IMLebanon

الجيش ينتزع رأس “داعش” من عين الحلوة سلام للأمم المتحدة: ساعدونا لانتخاب الرئيس

خطفت العملية النوعية غير المسبوقة للجيش في قلب مخيم عين الحلوة أمس الأضواء عن كل جوانب المشهد الداخلي واكتسبت دلالات بارزة للغاية نظراً الى الحرفية الاستخبارية والعملانية التي أظهرتها وترجمت في توقيف “أمير” تنظيم “داعش” في المخيم الفلسطيني عماد ياسين ياسين الرأس الاكبر بين المطلوبين في المخيم. وخلفت هذه العملية اصداء ترحيب واسعة كشفت جوانب كثيرة بارزة من حيث العمل الامني والعسكري الدؤوب في معالجة أوضاع المخيم الاكبر في لبنان والذي بدأت طلائعه قبل مدة في تسليم اعداد من المطلوبين أنفسهم الى السلطات الامنية والعسكرية، كما كشفت التطور الكبير في مستوى التنسيق بين هذه السلطات والقوى الفلسطينية الاساسية التي بدا واضحاً انها تؤمن الغطاء اللازم لعملية تنقية المخيم ومعالجة الاختراقات الارهابية التي تشوب بعض أنحائه.

وكانت العملية التي اتسمت بطابع استثنائي نظراً الى عامل المباغتة المحكم السرية الذي واكبها والذي كفل اختراق وحدة عسكرية من النخبة التابعة لمديرية المخابرات في الجيش المخيم تمثلت في دهم هذه الوحدة المنزل الذي يقيم فيه ياسين في حي الطوارئ الخاضع لسيطرة الاسلاميين المتشددين حين كان “أمير” داعش في المخيم متوجهاً من المنزل الى مسجد زين العابدين بن علي عند الطرف الشرقي لهذا الحي المواجه لحاجز الجيش عند المدخل الشمالي للمخيم. وكان في رفقة ياسين أحد مرافقيه حين وقع في مكمن نصبته له القوة الخاصة وتولى أحد أفرادها اطلاق رصاصة فقط على ساقه لئلا يتمكن من الفرار، ثم انقض عليه افراد الوحدة وأوقفوه قبل ان يتمكن من استعمال سلاحه الفردي واقتادوه الى خارج المخيم حيث سلم الى القضاء العسكري المختص.

وفي معلومات لـ”النهار” ان مخابرات الجيش كانت ترصد تحركات ياسين منذ أشهر عدة استعداداً لتوقيفه كهدف أساسي للجيش نظراً الى خطورة هذا المطلوب والذي كما أكد الجيش كان في صدد تنفيذ تفجيرات ارهابية عدة لمراكز الجيش ومرافق حيوية وسياحية وأسواق تجارية وتجمعات شعبية وسكنية في أكثر من منطقة لبنانية. وكان ياسين خرج من “عصبة الانصار” وانضم الى “جند الشام” ثم عرف بأنه “أمير داعش” في المخيم وهو متهم بالتخطيط أيضاً لعمليات ارهابية ضد “اليونيفيل”.

في الأمم المتحدة

في أي حال، كان لمسألة الارهاب حيز بارز من كلمة لبنان أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة والتي القاها رئيس الوزراء تمام سلام مساء أمس متوجاً مشاركته في أعمالها ومختتما زيارته لنيويورك. وتميزت الكلمة بمفاتحة الرئيس سلام الامم المتحدة بأزمة الشغور الرئاسي في ظل “عجز مجلسنا النيابي منذ أكثر من سنتين ونصف السنة عن انتخاب رئيس للجمهورية”. وقال ان “جميع الدول الشقيقة والصديقة وكل المطلعين على الشأن اللبناني يعرفون خصوصية الواقع السياسي في بلادنا ومدى تأثره بالعوامل الخارجية ولذا فإن الواقعية تفرض علينا الاعتراف بان حل مشكلة الشغور الرئاسي في لبنان ليس في ايدي اللبنانيين وحدهم”. ووجه نداء الى “كل اصدقاء لبنان ومحبيه وكل الحريصين على عدم ظهور بؤرة توتر جديدة في الشرق الاوسط من أجل مساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية”. كما تناول ازمة اللاجئين السوريين فأعلن “اننا نشعر بخيبة أمل ازاء الاستجابة الدولية لحاجاتنا كبلد مضيف” وطالب الامم المتحدة بوضع تصور كامل “لاعادة كريمة وآمنة للنازحين السوريين الموجودين على أرض لبنان الى مناطق اقامة داخل سوريا”، وشدد على “الطابع الموقت للوجود السوري في لبنان”، مؤكداً ان “بلدنا ليس بلد لجوء دائم وانه وطن نهائي للبنانيين وحدهم”.

وصرح الرئيس سلام لمندوب “النهار” المرافق للوفد الحكومي أحمد عياش قبيل مغادرته نيويورك: “نقول للبنانيين إنه كالعادة سنوياً وفي اطار اجتماعات الجمعية العمومية سعينا الى هذا المنبر للاعراب عن معاناة لبنان وتحميل كل دول العالم المسؤولية عن تحملنا هذا العبء الذي اصبح ثقيلاً ومتعباً في غياب المساعدات المطلوبة. وكان هناك استماع من الجميع الى مطالبنا ومعاناتنا ونأمل ان نكون حققنا من ذلك ما يعود ربما بالخير على لبنان انطلاقاً من ادراك الدول أهمية دعم لبنان ومساعدته على تخطي هذا الواقع المأسوي”. وأوضح ان “لبنان طالب بوضع خطة في شأن اللاجئين وليس انتظار الحلول السياسية في سوريا وذلك لملاقاة أي وضع سياسي يستجد فتكون الامور جاهزة وما تمنيناه هو ان يبدأ اليوم تحضير خطة على مستوى المنظمات الدولية في اطار المساعي لايقاف الحرب الدائرة في سوريا”. وخلص الى القول: “ما لمسناه من اجواء على مستوى احداث سوريا هو انه لا يبدو ان هناك حلولا قريبة بقدر ما هناك مواجهات كثيرة نأمل ألا تزيد الضرر والهدم للوطن والشعب السوريين وألا تكون لها تداعيات على كل المنطقة بما فيها لبنان”.

فيلتمان

وعلى هامش القاء سلام كلمته، قال مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية والسفير سابقاً للولايات المتحدة في لبنان جيفري فيلتمان في جواب خاطف عن سؤال لمندوب “النهار”: “لبنان في قلبي ولكن ماذا نفعل بوجود أربع دول تقسم اللبنانيين”.