوز ولا يقبل بعدم انصافهم ضمن السقف المقترح في السلسلة».

وبالنسبة للأجواء السياسية في البلاد في ضوء التداعيات الإقليمية – الدولية، بعد خطاب السيّد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وبيان كتلة المستقبل النيابية، استبعدت الأوساط المعنية حصول أية انعكاسات على البرنامج التنفيذي الداخلي للحكومة، على الرغم من توقف الحوار بين تيّار المستقبل وحزب الله وابتعاد وإبقاء في المرحلة المقبلة، نظراً لانتفاء الحاجة إلى مفاعيل هذا الحوار.

مجلس الوزراء

رسمياً، تعود الحياة إلى دورتها العادية ابتداءً من اليوم، بعد إجازة طويلة نسبياً فرضتها عطلة عيد الفطر السعيد، لكن عملياً، ستبقى الحياة السياسية ومعها الملفات السياسية والحياتية مؤجلة إلى حين انعقاد جلسة مجلس الوزراء المؤجلة بدورها إلى الأسبوع المقبل، ريثما يعود الرئيس سعد الحريري من إجازة العيد التي امضاها مع عائلته في المملكة العربية السعودية، حيث كانت له لقاءات مهمة، أبرزها مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز صبحية العيد، وولي عهده الأمير محمّد بن سلمان، قبل ان ينتقل لاحقاً إلى باريس، حيث سجل تواصل هاتفي بينه وبين الرئيس ميشال عون الذي ينوي القيام بزيارة رسمية إلى العاصمة الفرنسية لم يُحدّد موعدها مع انها قيد التحضير وفق القنوات الدبلوماسية.

وفي تقدير مصادر وزارية ان الملف الأوّل على طاولة مجلس الوزراء الأربعاء المقبل، سيكون للوضع الأمني في البقاع، في ضوء التقرير الذي قدمه وزير الداخلية نهاد المشنوق في آخر جلسة للحكومة، بالإضافة إلى ملف استئجار بواخر الكهرباء في حال انجزت هيئة إدارة المناقصات تقريرها في هذا الشأن، واحالته إلى وزير الطاقة سيزار أبي خليل لدرسه قبل تحويله إلى مجلس الوزراء.

وتوقعت المصادر الوزارية، ان تعقد قبل نهاية الأسبوع خلوة عمل بين الرئيسين ميشال عون والحريري في بعبدا، للاتفاق على برمجة الملفات التي ستدرج على مجلس الوزراء في إطار تفعيل مقررات وثيقة بعبدا ووضعها موضع التنفيذ على صعيدي خطة النهوض الاقتصادي والأمور الادارية لا سيما ان لقاء بعبدا كرس تفاهماً بين الرؤساء الثلاثة على كل الأمور وفي مقدمها ملف التعيينان وملء المراكز الشاغرة تعيين محافظ الجبل ومجلس إدارة تلفزيون لبنان في حين افيد ان التشكيلات الدبلوماسية متأخرة بعض الشيء، مع ان معالمها الرئيسية باتت واضحة لدى وزير الخارجية جبران باسيل، على صعيد السفراء من داخل الملاك، بحسب المسودة التي اعدها، لكن المشكلة تكمن في توزيع واختيار السفراء من خارج الملاك الذين سيتوزعون على المراكز الأساسية في واشنطن والقاهرة والفاتيكان وباريس وموسكو إلى جانب العاصمة البريطانية.

قالت مصادر وزارية مقربة من رئاسة الجمهورية لـ«اللواء» أن الحكومة مصممة على مواكبة ما تم الاتفاق حوله في ما خص وثيقة بعبدا 2017وان بنود جدول أعمال الجلسات الحكومية المقبلة يفترض بها أن تلحظ المواضيع التي تضمنتها هذه الوثيقة.

وقالت المصادر نفسها أن ملء الشواغر والتشكيلات الديبلوماسية يشكل محور اهتمام الرئيس عون الذي أعرب عن ارتياحه لمسار الأمور بعد أن تم تجاوز المراحل الصعبة،كما يبدي ارتياحا للتعاون مع الرئيس الحريري.

أما بالنسبة إلى جلسة مجلس الوزراء المخصصة للوضع الأمني في البقاع،فتؤكد المصادر أنها لم تحدد بعد ولكنها ستعقد في أقرب وقت ممكن.

جلسات التشريع

اما بالنسبة إلى الجلسات التشريعية التي يفترض ان تكون طلائعها ما بين العاشر أو الخامس عشر من شهر تموز المقبل، بحسب ما رجح الرئيس نبيه برّي الموجود حالياً خارج البلاد، في إطار الدورة الاستثنائية المفتوحة حتى 16 تشرين الأوّل ضمناً، فإن الأكيد، بحسب الرئيس برّي أيضاً ان تكون سلسلة الرتب والرواتب، من أبرز موضوعات هذه الجلسة لا سيما وأن محضر آخر جلسة نيابية ناقشت السلسلة ما زال مفتوحاً، في حين يرجح ايضاً ان يكون موضوع الموازنة في صدارة مشاريع القوانين التي سيقرها المجلس في دورته الحالية، علماً انها ما تزال تخضع للتشريح من قبل لجنة المال والموازنة، منذ شهر أيّار الماضي، عندما احالت حكومة استعادة الثقة مشروع الموازنة إلى المجلس.

