IMLebanon

الإعلام السعودي على خط التوتر مع لبنان أزمة الرئاسة تقدّمت لقاء بوتين والحريري

اتخذت ترددات تطورين اعلاميين متعاقبين يعودان الى وسائل اعلامية سعودية في بيروت أمس دلالات سلبية لجهة زيادة التوتر في أجواء العلاقات اللبنانية – السعودية خصوصاً واللبنانية – الخليجية عموماً مع ان آمالاً عريضة لا تزال معلقة على اللقاء المرتقب للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس الوزراء تمام سلام على هامش قمة اسطنبول الاسلامية منتصف الشهر الجاري من أجل اعادة العلاقات الى دفئها السابق . ومع ان ما جرى امس على الصعيد المتعلق باقفال مكاتب قناة “العربية” وتسريح نحو 27 من موظفيها العاملين في بيروت، ومن ثم الحادث المستنكر المتمثل باقتحام شبان مكاتب صحيفة “الشرق الاوسط” عقب نشرها رسما كاريكاتوريا مثيرا للسخط لجهة اساءته الى الدولة اللبنانية والعلم اللبناني، يمكن حصر تداعياتهما من دون التسبب بمزيد من التوتر ، فان الامر لم يبد منعزلا عن الأجواء السياسية التي لا تزال توحي بأن العلاقات المهتزة بين لبنان والمملكة لم توضع بعد على سكة الاحتواء الجدي والكافي للبدء بازالة ما شابها من تعقيدات في الآونة الاخيرة.

وعلمت “النهار” من مصادر وزارية ان ما جرى على المستوى الاعلامي أمس في مؤسستين سعوديتين هما “العربية” و”الشرق الاوسط” سبقته تدابير أمنية مشددة تتعلق بأمن السفارة السعودية في بيروت اتخذت قبل ثلاثة أيام وذلك في ضوء التهديدات التي سبق للسفير علي عواض عسيري أن أعلن أنه تلقاها في الآونة الاخيرة، علما ان “العربية ” بررت اقفال مكاتبها في بيروت بعوامل امنية فيما اكدت صحيفة “الشرق الاوسط ” استمرار عملها من بيروت محملة السلطات اللبنانية مسؤولية الحفاظ على سلامة العاملين فيها. وقد بدأت النيابة العامة الاستئنافية في بيروت مساء تحقيقاتها في اقتحام مكاتب “الشرق الاوسط ” الكائنة في مبنى برج الغزال . وأوردت معلومات رسمية أسماء الاشخاص الذين اقتحموا مكاتب الصحيفة وبعثروا محتوياتها ومزقوا اعدادا منها.

الحريري وبوتين

في غضون ذلك، اكتسبت زيارة الرئيس سعد الحريري لموسكو دلالات بارزة مع تتويجها بلقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين حيث عقد أولاً اجتماع موسع ضم الوفد المرافق للحريري ومساعدين للرئيس الروسي ثم عقد اجتماع منفرد بين بوتين والحريري استمر ساعة. وبدا واضحاً ان المحادثات تمحورت على أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان انطلاقا من المعطيات والوقائع الاقليمية المحيطة بالوضع في لبنان والتي تنعكس سلباً على استحقاقه الانتخابي وواقع المؤسسات الدستورية فيه. وتطرق البحث الى امكان اضطلاع ايجابي في تذليل العقبات امام انتخاب رئيس للجمهورية انطلاقا من الدور الفعال والمؤثر الذي تضطلع به في الأزمة السورية ويجعلها على تماس مع القضايا ذات الصلة وفي مقدمها الأزمة الرئاسية اللبنانية. وأوضح الحريري في تصريحات أدلى بها لوسائل اعلام روسية ان هدف زيارته لموسكو هو “وضع لبنان على سلم أولويات الاهتمام في المنطقة”، مشيراً الى ان الفراغ الرئاسي “الذي يجب حله داخلياً يحتاج ايضا الى مساعدة من أصدقاء لبنان وحلفائه في الخارج ونحن نعتبر موسكو صديقة للبنان وكنا دوما على علاقة جيدة معها”.

التشريع … ومجلس الوزراء

أما على صعيد الملفات الداخلية، فيبدو الكباش السياسي حول مسألة الجلسات التشريعية لمجلس النواب التي يتمسك رئيس المجلس نبيه بري بضرورة عقدها ضمن العقد العادي للمجلس مؤجلة الى جلسة الحوار في 20 نيسان الجاري وسط ملامح تعقيدات كبيرة تعترض التوافق عليها.

في غضون ذلك، وزعت الامانة العامة لمجلس الوزراء أمس جدول أعمال الجلسة العادية للمجلس الخميس المقبل وهو الجدول نفسه للجلسة التي أرجئت الخميس الماضي بعد وفاة والدة الرئيس تمام سلام.وعلمت “النهار” ان بنديّن في الجدول سيستأثران بالاهتمام هما المتعلقان بمديرية أمن الدولة وتجهيزات مطار رفيق الحريري الدولي. وقالت مصادر وزارية إن القوى المسيحية الثلاث “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” وحزب الكتائب زادت ضغوطها من اجل حل مشكلة أمن الدولة في الجلسة المقبلة وان عدم بت الحل المقبول لهذه المشكلة سيقابل بمواقف سلبية من هذه القوى. اما في ما يتعلق بموضوع تجهيزات المطار، فيتوقع ان يعقد الرئيس سلام اجتماعاً ثانياً بعد اجتماع أول عقده لمعالجة التضارب الحاصل بين ثلاثة عروض مدرجة في جدول الاعمال وقدمتها وزارة الاشغال العامة والنقل ومجلس الانماء والاعمار ووزارة الداخلية. وبدا واضحا ان التضارب في الصلاحيات والتداخل بين المشاريع المقدمة سيثيران مشكلة داخل مجلس الوزراء اذا لم يتفق على مخرج يسبق الجلسة. وخلافا لما كان متداولاً أمس، علم ان وزير المال علي حسن خليل لم يوقع العقود الرضائية التي قدمتها وزارة الداخلية قبل ان يبت مصيرها مجلس الوزراء وفي حال موافقة المجلس عليها يلتزم وزير المال تمويلها.