IMLebanon

ضربة نوعية للجيش في عرسال: مقتل 5 إنتحاريين وتوقيف العشرات  

فرض الإجماع اللبناني حول العملية الاستباقية الناجحة للجيش اللبناني في مخيمين للنازحين السوريين في عرسال (مخيم النور ومخيم القارية) بنداً تقدّم على ما سواه، رسمياً ودبلوماسياً وأمنياً.. بما شكّله من ضربة نوعية للارهاب في عرسال.

فخارج الترحيب والإشادة بقدرة ضباط وجنود الجيش بإحباط مخططات انتحارية إرهابية ومقتل «5 إرهابيين» فجر أمس الأوّل، والتي أدّت إلى إصابة عدد من العسكريين بجروح «غير خطرة» وفقاً لمصدر عسكري لبناني، فضلاً عن مقتل طفلة نازحة جرّاء التفجيرات الإرهابية، قالت مصادر واسعة الاطلاع ان هذه العملية، التي كانت بتوقيت متزامن مع التحولات الميدانية في الموصل لغير مصلحة «داعش» بعد انهيار مركز «خلافتها» وكذلك في ارياف حلب ومدن سورية أخرى، وضعت القيادات العسكرية والأمنية امام مرحلة جديدة من الحرب الاستباقية بوجه خطط إرهابية، لشن هجمات داخل الأراضي اللبنانية أو إيجاد ملاذات آمنة بعد الضربات في العراق وسوريا للمجموعات التكفيرية المتطرفة والارهابية.

ولم يخفِ قائد الجيش العماد جوزف عون، لدى تفقده قوى الجيش المنتشرة في منطقة عرسال ان «المرحلة المقبلة ستشهد تكثيف العمليات النوعية لاقتلاع هذا الشر الخبيث».

وكشف العماد عون ان «قرار الجيش حاسم في القضاء على التنظيمات الإرهابية وخلاياها وافرادها أينما وجدوا على الأراضي اللبنانية» (راجع ص 5)

على ان المسألة باتت أبعد من الحرب الاستباقية اللبنانية ضد الإرهاب وخلاياه، لتطرح مسألة مخيمات النازحين، وكيفية التعاطي مع المخيمات غير الشرعية لهؤلاء في ظل الحاجة لاجراء تفاهمات مع الأمم المتحدة من أجل تسهيل عودة هؤلاء إلى المناطق الآمنة.

وقالت المصادر المطلعة ان هذا الموضوع، سيكون على جدول أعمال مجلس الوزراء في أوّل جلسة يعقدها، الأربعاء المقبل، أو بعده، من زاوية القرار السياسي العام في حفظ الأمن، ومنع أية محاولة لتعريض الاستقرار الأمني والسياسي للخطر.

وأعلن وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي لـ«اللواء»: ان من واجب الدولة حماية جميع المقيمين على أراضيها من مواطنين لبنانيين أو غير لبنانيين، وشدّد على ان القوى الأمنية تقوم بكل واجباتها المطلوبة، لا سيما الجيش اللبناني الشجاع والبطل، الذي لا يتهاون مع المجرمين والارهابيين الذين ينالون العقاب الذي يستحقونه».

وأكّد المرعبي ان «هناك متابعة دقيقة وحثيثة مستمرة للتأكد من سلامة هذه المخيمات وعدم وجود أسلحة أو مسلحين يشكلون أي تهديد للسلم الاهلي».

وإذ أنحت عملية الجيش الملفات الداخلية الحسّاسة جانباً سواء قانون الانتخاب الذي جرى تهريبه لمنع التجاذبات أو فتح الباب امام مخاطر الفراغ في السلطة التشريعية، أو التجاذب الحاصل حول ملفات الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب، وحتى بواخر الكهرباء.. فإن الأوساط المقربة من «حزب الله» تعتبر ان التسوية السياسية مستمرة، وأن مواجهة التكفيريين من شأنها ان تحصن الوضع الداخلي تحسباً لأي مغامرة إسرائيلية بمؤازرة أميركية لاستهداف لبنان.

ومع عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت ليل أمس، تتجه الأنظار إلى اجراء اتصالات من أجل تحديد موعد جلسة مجلس الوزراء بالإضافة إلى جدول الأعمال.

وعند الساعة السابعة من مساء اليوم، يرعى الرئيس الحريري حفل تخريج جامعي سنوي للطلاب في الجامعة الأنطونية، ومن المقرّر ان يكون له خطاب في المناسبة، يتناول فيه سعي الحكومة لإيجاد فرص عمل للشباب، والخريجين، بوضع وثيقة بعبدا على جدول الأعمال الخاصة بالوزارات.

وفي ما خصّ مشروع استجرار الكهرباء من البواخر في البحر، نفى وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل امكانية رفع منسوب تزويد المنازل بالكهرباء ضمن برنامج 24/24 يومياً.

وقال: اذا تأخر بت المناقصة في دائرة المناقصات في التفتيش المركزي، فضلا عن تأخر اقراره في مجلس الوزراء، ثم اجراء عمليات التلزيم، فان تحسن الكهرباء يمكن ان يظهر في نهاية الصيف، رافضاً الإلتزام بأي موعد لتحسين الكهرباء.

