IMLebanon

الحريري لطرابلس: احترم صوتكم نصرالله يعترف: كل تمويلنا إيراني


مع ان حدث الاستفتاء البريطاني بنتائجه الصاعقة لمصلحة الخروج من الاتحاد الاوروبي تردد صداه بقوة في الاوساط اللبنانية، فانه لم يحجب الصدى الداخلي لمضامين المواقف التي اطلقها تباعاً كل من الامين العام لـحزب اللهالسيد حسن نصرالله وزعيمتيار المستقبلالرئيس سعد الحريري نظرا الى الدلالات المختلفة لمواقف كل منهما حيال المشهد السياسي العام.
واكتسبت الزيارة الاولى التي قام بها الرئيس الحريري لمدينة طرابلس منذ الانتخابات البلدية الاخيرة التي خسر معركتهاتيار المستقبلمع المتحالفين معه ولا سيما منهم الرئيس نجيب ميقاتي أبعاداً بارزة اذ ظهرت كثافة حضور سياسي وشعبي في الافطار الذي أقامه الحريري في معرض رشيد كرامي الدولي والذي تقدمه ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي ونواب المدينة ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار. وتميزت الكلمة التي ألقاها فيه بمصارحته المباشرة للطرابلسيين قائلاً: “انا لست آتياً لكي اعاتبكم، انا آت لكي احترمكم واحترم صوتكم وارادتكموصلني صوتكم ووصلتني رسالتكم وانا مسؤول عنها“. واذ شدد على انمفهومنا للسياسة هو خدمة الناس وتطلعاتهم وقضاياهم، أضاف: “في هذه الايام هناك موضة كل الناس تشرح لنا ما هي الحريرية الوطنية ووصلت المواصيل الى حد دعوة بيت رفيق الحريري الى العودة الى الحريرية“. وأعلن انه لا يزال على لسان حال رفيق الحريري بان لبنانطائرة مخطوفة وواجباتي ومسؤولياتي ان أعمل بروح رفيق الحريري على انقاذ الركاب“. وتحدث عن محاولات الصاق صورة التطرف بأهل السنّة عموماً وبطرابلس خصوصاً لافتاً الى انجزءاً من هذه المحاولة للاسف هو خرق داخل البيت الواحد يحاول اظهار الاعتدال كأنه ضعف، الامر الذي بدا بمثابة رد غير مباشر على الوزير المستقيل اللواء اشرف ريفي. وخلص الى انالاعتدال قوة حقيقية وهو الذي انقذ طرابلس وكل لبنان من المصير الاسود الذي يواجه اخوتنا في سوريا“. وأعلناننا لن نقبل ان تكون هذه المدينة مستنقعاً اقتصادياً وقد آن الاوان لحشد كل الجهود في سبيل رفع الظلم عنها ووضعها على خريطة النهوض الوطني“.
وزار الحريري بعد الافطار الرئيس ميقاتي في منزله واكد على الاثرالعلاقة المتينة بيننا وسنكمل المشوار معاً لمواجهة التحديات الكبرى في البلد التي تفرض علينا التضامن“.

نصرالله وايران
اما كلمة السيد نصرالله في ذكرى الاربعين لمقتل القائد العسكري في الحزب مصطفى بدر الدين، وان استأثرت بالقسم الاكبر منها التطورات المتصلة بمعركة حلب، فانها تضمنت مواقف لافتة في موضوع العقوبات الاميركية على الحزب وازمته الاخيرة مع القطاع المصرفي اللبناني. ذلك انه على رغم ان نصرالله كان صرّح في مرات عدة سابقة بأن الحزب يتلقى دعماً مالياً وعسكرياً من ايران، فانه تعمد أمس الاعلانعلى المكشوف وعلى رأس السطح ان موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه من الجمهورية الاسلامية في ايران“. بل أضاف: “انتم لا تدفعون معاشات اما نحن فندفع معاشات ولا مشكلة لدينا ومن لديه مشكلة فالبحر المتوسط كبير ليشربه…”.
وفي المقابل، خصص نصرالله معظم كلمته لتبرير حجم الخسائر التي مني بها الحزب في حلب. وأقر في اعلان نادر عن حجم الخسائر بسقوط 26 مقاتلاً للحزب منذ الاول من حزيران وأسير واحد ومفقود واحد في مقابل سقوط 617 قتيلاً للجماعات المسلحة بينهم عشرات القادة الميدانيين وأكثر من 800 جريح. كما تعهد الاستمرار في معركة حلب التي وصفها بأنها المعركة الاستراتيجية الكبرى والقتال دفاعا عنها هو دفاع عن بقية سوريا لذلك وجب ان نكون في حلب وسنبقى فيها“.

تفعيل الحكومة؟
الى ذلك، اتجهت الحكومة الى تخصيص جلسات استثنائية دورية بالاضافة الى جلساتها العادية الاسبوعية في اطار ما وصف بتفعيل العمل الحكومي. وكانت الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء أمس خصصت لمناقشة تقرير مفصل لمجلس الانماء والاعمار عن مشاريعه في كل المناطق، فكانت مداخلات تناولت الانماء بشكل عام وإنماء المناطق بصورة محددة. وكانت ملاحظات للوزراء حول الانماء المتوازن ووجود مشاريع ولكن مع وقف التنفيذ.وتقرر العودة تفصيلاً الى المشاريع بعد تسليم الوزراء ملاحظاتهم. وستكون هناك جلسة إستثنائية لمجلس الوزراء قبل ظهر الثلثاء المقبل مخصصة للشؤون المالية وجلسة عادية قبل ظهر الخميس المقبل.
وفي مستهل الجلسة رحب رئيس الوزراء تمام سلام بعودة وزير العمل سجعان قزي الى حضور جلسات المجلس، فطلب الوزير قزي الكلام وقال:”الموضوع اليوم ليس موضوع إلتزام حزبي بل صار إلتزام المصلحة الوطنية التي تقضي الاستمرار في تحمّل المسؤولية. وأنا بقدر ما كنت ممتناً للحزب الذي مثلته فأنا اليوم في الحكومة التي يرأسها الرئيس سلام الذي أقدّر تعاطفه وأنا فخور بالعمل معه.وغير صحيح القول إن وزراء الكتائب هم رمز النزاهة وغيرهم رمز الفساد, فالنزاهة مثل الفساد، موجودان في كل مكان. وأتمنى أن ننتج أكثر كي لا نعطي ذخيرة لمن يريدون هدم هذه الحكومة التي يعاني رئيسها أكثر من سواه“.