IMLebanon

تصريحات الوزراء بدمشق إستفزازية.. والتيار العوني: لا صفة رسمية للزيارات

تصريحات الوزراء بدمشق إستفزازية.. والتيار العوني: لا صفة رسمية للزيارات

ساعة الحسم في الجرود تقترب.. وبرّي يدعو إلى جلسة الثلاثاء لمساءلة الحكومة

في السياسة، تبدو ان الأمور تميل إلى البرودة، بخلاف الميدان العسكري، حيث كل الأنظار مشدودة إلى معركة تحرير الجرود، وحيث ومع كل يوم، يحكم الجيش قبضته تدريجياً على المرتفعات والتلال لتضييق الخناق على تنظيم «داعش» الارهابي، بانتظار ساعة الصفر، التي تبقى في يد القيادة العسكرية.

وافسحت خطوة الرئيس نبيه برّي بالدعوة إلى جلسة مناقشة عامة للحكومة يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين في المجال امام سحب الملفات الخلافية، وهي كثيرة ومتشعبة، من التداول السياسي والإعلامي، إلى داخل مؤسسة مجلس النواب، في وقت ساهمت تغريدة رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل بخصوص زيارة الوزراء الثلاثة إلى دمشق، والتي حصرتها في الجانب الفردي، في سحب الغطاء عن الصفة الرسمية لهذه الزيارة، والاهم انها وفرت نوعا من الأمان إلى التسوية السياسية التي انتجت انتخاب الرئيس ميشال عون وتأليف حكومة «استعادة الثقة» برئاسة الرئيس سعد الحريري، بعدما كادت ردود الفعل على الزيارة، مقرونة بطابع التحدي الذي حرص الوزراء الثلاثة على اخفائها، ان تُهدّد الوضع الحكومي وتهزه في الصميم مع التصريحات الاستفزازية لهؤلاء قبل عودتهم مساء أمس إلى بيروت.

واذا كان التيار الحر مهد بكلام رئيسه باسيل لزيارة ذات «طابع فردي» لأحد من وزرائه لاحقا مثلما كان يحصل مع الوزير بيار رفول، فهذا أيضا سبب إضافي للاعتقاد بأن المسألة برمتها انتهت مع عودة الوزراء من دمشق، وثمة من يعتقد انه لن تكون لها أي انعكاسات سياسية، الا إذا كانت قد رتبت من ضمن خطة لحلف الممانعة لتطبيع العلاقة مع النظام السوري، للإفادة من التحولات الجارية في المنطقة، حتى ولو تركت نتائج على الارض على صعيد ترتيب الأمور العالقة بين الوزارات المعنية في لبنان وسوريا، مثل تسهيل نقل الإنتاج الزراعي والصناعي اللبنانية ومعالجة مسألة عبور الشاحنات والترانزيت.

وكان نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسّان حاصباني، نفى لـ «اللواء» ما تردّد عن نية وزراء «القوات اللبنانية» للاستقالة من الحكومة، كرد على زيارة الوزراء، وقال: «طالما ان الحكومة لم تعط الطابع الرسمي للزيارة، فنحن مشاركون في الحكومة، ونعمل بشكل صحيح لمصلحة البلد».

ومن جهته أوضح وزير شؤون النازحين معين المرعبي في تصريح لـ «اللواء» ان خروجه من مجلس الوزراء أمس الأوّل كان بهدف إعادة الوزير جمال الجراح إلى الجلسة وعدم «إخلاء الساحة» وفق قوله.

ولفت إلى ان الوزراء الذين زاروا سوريا يريدون من خلال تواصلهم مع الحكومة السورية الدخول في عملية الاستجداء مع العلم ان هذا الأمر لن يوصل إلى أي نتيجة.

وقال إن هناك حسابات معينة يخطط لها حزب الله خصوصا في موضوع العقوبات الأميركية، وهي ليست واضحة بعد. وأقر الوزير المرعبي بوجود عرقلة في الملف المعني به أي ملف النازحين، قائلا: كلما تقدمت خطوة إلى الأمام كلما اعادنا الوزير جبران باسيل كيلومترات الى الوراء.

واضاف: يظنون أن المضي في سياسة العرقلة في هذا الملف لجهة عدم مساعدة المناطق التي يقطنها النازحون السوريون يساهم في عودتهم إلى سوريا في حين أن ذلك خطأ.

وكشف الوزير المرعبي عن وجود محاولات لسحب المساعدات المقدمة إلى النازحين لمصلحة المناطق التي تهمهم ولا تضم نازحين وأضاف: يا «ضيعان التعب» في هذا الملف لأن العرقلة متواصلة».

ملف كه رباء

اما ملف بواخر الكهرباء، الذي اعاده مجلس الوزراء إلى إدارة المناقصات، مع خطة لتأمين 800 ميغاوات في فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، فقد كان واضحاً من قراره سحب هذا الملف من التداول الإعلامي والسجال السياسي، خصوصاً وأن المواقف الذي أطلقها الرئيس الحريري، خلال تدشينه محطة التحويل الرئيسية للكهرباء في طرابلس، صوبت النقاش بالنسبة لهذا الموضوع، وإن بدا من كلامه تأييده لفكرة استئجار البواخر، باعتبارها حلاً سريعاً ومؤقتاً لتأمين الكهرباد، من ضمن خطة طارئة، على اعتبار ان المعامل إلى مُـدّة زمنية لا تقل عن ثلاث سنوات، مع ان الهدف هو الوصول إلى كهرباء 24 على 24 ساعة بأسرع وقت ممكن، علماً ان لبنان بحاجة إلى 1500 ميغاوات ليصل إلى مرحلة الـ24 ساعة.