من جانب آخر، لم تستبعد مصادر وزارية أن يثير عدد من الوزراء الكلام الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بشأن استقدام حهاديين. وقال وزير شؤون النازحين معين المرعبي في تصريح لصحيفة اللواء أن هذا الكلام ليس مقبولا بأي شكل من الأشكال وهو مدان كليا ولا يمثل رأي الشعب اللبناني باغلبيته.

وقال لـ«اللواء» نحن بغنى عن استجلاب الحروب إلى لبنان، كما أن أي معركة في المستقبل ستتسبب بأضرار يصعب إصلاحها. ورأى الوزير المرعبي أن ردود الفعل التي صدرت في أعقاب موقف نصر الله كانت دون المستوى المطلوب. واعتبر أن الكلام عن أوضاع معينة في طرابلس مجرد فبركات.

إلى ذلك، أشار إلى أنه من الطبيعي أن تقوم القوى الامنية بمهامها لجهة التأكد من سلامة المخيمات وخلوها من أي عناصر مشبوهة. وأكد أن هناك دولة وسلطة وعلى الجميع الانصياع لها. واضاف:لم نقم بترحيل أي نازح ولم نخرق أي اتفاق دولي ومبادئ القوانين المرعية الإجراء مع السلطات اللبنانية، كما أن الدولة تعاطت بجدية مع ملف النازحين أكثر من أي دولة أخرى. وأكد أن ما تقوم به الأجهزة الأمنية هو تعاطي يصب في مصلحة المخيمات والقاطنين في داخلها وخارجها، لكن لا يمكن تحميل أي نازح مسؤولية ما يقوم به نازح آخر. وقال: نحن ندعم الجهود التي تقوم بها هذه الأجهزة ولا سيما المؤسسة العسكرية. ودعا الجميع إلى الانصياع للقوانين اللبنانية.

عملية عرسال

ميدانياً، واستناداً الى التحوط لمرحلة ما بعد سقوط التنظيمات الإرهابية، في العراق وسوريا، لئلا يدخلوا الى لبنان، بحسب ما ما نبّه الرئيس ميشال عون، داعياً القوى الأمنية إلى اليقظة، خاض الجيش اللبناني معارك فجر أمس، في شرق جرود عرسال، مع المسلحين الذين يتغلغلون داخل مخيمات النازحين السوريين، ونجح في توقيف أكثر من 350 ارهابياً من مخيمي النور والقارية، بينهم 25 من كبار المطلوبين المنتمين إلى تنظيمي «داعش» و«النصرة»، فيما اقتصرت الإصابات في جانب الجيش على جرح 7 عسكريين جرّاء تفجير أربعة انتحاريين أنفسهم في مخيم النور، وخامس في مخيم «القارية»، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفلة سورية وجرح شخصين.

وفي المعلومات، انه على اثر نجاح قوة من مخابرات الجيش في توقيف السوري أحمد خالد دياب المتهم بقتل المقدم نور الدين الجمل الذي استشهد في معارك عرسال الشهيرة في آب من العام 2014، اخضع دياب المذكور، طوال الليلة الماضية إلى استجواب دقيق، كشف خلاله الموقوف عن عملية تفجير ضخمة كانت تعد داخل بلدة عرسال، إضافة إلى الاعداد لتنفيذ سلسلة عمليات انتحارية من زحلة إلى بيروت، مما اقتضى إعطاء الأوامر لفوج المجوقل في الجيش لمداهمة مخيمات النازحين السوريين في عرسال، لتوقيف المشبوهين والتحقيق معهم، ولدى وصول قوة من المجوقل إلى مخيم النور فجر أمس، اصطدمت بمجموعة من المسلحين الذين عمدوا إلى اطلاق النار على الجيش، فحصل تبادل لاطلاق النار، تمكنت خلاله القوة المداهمة من الدخول إلى عمق المخيم، الا ان اربعة من المسلحين الذين كانوا يرتدون احزمة ناسفة عمدوا الى تفجير أنفسهم وسط اقربائهم داخل المخيم، على الرغم من ان عناصر القوة حاولت إقناع المسلحين بعدم تفجير أنفسهم حفاظاً على أرواح عائلاتهم، واصيب من جرّاء هذه العملية ثلاثة عسكريين بجروح غير خطرة، بحسب بيان قيادة الجيش الذي تحدث أيضاً عن تفجير عبوة ناسفة من قبل الارهابيين، فيما ضبطت قوى الجيش أربع عبوات ناسفة معدة للتفجير، عمل الخبير العسكري على تفجيرها فوراً في امكنتها.

في هذه الاثناء، كانت قوة أخرى من الجيش تداهم مخيم «القارية» للنازحين السوريين في المنطقة نفسها، فأقدم أحد الارهابيين على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف من دون وقوع اصابات في صفوف العسكريين، كما اقدم إرهابي آخر على رمي قنبلة يدوية باتجاه دورية الجيش، ما أدى إلى إصابة أربعة عسكريين بجروح طفيفة.

