IMLebanon

سلام يخشى العراقيل ويلوّح بـ”قلب الطاولة” 950 ألف لبناني ولاجئ يحتاجون إلى مساعدة

الدعم الدولي للبنان لن يترجم أرقاماً على أبواب فصل شتاء تتوقّع المراصد الجوية ان يكون أكثر قسوة من سابقه، والدعم المعنوي لن يدفع في اتجاه اتمام الاستحقاق الرئاسي، الأمر الذي ينعكس سلباً على كل نواحي العمل الرسمي، من الحكومة الى مجلس النواب. ويبدو لبنان غارقاً بوتيرة سريعة في المنزلقات التي تدفع المنطقة المحيطة به الى مزيد من التأزم، ومقتحماً ثلاجة الانتظار على ما أبلغ الرئيس الايراني نظيره الفرنسي بدعوته الى تأجيل البحث في الملف اللبناني الى منتصف تشرين الثاني المقبل في أقرب تقدير.

والرئيس تمّام سلام، الذي عاد ليلاً من نيويورك، يخشى في ظل هذه الصورة القاتمة “ان تتراكم المصائب أكثر فأكثر، وكذلك العراقيل، في ظل عدم التوصل الى توافق سياسي داخلي ولو على صعيد تيسير مشاكل الناس والمواطنين، فيما ينعكس تعثر السلطة عليهم”. ويضيف: “من هنا كان كل كلامي وعرضي لوضعنا ينتهي بالتحذير الجدي من الانهيار والذهاب الى المجهول”.

ويبدي سلام أسفه لعدم وجود متابعة لاجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان “والسنة الماضية سمعنا أيضاً مواقف مماثلة والتزامات كثيرة، ولكن اذا لم يُبذل جهد بين الدول لتحقيق هذا الامر، فسيبقى فقط في تظاهرة سنوية، والمطلوب ان يكون هناك متابعة مركزة لم تتبلور بعد ويا للأسف”.

وقالت مصادر وزارية لـ”النهار” إن رئيس الوزراء يلوح باتخاذ قرار بـ”قلب الطاولة” بسبب الاجواء المحيطة بعمل الحكومة. فهو يسمع من كل الاطراف دعوات الى الصمود، لكن أحداً منهم لا يسهّل مهمته. ورأت ان هذه الحال التجاذبية ستتضح نهايتها مطلع الاسبوع المقبل حداً أقصى.

اللاجئون

وفي موضوع اللاجئين، حذر متصاعد من التداعيات المرتقبة لحلول فصل الشتاء في التقرير الخاص الذي تصدره المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين عن أبرز المستجدات المتصلة بأوضاع اللاجئين السوريين في لبنان والذين، استناداً الى التقرير، صار عددهم رسمياً في لبنان 1٫113٫941، بعدما عمدت المفوضية إلى إبطال تسجيل أكثر من 58000 وحذفهم من قاعدة بيانات التسجيل في لبنان، عقب عملية تحقق دامت أشهراً للتأكد مما إذا كانوا لا يزالون داخل البلاد.

ويورد التقرير ان الوكالات الدولية والحكومة اللبنانية طالبت بـ1٫87 مليار دولار أميركي في خطة لبنان للتصدي للأزمة التي نقحت وخفضت قيمتها من 2٫1 ملياري دولار أميركي. وبحلول 24 أيلول 2015، أفادت المنظمات أنها تلقت 763 مليون دولار أميركي (40% من المبلغ المطلوب).

ويقّدر العاملون في برامج المساعدات والاغاثة أن أكثر من 190000 عائلة لبنانية وسورية وفلسطينية ضعيفة اقتصادياً (950 ألف شخص) ستكون عرضة للبرد وستحتاج إلى المساعدة الأساسية وعمليات تحسين المساكن وتجهيزها لمقاومة العوامل الجوية خلال الشتاء.

الترقيات

حكومياً، ينتظر رئيس الوزراء لقاء الرئيس نبيه بري اليوم أو غداً للوقوف على نتائج الاتصالات التي أجراها في الملفين المتعثرين، الترقيات العسكرية والنفايات.

وعلمت “النهار” أن “اللقاء التشاوري” الذي انعقد أمس في دارة الرئيس ميشال سليمان خلص الى رفض حل ترقية ثلاثة عمداء لأنه يضرب التراتبية في الجيش، إذ ثمة 21 عميداً مسيحياً يتقدمون العميد شامل روكز في أحقية الترقية، وانه يحل في الرقم 45 بين العمداء المستحقين من كل الطوائف. وعرضت اقتراحات عدة للبحث منها تعيين روكز قائداً للجيش شرط ان تسبق التعيين جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، أو تعيينه مديراً عاماً للامن العام أي في المنصب الذي يطالب عدد من الموارنة باسترجاعه، او تأجيل التسريح لكل عميد يبلغ سن التقاعد.

وعرض وزير الدفاع سمير مقبل لشكاوى 17 عميداً في الجيش أبدوا انزعاجهم من موضوع الترقية، وابدى عدد منهم استعداده لنقض القرار أمام مجلس الشورى بعد استقالته. وصرح وزير الاقتصاد والتجارة ألان حكيم لـ”النهار”: “لن نمضي في ضرب المؤسسة العسكرية، وليستقيلوا من الحكومة، وتصبح حكومة تصريف أعمال. لا مشكلة لدينا”.

في المقابل، رفض مصدر في “التيار الوطني الحر” هذه الطروحات قائلاً: “لا تعنينا. هم يريدون الايقاع بيننا وبين حلفائنا. ولن نسقط في هذا الفخ. ولن نرد عليهم”.

النفايات

في ملف النفايات، لم تفض لقاءات الوزير أكرم شهيب والجمعيات البيئية حتى الساعة الى ايجابيات، ولا تزال الهوة كبيرة على رغم الاتفاق على عدد من النقاط. واذا كان العمل جارياً لاعداد موقع سرار وتحويله مطمراً صحياً، فقد علمت “النهار” أن مفتي البقاع الشيخ خليل الميس دعا الى اجتماع في أزهر البقاع الحادية عشرة قبل ظهر غد السبت، يشارك فيه نواب ورجال دين وفاعليات، لتقرير الموقف من المطمر المزمع إنشاؤه في خراج بلدة مجدل عنجر قرب الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا.

وسبقت هذا الاجتماع حركة احتجاج واسعة من أهالي مجدل عنجر ورجال الدين فيها والذين رفضوا إنشاء مطمر في المنطقة التي تعلو عن سطح البحر 1100 متر وتتصل بنبع شمسين الذي يسقي عشرات البلدات والقرى في المنطقة. وعلم من مصادر نيابية ان هناك اعتراضاً من فاعليات المنطقة على أن يكون “حزب الله” الطرف الذي يمنح الاذن بإنشاء المطمر إنطلاقاً من وجوده العسكري فيها، في حين أن مناطق واسعة من البقاع الشمالي تقع في دائرة نفوذ الحزب وتصلح لتكون مكاناً للمطامر ولا تؤثر على البيئة.

وأبلغ وزير العمل سجعان قزي “النهار” أن “اللقاء التشاوري” توقف عند ملف النفايات وطالب بتنفيذ خطة الوزير شهيب من دون إبطاء. وأضاف: “لا أصدق أن عرقلة الخطة تأتي من مجموعة بيئية لا صفة تمثيلية لها. كما لا أصدق أن تيار “المستقبل” بنفوذه النيابي والبلدي والاختياري والشعبي لا يستطيع أن يمون على البيئة في عكار لكي تسهل العمل في مطمر سرار”.