IMLebanon

جلسة الردود على الطعن في الميثاقية المأزق الحكومي عالق حتى 8 أيلول

مرت جلسة مجلس الوزراء أمس ولكن “على زغل” وعلى مأزق يبدو من زاوية مقاطعي الجلسة مفتوحاً على مزيد من التداعيات بعدما رسمت خريطة المواقف الوزارية والسياسية من داخل الجلسة وخارجها رفضا للتسليم بمبدأ خرق الميثاقية وجاء انعقاد الجلسة بمثابة رد ضمني عليه.

ثمة كلام كبير تردد في كواليس “التيار الوطني الحر” عقب الجلسة يلمح الى خطوات تصعيدية اضافية بعضها يلامس موضوع المشاركة العونية في الحوار لكنها لم تتبلور بعد في انتظار اجتماع “تكتل التغيير والاصلاح” الثلثاء المقبل. وفي غضون ذلك رسمت وقائع الجلسة أمس أجواء المأزق وإن تكن أفضت بخلاصاتها الى تثبيت الخط الأحمر الحكومي.

فعلى رغم كل شيء، انعقد مجلس الوزراء متجاوزاً غياب ثلاثة مكونات مسيحية: “التيار الوطني الحر” والطاشناق الى الكتائب، والمفارقة أن وزيري “حزب الله” حسين الحاج حسن ومحمد فنيش تمايزا للمرة الاولى عن حليفهما “التيار الوطني الحر” بمشاركتهما في الجلسة، وان لم يشاركا في البحث في أي موضوع وتصديا للبنود التي يعترض عليها “التيار”. والمفارقة الأخرى كانت في تغيّب وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي تكتمت مصادره على اسباب تغيّبه على ان يضعها حصراً في تصرّف رئيس الوزراء تمّام سلام. صحيح أن حضور وزيري الحزب اعطى الجلسة شرعية وميثاقية، الا أنه لم يعطها الصلاحية المطلقة في اتخاذ القرارات فاقتصرت على البنود العادية. ومع أن الجلسة انعقدت فانها شرّعت الباب أمام أزمة سياسية من نوع آخر، لن تنتهي مع عودة مجلس الوزراء بعد اسبوعين.

وغرق الوزراء في جدل حول الميثاقية ومبدأ المكوّن والمكونين لانعقاد الجلسة واتخاذ القرارات وتوقيع المراسيم. وعبّر الوزراء المسيحيون عن سخط لتجاوز وزراء “التيار” حضورهم والتقليل تمثيلهم. وأسف الوزير سجعان قزّي لمسّهم بكرامة زملائهم وبصفتهم التمثيلية، واعتبر ان الميثاقية تبدأ من انتخاب رئيس للجمهورية. وكذلك كان موقف بطرس حرب ونبيل دوفريج وحتى رشيد درباس، وهم أصرّوا على اقرار جدول الاعمال تأكيداً لميثاقية الجلسة. وقال الوزير حرب إن “احترامنا لبعضنا لا يعني ابتزاز بعضنا”، مؤكداً ان الفريق الذي يعطل انتخاب رئيس الجمهورية “هو من يضرب ميثاقية السلطة”.

وأصر وزيرا “حزب الله” على عدم الخوض في أي بند خلافي، لكن رئيس الوزراء طلب بتّ جدول الاعمال ما دام قد وزّع سابقاً. وأقرّت توصيات اللجنة الوزارية الكفيلة بمعالجة تلوّث الليطاني بتنظيفه وابعاد اقامة نحو 400 الف نازح سوري عن مجراه. وتجاوز مجلس الوزراء طلب تجزئة تنفيذ اشغال صيانة شبكة الطرق، فغضب الوزير غازي زعيتر محمّلاً مجلس الوزراء مسؤولية انسداد المجاري مع بدء موسم الأمطار. وهنا انسحب الوزير ميشال فرعون رافضاً “ان يكون شرطي سير بتمرير البنود وفقاً لتصنيف أهميتها”. وعلم ان الوزير قزي علّق عليه قائلاً: “هل اصبحت كتائبياً بدلاً مني؟ هذا الموقف انتخابي والانتخابات ليست حاصلة غداً”.

