IMLebanon

الجيش: لا تنسيق مع روسيا لتنفيذ ضربات على الحدود

برزت معطيات جديدة في الحرب السورية بعدما توسّعت رقعة الضربات الجوّية الروسية لتُلامس الحدود التركية، في وقت تترقّب الحدود اللبنانية- السورية موعد إقتراب غارات طائرات «السوخوي» من تخومها.

باستثناء دخول «حزب الله» المعركة السوريّة، وتحوّله الى قوة أمر واقع في الحرب التي لن تنتهي في المدى المنظور، ما زال لبنان الرسمي ينأى بنفسه عن هذه الحرب الطاحنة لأنْ لا قدرة له على مجاراة الدول الكبرى التي تستعمل الأراضي السورية لاختبار قدرتها العسكرية، خصوصاً أنّ معظم هذه الدول توقّفت عن العمل العسكري بعد الحرب العالمية الثانية باستثناء أميركا وروسيا وبريطانيا خلال الحرب الباردة التي انتهت عام 1990، لتكمل واشنطن ولندن في حروب متفرقة من أفغانستان الى العراق.

برز أكثر من موقف يتحدّث عن أنّ موسكو تنسّق مع الجيش اللبناني لتوجيه ضربات الى المسلحين في جرود عرسال ورأس بعلبك، وأنّ اتصالات حصلت من أجل معرفة نقاط تمركز المسلحين. وفي هذا الإطار، ينفي مصدر عسكري رفيع لـ«الجمهورية»، «حصول أيّ اتصال أو تنسيق بين غرفة عمليات الجيش اللبناني وغرفة عمليات الجيش الروسي في سوريا»، مشيراً الى أنّ «كلّ الكلام عن تنسيقٍ لتنفيذ غارات على الجرود اللبنانية أو المناطق المتاخمة للحدود لا أساس له من الصحة، فالغارات الروسية تتركز داخل الأراضي السورية والجيش لم يطلب مساعدة موسكو لتنفيذ ضربات جوّية أو القيام بأيّ عمل عسكري آخر».

ويلفت المصدر العسكري الى أنّ «الحرب السورية طويلة ومستمرة، والجيش يبذل ما في وسعه لإبقاء النار بعيدة من الأراضي اللبنانية، ويدرس خططه بشكل دقيق، ولن يُقدم على أيّ مغامرة لجذب الإرهابيين الى لبنان»، مرجّحاً أن «تأتي الغارات الروسية بمردود عكسي غير الذي يتمنّاه البعض، خصوصاً أنها لا تترافق مع حملة برّية، ما يدفع المسلّحين الى الهروب من مخابئهم في الجرود باتجاه الأراضي اللبنانية، وقد يُضطر الجيش الى فتح معركة جديدة، في وقت يتبع الجيش إستراتيجية إحتواء النار وحصر المسلّحين في الجرود وإبعاد خطرهم».

الى ذلك، يؤكد المصدر أنّ «لبنان جزءٌ من التحالف الدولي ضدّ «داعش»، والدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركيّة تزوّده بالسلاح، والتنسيق مع الروس يحتاج الى قرار سياسي تتّخذه الحكومة وهو غير موجود حتّى الآن»، معتبراً أنّ «الجيش اللبناني الذي لم ينسّق مع الجيش السوري في معركة القلمون، لن يُقدم على أيّ خطوة أو تنسيق مع أيّ طرف آخر وهو لا يخرج عن القرار السياسي للدولة اللبنانية».

سلكت المعارك في القلمون طريق الهدنة غير المعلنة بين النظام السوري و»حزب الله» من جهة، والمسلّحين من جهة أخرى، فيما يبدو أنّ النظام والحزب لن يستكملا المعركة الآن في تلك البقعة بمساعدة الطائرات الروسيّة، خصوصاً أنّ «حزب الله» نقل عدداً كبيراً من مقاتليه الى إدلب التي تُعتبر منطقة إستراتيجية بالنسبة الى النظام، مع العلم أنّ الحزب شارك بقوّة وأصرَّ على إنهاء معركة الزبداني قبل معركة جرود عرسال التي دخلت فيها محاذير سياسيّة ومذهبية.

وفي سياق متصل، توضح مصادر عسكرية أنّ «عدد المسلّحين الذين كانوا يتمركزون في الجرود بلغ نحو 3 آلاف مقاتل، لكنّ عددهم قد انخفض بعد المعارك الأخيرة نتيجة لجوء قسم كبير منهم الى بقية مناطق القتال في سوريا، بعدما سمح لهم النظام بذلك».

وتشير المصادر الى أنّ «جبهة النصرة» لا تزال الفصيل الأقوى الذي يتمركز في جرود عرسال، فيما ينحصر وجود تنظيم «داعش» في جرود رأس بعلبك، وقد تراجع تأثير المسلحين الى حدود كبيرة بعد عمليات الجيش في رأس بعلبك، وإستهدافهم في جرود عرسال وقطع طرق الإمداد عنهم».