ولاحقا اكدت القيادة خبر وفاة الطفلة السورية حيث اعلنت ان احد الانتحاريين فجر نفسه وسط افراد عائلة نازح ما ادى الى وفاة طفلة تنتمي الى هذه العائلة.

وعرف من الانتحاريين الذين فجروا انفسهم في مخيم النور كل من خلدون حلاوي من بلدة قارة والمعروف باسم «ابو عائشة» وهو احد مسؤولي جبهة النصرة، وابو عبيدة وهو قاضي شرعي للنصرة، علما ان اغلب المسلحين المتواجدين في مخيم النور، ينتمون الى «النصرة»، اما في مخيم «القارية» فينتمون الى تنظيم «داعش».

وترددت معلومات، في اعقاب العملية عن اسلحة كيميائية عثر عليها الجيش في عرسال، لكن مصادر عسكرية نفت هذه المعلومات، موضحة ان ما عثر عليه في مخيم القارية ليس سوى مواد لتصنيع العبوات المتفجرة، كذلك نفت المصادر عثور الجيش على مخبأ تحت الارض لتصنيع العبوات قرب احد المخيمات التي تمت مداهمتها في عرسال، حسب قناة «الميادين» واكدت ان كل المضبوطات من صواعق ومعدات تحكم عن بعد ومواد لاعداد المتفجرات عثر عليها فوق الارض.

وعلى اثر نجاح العملية العسكرية الاستباقية، تفقد قائد الجيش العماد جوزاف عون قوى الجيش المنتشرة في عرسال، والتقى الضباط والعسكريين الذين نفذوا المهمة، مثنياً على شجاعتهم في مواجهة الارهابيين وادائهم المهمة بدقة واحتراف عاليين، مشيدا بحرصهم على تجنيب سكان المخيمين وقوع خسائر في صفوفهم، مؤكدا التزام القيادة حماية المدنيين في جميع العمليات العسكرية.

عون في الاشرفية

وقبل توجهه الى مقر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في الاشرفية، لمناسبة العيد 156 لقوى الامن، تلقى الرئيس عون اتصالا من العماد عون ابلغه فيه نجاح العملية النوعية التي قامت بها قوة من الفوج المجوقل، واصفا اياها بأنها كانت عملية خطرة للغاية.

وكشف الرئيس عون امام كبار ضباط قوى الامن، بأن احد المطلوبين قام بتفجير نفسه بالدورية العسكرية، ثم فجر اربعة ارهابيين انفسهم اثناء العملي، حيث بلغ عددهم خمسة انتحاريين.

وقال: كما تم تعطيل ارب عبوات ناسفة كانوا زرعوها في الشارع، وكأنهم (اي المسلحين) كانوا يعرفون ان هناك قوة آلية نحوهم.

واذ هنأ الرئيس عون الجيش على نجاح العملية، اثنى على جهود وتضحيات قوى الامن وقيامها بواجباتها، داعياً اياها الى السهر كثيرا للحؤول دون تمكين عناصر التنظيمات الارهابية من السعي الى اللجوء الى لبنان بعد سقوطها في سوريا، مؤكدا العمل تدريجياً على تأمين مستلزمات العمل المتطور المطلوب في المؤسسات الامنية كافة.

«القوات» و «المردة»

في غضون ذلك، برزت الزيارة التي قام بها نائب رئيس الحكومة وزير الصحة «القواتي» غسان حاصباني الى بنشعي، حيث التقى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في حضور الوزير السابق يوسف سعادة.

وفي حين اكد حاصباني ان اللقاء مع فرنجية كان ايجابيا وثبت العلاقة بين «القوات» والمردة والايمان المشترك في بناء الدولة، مشددا على ان حزب «القوات» منفتح على الجميع، وهو على استعداد للتعاون مع الجميع وتقريب وجهات النظر. لاحظت مصادر متابعة ان اللقاء جاء ضمن جولة للوزير على مستشفيات زغرتا للإطلاع على أوضاعها، الا انه يمكن أن يؤسّس لمزيد من الدفء في العلاقات بين «المردة» و«القوات» في المرحلة المقبلة، والتي يكثر فيها الحديث عن اتصالات تجري بعبدا من الأضواء التقريب بين الطرفين.

النفط

وعلى صعيد آخر، حضرت الثروة النفطية البحرية التي يوليها الرئيس برّي اهتماماً خاصاً، في المشاورات التي أجراها أمس مع ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيفريد كاغ في عين التينة، حيث تركز الحديث على ترسيم الحدود البحرية، في ضوء ما أعلنه برّي في لقاء الأربعاء النيابي على استعداد الأمم المتحدة للمساعدة على ترسيم هذه الحدود مع الجانب الإسرائيلي.

وفي هذا السيّاق، أكد برّي لضيفته الأممية تمسك لبنان بكامل ثورته النفطية والمنطقة الاقتصادية الخاصة، مشدداً على عد التنازل عن الحق اللبناني، فيما أكدت كاغ استعداد الأمم المحدة لرعاية هذه العملية، مشيرة إلى جولته الأخيرة في نيويورك وما قامت به على هذا الصعيد.