IMLebanon

أردوغان أعلن حال الطوارئ ثلاثة أشهر ولم يستبعد تورّط دول في المحاولة الانقلابية

بعد خمسة أيام من محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان مساء أمس حال الطوارئ ثلاثة أشهر في أنحاء البلاد لمواجهة ما وصفه بالتهديدات التي تتعرض لها الديموقراطية التركية لا لتقييد حرية التعبير. ولم يستبعد تورط دول خارجية في المحاولة، محذراً الولايات المتحدة من انها سترتكب خطأ جسيماً اذا رفضت تسليم تركيا الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بأنه وراء هذه المحاولة.

وإثر عودته مساء الثلثاءالى انقرة للمرة الاولى منذ حصول هذه الاحداث، رأس اردوغان اجتماعاً مشتركاً لمجلس الامن القومي والحكومة استمر أربع ساعات و40 دقيقة. وخرج بعد الاجتماع ليصرح خلال مؤتمر صحافي بأن “مجلس الوزراء قرر فرض حال الطوارئ مدة ثلاثة أشهر”، وأوضح أن هذا الأمر كان “ضروريا للقضاء سريعاً على جميع عناصر المنظمة الإرهابية المتورطة في محاولة الانقلاب”. وقال ان الانقلاب “ربما لم ينته بعد… قد تكون هناك خطط أخرى”، واعتبر انه “ليس من حق الأوروبيين انتقاد قرارنا” إعلان حال الطوارئ.

وأكد ان القوات المسلحة تحت إمرة الحكومة وتعمل بالاتساق معها.

وفي مقابلة مع قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية، صرّح إردوغان بأنه يعتقد ان ثمة احتمالاً لضلوع دول أجنبية في محاولة الانقلاب الفاشلة، لكنه لم يذكر أي بلد بالاسم.

ورفض تلميحات الى انه بات حاكماً متسلطاً أو أن الديموقراطية في تركيا تواجه أي تهديد، قائلاً: “سنظل مع النظام البرلماني الديموقراطي ولن نحيد عنه”.

وأشار الى إنه لا يريد ربط استخدام الولايات المتحدة قاعدة انجيرليك التركية بطلب أنقرة تسليم غولن. وشدد على “العلاقات بين بلدينا قائمة على المصالح وليس على المشاعر. نحن حليفان استراتيجيان”.

وتعهد عدم تقديم “أي تنازل” على حساب الديموقراطية.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان- مارك ايرولت الى “ان يهتم بشؤونه”، رداً على انتقاده حملة التطهير الواسعة في تركيا إثر محاولة الانقلاب .

وكان ايرولت طالب اردوغان الاحد باحترام دولة القانون، رافضاً منح الرئيس التركي الذي يقوم بحملة تطهير واسعة اثر محاولة انقلاب فاشلة على نظامه، “شيكاً على بياض”.

وقال أردوغان: “عليه أن يهتم بشؤونه… هل يملك السلطة للادلاء بهذه التصريحات عني؟ كلا، لا يملكها. وإذا ما أراد درساً في الديموقراطية يمكننا أن نعطيه إياه بسهولة”.

وكان إيرولت أبرز ضرورة “ادانة محاوبة الانقلاب في تركيا، وهو أقل ما يمكن فعله”.

مواصلة حملة التطهير

وبعد خمسة ايام من محاولة الانقلاب، تم تعليق مهمات 55 الف شخص أو طردوا من وظائفهم، استناداً الى حصيلة لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” بناء على ارقام رسمية أو الى وسائل اعلام تركية.

كما أوقف أكثر من تسعة آلاف مشتبه فيهم بينهم جنرالات ذوو رتب عالية اتهموا بالمشاركة في محاولة الانقلاب، بحسب ارقام السلطات. ولا يعرف ما اذا كان احتسبوا هؤلاء مع الـ 55 الفاً.

وأمس، أعلن مجلس التعليم العالي التركي تعليق كل البعثات الخارجية للجامعيين حتى اشعار آخر، وطلب درس اوضاع الجامعيين الموجودين في الخارج واستدعاءهم الى تركيا في أقرب وقت ما لم تكن هناك “ضرورة قصوى” لبقائهم.

وقصف سلاح الجو التركي مجدداً مواقع لـ”حزب العمال الكردستاني” في شمال العراق، ما اعتبر اشارة من اردوغان لمن لا يزال لديه شك الى الامساك بزمام الامور وخصوصاً السيطرة على سلاح الجو.

