IMLebanon

شيطان التفاصيل يهدِّد السلسلة .. ومعركة الجرود هذا الأسبوع

شيطان التفاصيل يهدِّد السلسلة .. ومعركة الجرود هذا الأسبوع

الهيئات في السراي اليوم.. والنقابات إلى الشارع.. ورفض الترخيص «للتظاهرات السورية»

أسبوع الاستحقاقات يسابق التحضيرات للزيارة المقررة إلى واشنطن، وهي الأولى من نوعها في التحرّك الخارجي للرئيس سعد الحريري، والاولى لواشنطن لمسؤول لبناني رفيع، في وقت دخلت فيه التحضيرات لمعركة جرود عرسال، نقطة الفصل، في ظل تكهنات عن ساعة صفر بين وقت وآخر على ان يتولى الجيش اللبناني الحفاظ على الأمن في عرسال سواء بالنسبة للبنانيين أو السوريين، على حدّ ما رأى وزير الداخلية والبلديات وهو يعلن ان وزارة الداخلية رفضت «الموافقة على أي طلب من أية جهة للتظاهر حفاظاً على السلم الاهلي»، مع التأكيد على ان الجيش مؤسسة وطنية جامعة لكل اللبنانيين ومنوط بها حماية لبنان وجميع المقيمين على أرضه.

{ فمن الاستحقاقات التشريعية للجلسة النيابية غداً، وبعد غد، على ان تكون سلسلة الرتب والرواتب على طاولة البحث، وسط محاولات وصفتها روابط المعلمين «بالمحاولات الخبيثة لوضع ألغام امام السلسلة».

{ حكومياً، جلسة لمجلس الوزراء الخميس، وعلى جدول أعمالها إصدار دفعة من التعيينات في المحافظين والخارجية وربما في تلفزيون لبنان.

{ «الدخول العشوائي» عبر مواقع التواصل، مع النازحين السوريين، وضد الجيش اللبناني أو العكس، في ظل محاولة تشويش واضحة، قبل ساعات من دخول التحضيرات لحدث كبير في ما خص جرود عرسال بين المعركة أو نجاح ترتيبات التفاوض لإيجاد حل مقبول «للمسلحين في الجرود» يجنب البقاع ولبنان آثاراً سلبية لمعارك عسكرية، لإنهاء ظاهرة المسلحين في جرود عرسال.

ومع قرب الاستحقاقات، تختلط المواقف، وتتشابه او تلتبس سياسياً، الأمر الذي يساهم في حجب الرؤية، ورفع حجم الضبابية، تجاه الملفات الساخنة، التي تشغل الوسط السياسي، وسائر الأوساط الدبلوماسية والأمنية والنقابية.

وكشف مصدر مطلع لـ«اللواء» ان شيطان التفاصيل يتحكم بالقرار المرتقب حول سلسلة الرتب والرواتب، في ظل اتفاق مبدئي على اقرارها، وخلاف مستحكم حول مصادر التمويل.

وقال المصدر ان إعطاء نسب جديدة للمتقاعدين، وفقاً للمطالبات فضلاً عن مشروع قانون باستفادة المتقاعدين من المعاش التقاعدي من شأنه رفع كلفة السلسلة إلى 2000 مليار ليرة لبنانية، متوفر منها فقط 1200 مليار، وهو الرقم الذي أشار إليه النائب وليد جنبلاط بعد زيارة الرئيس نبيه برّي في عين التينة مساء أمس.

وفيما يستقبل الرئيس سعد الحريري عند الخامسة والنصف من بعد ظهر اليوم الهيئات الاقتصادية للبحث في مصادر تمويل السلسلة، وموقف الهيئات منها، يجتمع التيار الوطني الحر اليوم لتحديد موقفه في ضوء الموقف المستجد للرئيس ميشال عون الذي دعا في موقف له، مباغت، عشية الجلسة النيابية إلى «ضبط المالية العامة من خلال حسابات مالية شفافة، والارتفاع إلى مستوى المسائل الوطنية في مقاربة المسائل التي تحفظ استقرار الدولة والسلامة المالية فيها.

وتخوف المصدر من ان تسحب المواقف العائدة للكتل، نفسها على الأجواء الإيجابية التي تحدث عنها وزير المال يوم الجمعة الماضي، حيث تعود الكتل للاجتماع في وزارة المال اليوم، مع الإشارة إلى موقف كتلة اللقاء الديمقراطي التي عبر عنها النائب جنبلاط بحضور النائب وائل أبو فاعور، والمعلومات عن ان القوات اللبنانية تريد ربط الموازنة بالسلسلة، لا الفصل بينهما.

