IMLebanon

خطاب وردٌ عاصفان: اليمن في الضاحية! انتكاسة في سجن رومية واحتجاز دركيين

مع انها اطلالته الثالثة المخصصة لتناول ملف الحرب في اليمن منذ انطلاق عملية “عاصفة الحزم”، لم تخالف كلمة الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله امس المعطيات التي عممت سابقا عنها بأنها ستشكل ذروة الحملات التصعيدية التي يشنها الحزب على المملكة العربية السعودية. واذ استدعت “العاصفة” الكلامية التي أثارها نصرالله ردا فوريا لاذعا وشديد النبرة من الرئيس سعد الحريري، برزت مجموعة مفارقات في كلمة الاول شكلا ومضمونا أوحت بذهاب الحزب تصاعديا نحو تكثيف هجماته على السعودية، بما يثبت بعدها الايراني الاساسي على غرار خطاب الحزب في الحقبة الاولى من تورطه في سوريا. لكن الامر اكتسب امس بعدا مختلفا لجهة سعي قيادة الحزب الى تعبئة قواعده نفسها في ملف بعيد اساسا عن أولويات اللبنانيين، إذ على رغم عدم التشكيك في قدرة السيد نصرالله على هذه التعبئة، لم تغب الغرابة التي واكبت تخصيص مهرجان في الضاحية الجنوبية لـ”التضامن والوفاء وصرخة الحق في وجه السلطان الجائر” والإغراق في تفاصيل الحرب اليمنية واستدراج مناخاتها وارتداداتها الى الداخل اللبناني. ورتّب ذلك في المقابل بروز البعد المذهبي في هذه الحملة على رغم محاولة السيد نصرالله نفي هذا الطابع عن موقفه او عن الحرب في اليمن. كما ان حملته على السعودية توغلت بعيدا في سوق الاتهامات لها منذ نشوئها “بالفكر التكفيري” متحدثا عن “الوهابيين ودعم داعش والنصرة والقاعدة” وسواها من الاتهامات. وبدا لافتا ايضا ان السيد نصرالله تعمّد تكرار شعار “شكرا سوريا” الذي رفعه الحزب وحلفاؤه في 8 آذار 2005 مع دعوته الى “تحييد” لبنان عن الازمة اليمنية قائلا: “لا مشكلة في الانتقاد، طبعاً، ليس من الصواب أن نشتم بعضنا بعضاً ولا أن نعتبر النقد شتائم. وفي نهاية المطاف كما في المسألة السورية وغيرها، اليوم في المسألة اليمنية ليحتفظ كل منا بموقفه، ليعبّر عن موقفه وعن اقتناعه وعن رأيه بالطريقة التي يراها مناسبة. وفي نهاية المطاف نحن هنا في لبنان نريد أن نعيش سوياً ونكمل سوياً ونواصل سوياً ونعمل سوياً. كما عملنا على تحييد لبنان عن المأزق أو الأزمة أو الصراع في سوريا على رغم مخاطره الكبرى، كذلك نحن لا نريد أن ننقل هذا الخلاف وهذا الصراع في الموضوع اليمني إلى لبنان”.

رد الحريري

وفي رده على هذا الخطاب، وصف الرئيس الحريري السيد نصرالله بأنه “على خطى السيد علي خامنئي: ابداع في التلفيق وحياكة التحريف والتضليل وعروض الاستقواء والتعبئة المذهبية”.

وقال في تغريدات بموقع “تويتر”: “ما سمعناه حفلة منسقة من الافتراءات التاريخية ونبش في قبور الاحقاد وانكشاف مفضوح لما في الصدور من ضغائن تجاه السعودية ومؤسسها وقيادتها”، محذرا من أن “تناول الملك الراحل عبد العزيز بالإساءة أمر يضع المتطاولين في المرمى المضاد، من اكبر مقامٍ في طهران الى أصغرهم في الضاحية”.

وأكد ان “التوتر السياسي لن ينجح في تشويه صورة السعودية ودورها ومكانتها”، كما ان “حشد الاتباع في حلبات التحريض على المملكة لن يعطي الوكيل المحلي للنفوذ الإيراني شهادة حسن سلوك بأدواره العبثية”.