وأقلعت مطاردات تركية بحثاً عن سفينتين لحرس الحدود أبلغ عن وجودهما قرب المياه الاقليمية اليونانية، ثم غادرت الطائرات المنطقة من غير أن تعثرا عليهما.

ونقلت وكالة “أنباء الاناضول” التركية شبه الرسمية عن وزارة الداخلية انه لم تخطف اية سفينة لحرس الحدود على أيدي انقلابيين. وأكد مسؤول لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” انه “باستثناء جنود فارين، ليست هناك مروحية ولا طائرة ولا سفينة ناقصة” في الاسطول.

وكانت انقرة طلبت من اثينا تسليمها ثمانية انقلابيين مفترضين حطوا بمروحية في اليونان ليل الجمعة – السبت وأوقفتهم السلطات اليونانية.

وفي ترجمة للقلق المتزايد، خفضت وكالة “ستاندارد اند بورز” تصنيف تركيا السيادي درجة الى “بي بي” بعدما كان “بي بي+” بسبب “فترة الغموض المتزايد” التي تمر بها البلاد.

ويكليكس

على صعيد آخر، حجبت السلطات التركية موقع “ويكيليكس” بعدما أورد أكثر من 300 رسالة الكترونية لمسؤولين في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.

واوضح الموقع ان الوثائق مصدرها موقع الحزب وهي تشمل خصوصا قضايا دولية “وليس مسائل الامن الداخلي الاكثر حساسية”.

واضاف ان الرسائل تعود الى فترة بين عام 2010 والسادس من تموز 2016، أي أنه تم الحصول عليها قبل محاولة الانقلاب.

واكد مسؤول تركي حجب الموقع “لانتهاكه الحياة الخاصة ولنشره معلومات تم الحصول عليها على نحو غير قانوني”.

كيري

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في تصريحات صحافية خلال مؤتمر مانحين للعراق ان واشنطن تندد بمحاولة “الانقلاب” الفاشلة في تركيا وتدعم نظام الرئيس رجب طيب اردوغان في تحركه لاعادة الامساك بالسلطة التي تترجم بعملية تطهير واسعة.

وسئل عن عشرات الآلاف من الاشخاص الموقوفين والمطرودين والذين علقت مهماتهم في تركيا، فأجاب: “نحن ندعم الحكومة الديموقراطية … وندين الانقلاب”. ورفض “التعليق” على عمليات التطهير التي تنفذها سلطات انقرة والتي شملت قطاعات واسعة من المجتمع في الجيش والاعلام والجامعيين.

لكن كيري الذي كان شدد الاحد على احترام “الديموقراطية” و”دولة القانون” في تركيا، قال أيضاً: “نريد ان نكون على يقين من ان الرد على الانقلاب يحترم تماماً الديموقراطية”.

وتطلب تركيا من الولايات المتحدة تسليمها الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه بأنه وراء المحاولة الانقلابية، لكن كيري اكد مجددا ان ادراته تحتاج الى “ادلة” على احتمال تورط هذا المعارض التركي البالغ من العمر 75 سنة. ولفت الى ان للولايات المتحدة “جملة متطلبات مشددة جدا في مجال تسليم” الاشخاص.

برلين

واتخذت برلين موقفاً أكثر تشدداً من الاجراءات المضادة التي تتخذها الحكومة التركية، إذ صرح شتيفن زايبرت الناطق باسم المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل بأن الاجراءات الاخيرة التي اتخذتها السلطات التركية عقب محاولة الانقلاب “تتعارض” مع دولة القانون.

وقال: “تتخذ على نحو شبه يومي اجراءات تتغاضى تماماً عن حكم القانون وتتجاهل مبدأ تكافؤ” القوة المستخدمة. وأضاف: “لا شك في ان هذه الاجراءات تثير القلق الى حد كبير”.

بوتين واردوغان مطلع آب

وفي موسكو، أعلن الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واردوغان سيلتقيان مطلع آب المقبل في روسيا، مؤكدا بذلك معلومات أوردتها وسائل الاعلام التركية.

وصرح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن “بوتين واردوغان اتفقا على اللقاء في الايام العشرة الاولى من آب. سيعقد اللقاء في روسيا”. وأضاف: “يجري تحديد مكان اللقاء وزمانه”.

وقد تحدث الرئيس الروسي الاحد هاتفياً مع الرئيس التركي، معربا عن أمله في العودة السريعة للاستقرار بعد محاولة انقلاب عسكري في تركيا، وطلب منه أيضاً تأمين سلامة السياح الروس.