ولفت إلى ان استئجار الطاقة، هو حل سريع لتأمين الكهرباء وتوفير فاتورة المولدات وضجيجها وتلوثها، وهو ما يوفّر من 30 إلى 50 في المائة على جيب المواطن، والاهم انه يؤدي إلى خفض العجز الذي تدفعه الدولة عن كهرباء لبنان وصولاً ليصير العجز صفر في السنة، بدل ملياري دولار بالسنة.

وقال: من يريدون وقف الهدر ومحاربة الفساد، وأنا اولهم ليتذكروا فقط هذا الرقم: لو قمنا بذلك قبل سبع سنوات لكنا وفرنا 14 مليار دولار على خزينة الدولة والدين العام.

سجال الحريري – ميقاتي

على ان اللافت، على هامش زيارة الرئيس الحريري إلى طرابلس لتدشين محطة الكهرباء، هو السجال الذي حصل بينه وبين الرئيس ميقاتي، ما عكس ان العلاقة بينهما ليست في أحسن احوالها، خاصة والرئيس ميقاتي استبق وصول الحريري عصراً، بحملة على الحكومة معتبراً ان تعاملها مع الملفات المطروحة يتم باستخفاف واستهتار، بدءاً من الاستحقاق الدستوري المرتبط بالانتخابات النيابية الفرعية، وصولاً إلى ملف الكهرباء وزيارات الوزراء إلى سوريا، مروراً بالمعارك العسكرية على السلسلة الشرقية.

وأشار إلى ان هذا الاهتراء الحكومي والموقف الملتبس مع القضايا الأساسية المطروحة يطرح السؤال عن القدرة على مواجهة القضايا الأساسية الاقتصادية والمالية، ولا سيما المرتبط بسلسلة الرتب والرواتب.

وهذا الكلام دفع الرئيس الحريري إلى الرد سائلاً عبر «تويتر» عن إنجازات حكومة الرئيس ميقاتي، واعداً برد قريب، فرد ميقاتي عبر «تويتر» أيضاً قائلاً: «نحن لسنا بصدد مبارزة بل ننتظر منكم أجوبة مقنعة للرأي العام وله الحكم الاول والأخير».

توقيع قانون السلسلة

الى ذلك، اكدت مصادر وزارية ان الرئيس ميشال عون سيوقع اليوم أو الاثنين على ابعد تقديرعلى قانوني سلسلة الرتب والرواتب والموارد المالية لها قبل انتهاء مهلة الشهر الممنوحة له دستورياً، بحيث تصبح نافذة فور نشرها في الجريدة الرسمية اواخر شهر آب الحالي، وبما ان نفاذ القانون لا يتم عادة في كسر الشهر بل من بدايته، فيمكن بدء احتساب سريان مفعول السلسلة من شهر ايلول والدفع من اول تشرين اول مبدئيا، لكنها اوضحت ان تطبيق السلسلة وصرف المال للموظفين ينتظر إنجاز الجدولة الكاملة لها في وزارة المالية.

اضافت: ان كل قانون يتم إقراره تكون امواله جاهزة عادة، وان كلفة السلسلة ارتفعت من 1200مليار ليرة الى 1360 ملياراً بسبب زيادة رواتب المتقاعدين، وبما ان القانون سيصبح نافذاً فور نشره، فإن وزارة المالية طلبت من كل الوزارات ايداعها جداول الرواتب الجديدة وفق السلسلة، ومتى وصلت الجداول تحوّل المالية تباعاً الرواتب الجديدة الى الوزارات والادارات، وطمأنت الى ان وزارة المال حاضرة وجاهزة ولا مشكلة في صرف الرواتب الجديدة والمهم ان تسرع الوزارات والادارات الرسمية في ارسال جداول الرواتب ليتم صرفها، ولن يكون هناك مشكلة، العملية جاهزة.

معركة الجرود

ميدانياً، أفادت معلومات رسمية ان الطوافات العسكرية للجيش قصفت مساء أمس بالصواريخ مواقع الارهابيين في جرود رأس بعلبك، في وقت قصفت المدفعية الثقيلة جرود القاع.

تزامناً أعلنت وحدة الإعلام الحربي التابعة لـ«حزب الله» ان الجيش السوري ومقاتلي الحزب هاجموا مواقع تخضع لتنظيم «داعش» على الحدود مع لبنان وسيطروا على عدد من التلال.

وقالت الوحدة في عدّة تغريدات على حسابها في «تويتر» ان «قوات الجيش السوري والحزب تضيق الخناق على مسلحي داعش بجرود الجراجير وقارة بالقلمون»، غربي سوريا.

وكانت دورية من مديرية المخابرات في الجيش عثرت في وادي حميد – جرود شرق عرسال وفي المنطقة التي كانت تسيطر عليها المجموعات الإرهابية من «جبهة النصرة» على مخزن أسلحة وذخائر وصواريخ وبكميات كبيرة.

من ناحية ثانية، فوجئ المواطنون في منطقة الجفينور في قلب العاصمة باشتباك بين سوريين يتوسلون الشحاذة، شارك فيه كبار وصغار، قبل ان تتمكن قوى الأمن من فض الاشتباك واعادة الهدوء الى المكان الذي عادة ما يعج بالناس والموظفين.