8 أيلول

وعلمت “النهار” من مصادر وزارية ان تعيين موعد الجلسة المقبلة في 8 أيلول مرده الى ان الرئيس سلام سيكون خارج لبنان الخميس المقبل. وأوضحت المصادر ان خلاصة ما انتهت اليه الجلسة أمس هو تثبيث مبدأ إستمرار عقد الجلسات مشيرة في هذا الصدد الى موقف “حزب الله” الذي قال بلسان أحد وزيريّه محمد فنيش انه سبق للحزب ان طلب تأجيل الجلسة وإذا لم تؤجل فلا تتخذ قرارات، لكن الحزب لن يغادر الجلسة. وفسّرت المصادر هذا الموقف بأن هناك قرارا بإبقاء الحكومة وعدم الرضوخ لأية ضغوط تؤدي الى تعطيلها. وتميزت مقاربة الوزير درباس للموضوع الميثاقي من زاوية إسلامية اذ قال إن غياب الوزير المشنوق اليوم وقبل ذلك غياب وزير العدل أشرف ريفي وهما يمثلان تيار “المستقبل” لم يعن ان هناك غياباً لمكونّ أساسي في الحكومة.

وقد أنجزت الجلسة 67 بنداً مدرجاً على جدول الاعمال فيما لم تدخل في مناقشة بند تعيين رئيس للجامعة اللبنانية بسبب غياب الوزير المعني الياس بو صعب، كما لم تدخل في بند إتلاف محصول الحشيشة لغياب وزير الداخلية. كذلك لم يناقش بند المخصصات السرية للجيش بناء على إقتراح وزير الدفاع سمير مقبل نظراً الى إعتراض وزيريّ “حزب الله” أوضحا ان زميليهما في “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وبو صعب سبق لهما أن تحفظا عن البند في جلسة سابقة.

وفي ما يتعلق بموضوع النفايات قال وزير الزراعة أكرم شهيّب إنه زار العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع وسمع منهما أنهما لا يريدان عودة النفايات الى الشوارع.

وكان تأكيد في الجلسة انه منذ تأليف الحكومة لم يصدر يوماً أي قرار عن الحكومة خلافاً لرأي “التيار الوطني الحر” أو سواه.

وتعليقاً على مجريات الجلسة قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ”النهار”: “أخبروني ما هي الفائدة التي يمكن ان نحصلها من تعطيل الحكومة سوى توقيف أعمال المواطنين وقضاياهم الحياتية اليومية؟”. ووصف الحكومة واستمرارها بأنهما “القشرة الاخيرة لوجه الدولة”.

الحريري في أنقرة

الى ذلك، عقد الرئيس سعد الحريري مساء امس في انقرة لقاءين مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلديريم.

وكرر الرئيس الحريري خلال اللقاءين، كما افاد مكتبه الاعلامي، “تضامنه مع تركيا وشعبها وديموقراطيتها في مواجهة محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة كما في مواجهة الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها”.

كما تخلل اللقاءين عرض التطورات في المنطقة وما يتعلق منها خصوصاً بالأزمة السورية وسبل حماية لبنان من تداعياتها الخطيرة. وعرضت أيضاً الجهود المبذولة لوضع حد للشغور في رئاسة الجمهورية اللبنانية بصفته المدخل لانتظام عمل الدولة ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية المتفاقمة.

وقد استبقى الرئيس اردوغان الرئيس الحريري حتى اليوم ليشارك في افتتاح جسر السلطان ياوووز سليم (سليم الاول) في اسطنبول والعشاء الرسمي الاحتفالي في المناسبة، الى لقاءات أخرى.

وعلمت “النهار” من مصادر مواكبة لمحادثات الحريري في أنقرة مع الرئيس التركي ان ثمة محاور عدة لزيارة الحريري تتمحور على الصداقة التي تربط الرجليّن والاهتمام المشترك بالتطورات في المنطقة وخصوصاً في سوريا الى جانب استثمارات الحريري في تركيا.