IMLebanon

عون – فرنجية…الترميم لم يعد صعباً!!

 

«فخامة الرئيس يأمر ونحن نلبيّ»، بهذه العبارة خرج رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية من قصر بعبدا بعد انتهاء اللقاء التشاوري الذي دعا اليه رئيس الجمهورية ميشال عون، مع معنويات مرتفعة قائلاً: «لا شيء شخصياً مع رئيس الجمهورية لقد دعينا الى القصر الجمهوري ولبّينا الدعوة، واذا دُعينا للقاء اخر سنلبيّه».

مشاركة فرنجية في الامس شكلت الحدث الأبرز، لانه زار القصر الجمهوري للمرة الأولى منذ انتخاب عون رئيساً، بحيث لم يلبِّ قبل فترة وجيزة دعوة الى الافطار اقامها عون، وقبل ذلك لم يشارك في الاستشارات النيابية المُلزمة.

هذا الكلام الايجابي جاء بعد اشهر طويلة من القطيعة بين بعبدا وبنشعي، وبعد «زعل» رئيس المردة من ترشيح عون الى الرئاسة ووصوله اليها ، على الرغم من الوعود المسبقة التي تلقاها بوصوله الى قصر بعبدا، إلا ان رياح فرنجية لم تأت كما إشتهت سفنه، ما ادى الى حصول خلخلة بين الزعيمن، على الرغم من الكلام المنمّق الذي كان يطلقه مسؤولو الطرفين، لان الفتور الكبير كان سيّد الساحة وتحوّل الى تفاقم، وبالتالي فالاتصالات التي جرت لوقف الخلاف بينهما لم تؤد سابقاً وفي اي مرة الى حصول توافق سياسي .على الرغم من ان التحالف بينهما كان يوصف بالاستراتيجي، إلا ان هذه الاستراتيجية خفّ وهجها جداً، لان ترشيح عون الى الرئاسة  إعتبر حينها انقلاباً كبيراً على المردة.

الى ذلك وبعد خروج فرنجية من قصر بعبدا بهذه الايجابية، إعتبرت مصادر سياسية مقرّبة من الطرفين بأن ترميم العلاقة بينهما لم يعد صعباً اليوم، على الرغم من ان الجرّة السياسية إنكسرت بين الرجلين في فترة معينة ، لكن الظروف الحالية ستساعد في تغييّر الوضع وتحوّله نحو الاحسن لاننا سنرى تحالفات غريبة عجيبة بعد فترة لن يصدّقها احد، وفي المقابل المزيد من الخلافات بين افرقاء آخرين لن يصدّقها احد، ولفتت المصادر الى ان وساطة مسؤول كبير في حزب الله ساهمت ايضاً في تحجيم الخلاف على خط بعبدا- بنشعي والآتي سيكون افضل.

وعن إمكانية حصول تحالف بينهما في الانتخابات النيابية المرتقبة، لفتت المصادر عينها الى ان كل شيء وارد في السياسة اللبنانية، لكن من المبكر جداً التحدث عن هذا الامر، في حين  لا شيء مستبعداً بأن يكون «التيار الوطني الحر» مع «المردة»، لكنها علقت قائلة: «الهمّة همّة جبران وعليه ان يكون دبلوماسياً اكثر مع فرنجية». مشيرة الى ان خلط الأوراق السياسية ممكن جداً، اذ حتى في احلك الظروف شهدنا تحالفات بين الخصوم اكثر من الحلفاء، ويساعد في ذلك اليوم غياب فريقيّ النزاع  اي 8 و14 آذار.

وختمت بأن فرنجية لم يعد خائفاً من تفاهم معراب، وبالتالي من التحالف العوني القواتي كما كان خائفاً فور توقيع ورقة معراب، لان الانتخابات النيابية ستشهد المعجزات بحسب ما يتوقع اكثرية السياسييّن، وخصوصاً ان تحالفهما ليس مؤكداً في معظم المناطق كما سرت الشائعات منذ اشهر.