IMLebanon

المطران نصّار تبلّغ من كاتشا بضرورة ترك أبرشيّته في مُهلة أقصاها 25 ك 2

فوجئ مطران صيدا ودير القمر للموارنة الياس نصّار بعد ظهر أمس، بقرار تسلّمه من قبل السفير البابويّ في لبنان المونسنيور غبريال كاتشا، بضرورة ترك أبرشيته والتنحي عن رعايته لها في مهلة أقصاها الخامس والعشرون من هذا الشهر. وقد شكّل القرار صدمة حقيقيّة ليس له فقط، إنّما لغالبية الكهنة في أبرشيته ورعاياها، سيّما أنّ الأمور بدأت تأخذ منحى إيجابيّا وطيّبا في علاقته بجميع القوى السياسيّة المتواجدة في أبرشيّته من صيدا وصولاً إلى الشوف، وقد توّجت بمصالحة واضحة بينه وبين القوات اللبنانيّة بشخص رئيسها الدكتور سمير جعجع بعيد توقيع ورقة إعلان النيّات بين التيار والقوّات.

وتذكّر المصادر بأنّ العلاقة بينه وبين البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الراعي قد مرّت بهزّات وخضّات ومطبّات عديدة. وتشير تلك المصادر الى أنّه وفي إحدى جلسات مجمع المطارنة الموارنة فوجئ المطران نصّار ببيان خطيّ موزّع على المطارنة قبل جلوسهم على الطاولة يؤيّد ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجيّة متماهيًا هذا البيان مع ترشيح الرئيس سعد الحريري آنذاك ووليد جنبلاط، فثارت ثائرته معترضًا وأثار عاصفة في المجمع. واعتبر هذا البيان بمثابة هتك لدور الكنيسة الجامع لكلّ أبنائها، وتساءل عن سبب دعم البطريركية لأشخاص على من يمثّل الوجدان المسيحيّ بأكثريته المطلقة إرضاء لمن استولد المسيحيين والموارنة في كنفهم. فما كان وبحسب المصادر سوى للبطريرك أن يخرج من المجمع حانقًا وغاضبًا.

وما يجب ذكره في حقيقة الأمر انّ المطران الياس نصّار عرف بتأييده ودعمه القويين لترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة، وفي الوقت عينه كان الصوت الصارخ في أبرشيّته بوجه وليد جنبلاط وتجاوزاته التي كانت تتمّ على حساب المسيحيين في مرحلة من المراحل مما حدا جنبلاط بالعمل والضغط من أجل إقالته من منصبه كراع للأبرشيّة.

تضيف المصادر ان المسألة بدأت بسوء تفاهم تطوّر إلى خلاف بينه وبين أحد الكهنة في أبرشيته المعروف بدعمه للقوات اللبنانيّة، واتسعت رقعة الخلاف كما تمّ الذكر مع وليد جنبلاط، فما كان من بعض المناوئين لنصّار إلاّ أن فبركوا له ملفات تتهمه بالمسّ بمالية الأبرشيّة لغايات وحسابات خاصّة، وأظهرت الوقائع بأنه بريء منها. وتنقل المصادر أنّ خلافه مع القوات اللبنانيّة على ضوء مسألة الخلاف مع الكاهن قد انتهت، ليأتي القرار بمثابة قنبلة واضحة الأهداف والمعالم.

وعلم في هذا الصدد ان يوم الأحد المقبل وبحسب المعلومات ستتوجّه مجموعة كبيرة من كهنة الأبرشيّة إلى بكركي مع وفود من أبرشيّة صيدا احتجاجًا على قرار البطريركيّة بيد باباويّة، ورفضًا لإقالته من الأبرشيّة ضمن مهلة واضحة بأهدافها المبيّتة.

وتساءلت تلك المصادر عن أسباب إعادة فتح هذا الملفّ في ظلّ انكباب الجميع على اللحظة الانتخابيّة في النقاش الحامي حول مشروع القانون المنتظر ولمصلحة من يفتح هذا الملفّ من جديد؟ لتبدي رأيًا بانّ المطران الياس نصّار في مواقفه غير مرّة شدّد على ضرورة إيجاد قانون انتخابيّ يعتمد المناصفة كجوهر كبير. وتعتبر المصادر أن رأي المطران نصار داعم وبقوّة للعماد ميشال عون قبل الرئاسة وإبّانها بخاصّة في مسألة قانون يؤمّن المناصفة الفعليّة. فاللحظة الانتخابيّة حتّمت فتح هذه المسألة خصوصاً بعد الزيارة الفاشلة التي قام بها وفد اللقاء الديمقراطيّ لرئيس الجمهوريّة، وقد تمسّك الرئيس بالنسبيّة والمناصفة كإطارين يبيدان الهواجس ويطمئنان كلّ الطوائف والأحزاب. وأوضحت المصادر أن جنبلاط لم يزر القصر، ليس وكما قال بعضهم، لسبب تكتيكيّ حتى لا يحرج أمام الرئيس أو يحرج الرئيس معه، وهو ومنذ وصول عون للرئاسة لم يزره مرّة. وهذا ناتج عن فتور وسوء تفاهم واضح في العلاقة دخل مرحلة الخلاف.

وتنقل المصادر غضب المطران على البطريرك وقال له بالحرف الواحد «لماذا تريد أن تكسر رأسي أمام وليد جنبلاط ولمصلحة وليد جنبلاط بقرارات همايونيّة تحرجني في أبرشيتي فتخرجني منها ونحن كنيسة واحدة وجسد واحد ؟». ويشير هذا المصدر الى أن جنبلاط يستخدم كلّ الأسلحة الممكنة لإبطال النسبيّة واستكمال إضعاف الوجود المسيحي في لبنان بفرادته ومن ضمن الفلسفة الميثاقيّة، ولن يصحّ هذا الهدف وبالقراءة الجنبلاطيّة إلاّ باستنفاد العناصر التي يمكن استهلاكها في متن المعركة وجوفها، واستغلال قرب المطران الياس نصار منه والضغط في سبيل إضعافه بالمطران الياس نصار بإفراغ أبرشيته من رعايته.

وتقول المعلومات انّ المطران ذهب ليلة امس إلى الفاتيكان لاستيضاح هذه القضيّة والدفاع عن نفسه أمام الدوائر مستندا إلى مجموعة معلومات يملكها وبإمكانها أن تغير المعادلات السائدة داخل البطريركيّة وتنسفها من جذورها. وتعوّل مصادر قريبة من المطران نصّار على رئيس الجمهوريّة من أجل إنصافه ومنع هذا القرار من النفاذ، كما تعقد الآمال على رئيس التيار الوطنيّ الحر في مواجهة تلك المؤامرة التي حيكت وتحاك لإخراج نصّار وهو قد شكّل في أبرشيّته حيثيّة سياسيّة وروحيّة محترمة وصامدة بوجه الآخرين.

وفي الختام، تقول المعلومات ان التيار الوطنيّ الحر بصدد التحرك لمعرفة ملابسات الأمور ورفضا لأي قرار تعسفيّ يؤخذ بحق المطران الياس نصار ويمنعه من استمرار دوره الرعائيّ في أبرشية صيدا ودير القمر ومن ضمنهما بيت الدين.