وفيما اعلن رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان في حديث تلفزيوني «ان الموازنة ستنجز في لجنة المال منتصف تموز المقبل، ونحن مع اقرارها دون ابطاء»، اكد عضو لجنة المال والموازنة النائب نبيل دو فريج ل «اللواء» ان اللجنة لم تنتهِ من درس موازنات كل الوزارات وهي بحاجة لمزيد من الوقت للانتهاء من كامل المشروع، ولكنه قال: نحن نأمل ان تكون الموازنة جاهزة خلال اسبوعين او ثلاثة لتعرض على الجلسة التشريعية.

وعن مصير السلسلة قال: قد نقرها في الجلسة التشريعية قبل الموازنة، واذا انتهينا من الموازنة نقر المشروعين سوية.

وحول مصادر تمويل السلسلة؟ اجاب: قد يتم من خلال الرسوم والضرائب من ضمن الموازنة، واما من قوانين مستقلة تقر لاحقا بمعزل عن الموازنة.

ماكينات انتخابية قبل التحالفات

في غضون ذلك، بدأت باكرا قبل الانتخابات النيابية عملية استنهاض الماكينات الانتخابية للقوى السياسية، حيث اقام «حزب الطاشناق» احتفالا امس لاطلاق ماكينته، بعدما اطلقها الاسبوع الماضي «التيار الوطني الحر»، بينماتتريث القوى السياسية في اعلان تحالفاتها، ربما بانتظار الوصول الى قرار حاسم نهائي حول انجاز البطاقة الانتخابية الممغنطة، التي ما زالت تحوم التساؤلات حول امكانية وزارة الداخلية في انجازها ضمن المهلة المحددة لنحو ثلاثة ملايين و600 الف ناخب مسجلين على لوائح الشطب، علما ان وزيرالداخلية بدأ مع طاقم عمل الوزارة ورشة التحضير للانتخابات في ايار المقبل.

وبينما لم تتضح بعدخريطة التحالفات، قال الوزير الاسبق فيصل كرامي ل «اللواء» في مكتبه في «قصر كرم القلة» بطرابلس حيث استقبل مئات المهنئين بالعيد: من المبكرالحديث عن التحالفات لكن بعض الامور واضحة امامنا.

وكانت لكرامي كلمة امام المهنئين انتقدفيها قانون الانتخابات اولا لجهة تقسيم الدوائر فقال: انها قسمت على قياس اصحاب السلطة والقابضين على السلطة. والصوت التفضيلي الواحد، الذي للاسف الشديد، كنا اقريناه في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لكن بصوتين تفضيليين وبتكبير الدوائر، والذين كانوا يشددون على الصوت التفضيلي الواحد اليوم هم نفسهم الذين وقعوا على الصوتين التفضيليين في السابق، لذلك نأمل اعادة النظر في هذا القانون حتى يعود للنسبية معناها ورونقها.

وعلق على «اللقاء التشاوري» في قصر بعبدا وقال: لدينا ملاحظات في الشكل، اولا، لماذا تم تجاوز هيئة دستورية مثل مجلس الوزراء؟ ثانيا، الحوار دائما يتم بين السلطة والمعارضة، وما حصل هو حوار بين السلطة بعضها مع بعض، لكن في بلد مثل لبنان لا بد من جمع اكبر عدد من الآراء من اجل الخروج بنتائج ايجابية من هذا الحوار.

وقال عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب آلان عون في حديث تلفزيوني: ان التحالفات الانتخابية مع «القوات اللبنانية» ستكون بالقطعة لا بنموذج واحد للوائح.

كذلك علق عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب الدكتور نبيل نقولا على قانون الانتخاب الجديد قائلاً: لقد تمّ إنتاجه بشكل سريع جدًّا لعدم الوقوع في الفراغ، لذا سيتم تعديل الشوائب شيئاً فشيئاً.!

كذلك كشف رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض أنه سيتحالف في دائرة زغرتا -بشري -الكورة – البترون مع «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» و«المستقبل»، ومن جهة ثانية سيكون هناك تحالف بين «المردة» و«الحزب القومي السوري الاجتماعي».وقال معوض، في حديث تلفزيوني: اذا فزت سأبقى قوة مستقلة داعمة للعهد والتفاهم المسيحي.

وينتظر ان يشهدالاحد المقبل مواقف سياسية بارزة من التطورات لكل من: رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، والمعاون السياسي للرئيس نبه بري الوزيرعلي حسن خليل، ورئيس الحزب القومي الوزير علي قانصو، ورئيس حزب الاتحاد النائب والوزيرالاسبق عبد الرحيم مراد، وعضو قيادة تيار المردة الوزير الاسبق يوسف سعادة، وعضو قيادة التيار الوطني الحر النائب نبيل نقولا، في الاحتفال الذي يقيمه الحزب القومي في قاعة قصر الاونيسكو لمناسبة ذكرى استشهاد مؤسس الحزب انطون سعادة.