وكشف النائب جنبلاط انه سيناقش المسألة في جلسة مغلقة مع الوزير خليل، قبيل الجلسة التشريعية، من أجل ان يكون موقف «اللقاء الديمقراطي» منسجماً مع الموقف العام (للكتل)، وهو كان كتب عبر تويتر رافضاً الزيادات العشوائية في السلسلة حتى لا نعرض الاستقرار النقدي للخطر.

وإذ دعا جنبلاط إلى وجوب ان نحترم التعهدات في ما يتعلق بالسلسلة أشار إلى ضرورة ان تساهم القطاعات المنتجة بدعم الموازنة، لأن هذه القطاعات تربح ولكن لا تساهم بشكل كاف.

وفي انتظار ما سيسفر عنه اجتماع ممثلي الكتل اليوم، والذي يأتي قبل 24 ساعة من الجلسة النيابية غداً، برز أمس، موقف لافت للرئيس عون شدّد فيه على ضرورة تأمين سلامة المالية العامة للدولة من خلال إقرار الموازنة التي تحدد ايرادات الدولة والانفاق فيها.

وفيما لوحظ ان موقف عون الذي وزعه مكتبه الاعلامي، تجاهل الاشارة الى السلسلة، الا انه دعا الى احترام حقوق المواطنين وابعادها عن المزايدات الانتخابية، مؤكدا ان ضبط المالية العامة يكون من خلال حسابات مالية شفافة، معتبرا ان المرحلة التي تمر بها البلاد دقيقة تحتم ارتفاعا الى مستوى المسؤولية الوطنية في مقاربة المسائل التي تحفظ استقرار الدولة والسلامة المالية فيها.

اما الرئيس بري فكشف في خلال لقاء مع اعلاميين السبت، انه اتفق مع الرئيس الحريري على السير في موضوع السلسلة، مع ان رئيس الحكومة يتخوف من ان تكون عبئا على الخزينة، وهنا نحن نختلف، اذ انه يمكن تمويل السلسلة من موارد عديدة منها T.V.A والمصارف التي تدفع اقل من الجميع، وايضا من مخالفات الاملاك البحرية وان هذه العائدات تصل الى حدود 2000 مليار ليرة.

ولفت بري الى ان مسألة المتقاعدين سترفع ارقام السلسلة لكن اتفقنا على تجزئة دفعها.

مجلس الوزراء

رسمياً، وأن كانت مرجحة بالنسبة لمجلس الوزراء الذي لم يتحدد موعد جلسته الخميس حيث لم يدرج على جدولها التعيينات.

مصادر وزارية لفتت إلى أن موضوع التأجيل اذا تم التوافق حوله قد يساهم في تعزيز مناخات التوافق حول ملفات شائكة أو تشهد تباينا بين الفرقاء. ودعت إلى انتظار ما قد يخرج من اللقاء المرتقب بين الرئيسين عون والحريري هذا الأسبوع .

ولاحقا أبلغ أكثر من وزير «اللواء» انه لم يتسلم جدول أعمال. وردا على سؤال لـ«اللواء» قال وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي أن بعد اجتماع لجنة النازحين كما قبله.

في كل الأحوال، فإن الجلسة إذا انعقدت الخميس ستشهد نقاشاً لا يخلو من سخونة، في حال مقاربتها لنقاط ساخنة، وأبرزها حسم موضوع آلية التعيينات، كمقدمة لا بدّ منها لمقاربة اجراء التعيينات نفسها، وتأتي في الصدارة، التشكيلات الديبلوماسية وتعيين محافظين للجبل والبقاع ومجلس ادارة تلفزيون لبنان.

ومعلوم ان موضوع التشكيلات الديبلوماسية اشبع درساً، عبر صيغة تعيين عدد من السفراء من داخل وخارج الملاك، فضلا عن ملء الشواغر في المراكز وعددها 73 مركزا، وسبق لوزير الخارجية جبران باسيل ان عرض هذه الصيغة على مجموعة من الكتل السياسية، حازت على موافقة هذه التكتل، ولا سيما كتلة النائب جنبلاط، وهي تقضي بتعيين سفير لبنان في المملكة عبد الستار عيسى اميناً عاما للخارجية، ونقل السفيرة نجلا الرياشي من جنيف الى الادارة المركزية، ونقل السفير البير سماحة الى مسقط، بحسب معلومات المؤسسة اللبنانية للارسال، التي لفتت الى ان تعيين مجلس ادارة تلفزيون لبنان ينتظر حسم مسألة آلية التعيينات، فاذا اتفق على الابقاء عليها، فإن وزير الاعلام ملحم رياشي سيعرض الاسماء الثلاثة الذين تم اختيارهم في مجلس الخدمة المدنية من مجموع 17 مرشحا تقدموا لتعيينهم في هذاالمنصب، وهم: توفيق طرابلسي، ايلي خوري وبشارة شربل، علما انه ليس لدى المعنيين اي اسم آخر تم التوافق عليه كمرشح محتمل لمنصب المدير العام للتلفزيون وهو مركز كاثوليكي.