ولاحظ ان “المشهد الذي يقدمه حزب الله مستورد من ايران وبعيد عن مصلحة لبنان ابتعاد ابليس عن الجنة”. ولفت إلى “أن حزب الله لا يفوت أية مناسبة ليعلن من خلالها انه قادر على وضع طائفة بكاملها في السلة الإيرانية، لكن الشيعة العرب ليسوا جاليات إيرانية في بلدانهم. هم في أساس الأمة وحياة بلدانها، والمشروع الإيراني الذي يريدهم مجرد أدوات مصيره السقوط”.

وجزم بأن “التصعيد المتواصل لحزب الله لن يستدرجنا الى مواقف تخل بقواعد الحوار والسلم الأهلي، فاذا كانت وظيفتهم تدفعهم للتضحية بمصالح لبنان كرمى لأهداف الحوثي، فإن المسؤولية تفرض علينا عدم الانجرار وراء ردود افعال مماثلة”.

وخلص الى “اننا أمناء على درء الفتنة عن لبنان، وهم أمناء على إنقاذ نظام بشار الاسد والدور الإيراني باختراق اليمن والتدخل في الشؤون العربية”. وتساءل: “لماذا كل هذا الجنون في الكلام؟ انها عاصفة الحزم يا عزيزي!”.

الجيش

وسط هذه الاجواء تجري الاستعدادات لاحتفال يقام في القاعدة الجوية بمطار الرئيس رفيق الحريري صباح الاثنين بتسليم الجيش الدفعة الاولى من السلاح الفرنسي ضمن الهبة السعودية.

وصرح أمس الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال خلال المؤتمر الصحافي الاسبوعي: “انه عقد ثلاثي فريد بين فرنسا ولبنان والسعودية، ويدخل في إطار السياسة العامة لدعم لبنان التي لا تقتصر على البلدان الثلاثة، ولكنها تشمل مجموعة الدول داخل المجتمع الدولي التي ترغب في حماية لبنان من اخطار عدوى الازمة السورية ومن المجموعات الارهابية التي تريد زعزعة استقراره”. وأوضح “ان المجموعة الدولية لدعم لبنان والتي انشئت بمبادرة فرنسية هدفها المحدد تنسيق هذا التعاون الدولي للبنان”.

وقام امس قائد الجيش العماد جان قهوجي بجولة تفقدية للوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود الجنوبية في منطقة مرجعيون ومحيطها ومراكزها الامامية، مشدداً على ان “الاحداث الاقليمية التي تطاول لبنان بشظياها في شكل أو في آخر تستدعي من الجيش اقصى درجات الجهوزية لمواجهة التحديات والاخطار وخصوصاً خطري العدو الاسرائيلي والارهاب”.

انتكاسة رومية

وعلى الصعيد الامني أيضاً، استمرت حتى ساعة متقدمة ليلاً عملية اعادة ضبط الوضع في سجن رومية الذي شهد المبنى “د” فيه امس الانتكاسة الاولى منذ العملية الامنية الكبيرة قبل اشهر. ودخلت فرقة من مكافحة الشغب المبنى بعدما اشعل السجناء الاسلاميون أعمال شغب واسعة واحتجزوا عدداً من الدركيين.

وأفادت مصادر أمنية ليلاً ان السجناء كانوا لا يزالون يحتجزون العسكريين فيما افيد عن حريق في الطبقة الثانية من المبنى “د” حيث احتجز الدركيون. واكد وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي تابع العملية الامنية من السجن ان الوضع فيه “تحت السيطرة ولن يعود الى سابق عهده من الفوضى أياً كان الثمن”.

أما في جديد ملف العسكريين المخطوفين، فتمكنت امس عائلتا العسكريين المخطوفين لدى “جبهة النصرة” الجندي عباس مشيك والدركي سليمان الديراني من مقابلتهما في مكان احتجازهما. وتعرف مشيك للمرة الاولى الى طفله الثالث الذي ولد اثناء أسره واحتضنه مع ولديه الآخرين.