الانتخابات الفرعية

في كل الاحوال، فإن اجتماع الرئيسين عون والحريري، يفترض ان يحسم كل هذه الملفا، ومن ضمنها الاتفاق على موعد اجراء الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان، والمرجح ان يكون آخر احد في ايلول والذي يصادف في 24 ايلول، في حال تم التوافق عليه، مع العلم ان الحريري لا يميل الى اجراء هذه الانتخابات الفرعية، نظرا الى ان كلفتها المالية تعادل نفقات معركة الانتخابات النيابية في العام 2018، بحسب عضو المكتب السياسي لتيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش، في حين أن الرئيسين عون وبري سبق ان اعلنا تأييدهما لاجراء هذه الانتخابات باعتبارها استحقاقاً دستورياً لا يجوز تجاهله، مع ان انتخابات كسروان لن تكون بالتزكية لمصلحة العميد المتقاعد شربل روكز ليخلف مقعد عمه الرئيس عون.

تجدر الاشارة الى ان الوزير السابق اللواء اشرف ريفي اعلن امس، ان لديه مرشحين سيخوض بهما معركة طرابلس على المقعدين العلوي الشاغر بوفاة النائب بدر ونوس والمقعد الارثوذكسي الذي شغر باستقالة النائب روبير فاضل، لكنه لم يكشف عنهما. اما الرئيس نجيب ميقاتي فأعلن انه ينتظر صدور مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لاتخاذ القرار في شأن خوض هذه المعركة الفرعية، مع انه يميل الى ترشيح الوزير السابق نقولا نحاس عن المقعد الارثوذكسي، وسيكون لديه ايضا مرشح عن المقعد العلوي.

اما تيار «المستقبل» فيميل الى الاحتفاظ بالمقعد العلوي لنجل النائب الراحل ونوس بسام ونوس، على ان يخوض معركة المقعد الارثوذكسي بشخص المدير السابق لمجلس ادارة مرفأ طرابلس انطوان حبيب الذي يشغل حاليا عضو المنطقة الاقتصادية الخالصة وهو من الميناء مركز ثقل الارثوذكس في طرابلس.

ازمة النازحين

وفيما برزت على هذا الصعيد، دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي، للرئيس عون الذي شارك للمرة الاولى بعد غياب ثلاث سنوات في قداس عيد مار شربل في دير مار مارون عنابا، لتصويب عودة اللاجئين والنازحين الاكيدة الى بلدانهم بعيدا عن الخلافات السياسية التي تعرقل الحلول المرجوة، في اشارة تعني موافقته على تسليم هذا الملف الى رئيس الجمهورية، بعد ان انقسمت الحكومة على نفسها اثناء مقاربة مسألة التفاوض او عدمه مع النظام السوري بعودة النازحين إلى سوريا، حسم وزير الداخلية نهاد المشنوق مساء أمس، لغطاً اشتعلت به مواقع التواصل الاجتماعي، حول دعوات سورية للتظاهر غداً الثلاثاء دعما لعودة النازحين والمطالبة بحقوقهم القانونية، في مقابل دعوات أخرى للتجمع في حديقة سمير قصير في الوسط التجاري، مناهضة للجيش، فقرر عدم الموافقة على أي طلب من أي جهة للتظاهر حفظاً للسلم والأمن الأهلي، مؤكداً ان الجيش الخاضع لقرارات مجلس الوزراء مجتمعاً هو مؤسسة وطنية جامعة لكل اللبنانيين، ومنوط بها حماية لبنان وجميع المقيمين على أرضه، ونعول في المقابل على تسريع التحقيق المسؤول والدقيق في وفاة النازحين السوريين الأربعة.

ميدانياً، نفت قيادة الجيش ما وصفته بأخبار منسوبة إلى الجيش حول موقفه من قضايا مطروحة، نقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها أنه طلب من الأهالي في عرسال وجوب إخلاء منطقة وادي حميد والجرود خلال 24 ساعة (نقلته قناة الميادين عن مصدر أمني).

وفي هذا الاطار، قال رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري انه تبلغ من الجهات الامنية المعنية وجوب عدم التجول في الجرود، وسحب الآليات الزراعية العائدة لأهالي البلدة منها.