IMLebanon

اطلبوا التفاهم ولو في الصين؟!  

لم يفهم احد الى الان، ان انتخاب رئيس الجمهورية يتطلب تفاهما سياسيا غير متوفر في الوقت الحاضر، في الشخصيات المرشحة لملء المنصب، فيما ترى اوساط مطلعة ان عودة الرئيس سعد الحريري قد حركت المياه الراكدة بالنسبة الى موضوع الرئاسة الاولى، من غير ان يعني ذلك ان حلا ما قد وصل اليه الساعون الى من يفترض بهم الوصول الى بعبدا، مع العلم ايضا ان لا مجال لانتخاب رئيس قبل ان تتوضح صورة ما بعد انتخاب الرئيس العتيد، لجهة تشكيل الحكومة وطريقة توزيع المناصب الوزارية، وهذا واضح كفاية  قبل البحث في المصير الرئاسي؟!

لقد بدا واضحا ان الرئيس الحريري  يحمل معه اكثر من مشروع حل بأسماء محددة، من غير ان تكون الصورة السياسية واضحة كفاية خصوصا اننا في مرحلة عض اصابع جراء ما هو حاصل في سوريا والعراق واليمن وليبيا،  بدلالات  اقليمية ودولية لا تشير ضمنا الى امكان القول ان المعنيين بالشؤون الخارجية قد اعطوا الضوء الاخضر لما يجوز العمل بموجبه بالنسبة الى اسماء المرشحين للرئاسة، ما يعني تلقائيا طرح المزيد من الاسماء التي تحمل مؤهلات رئاسية اكثر من سواها، على رغم  من يدل عليه ذلك من طرح اسماء جديدة لمرشحين محتملين قد يكون نصيبهم في الرئاسة افضل من نصيب سواهم والمقصود في هذا المجال قائد الجيش العماد جان قهوجي وحاكم المصرف المركزي رياض سلامة اللذين يعنيان الكثير بالنسبة الى بعض القادة السياسيين!

صحيح ان الرئاسة الاولى تحتاج  الى ما يفهم منه ان على المرشح ان يتمتع بقدرات سياسية ومؤهلات تسمح له بأن يتصرف باستقلالية غير متوفرة باسمي المرشحين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، كونهما على طرفي نقيض مع معظم الطاقم السياسي غير القادر على التحكم بمواقفه، مع ما يعنيه ذلك من تأخر واضح وصريح في جميع النواب المطلوب منهم الادلاء باصواتهم، بقدر ما لدى هؤلاء من علاقات متشنجة مع خصومهم، حتى وان كان بعض هؤلاء العماد قائد الجيش الذي يعرف تماما انه غير مؤهل لان يصل الى بعبدا لعدة اعتبارات في مقدمها عدم قدرته على التمديد لنفسه في موقع قيادة الجيش (…)

اما نقطة الضعف لدى المرشح الثاني المحتمل الحاكم رياض سلامة فانها تكمن في رفضه المطلق القبول برئاسة مطروحة ان لجهة فرض رئيس حكومة عليه، او لجهة تقبله فكرة اللوائح الوزارية التي من الممكن ان تطلب منه، وهذا حاصل في خلاصة اللعبة السياسية مع العماد ميشال عون بصورة اوضح مما هو عليه النائب سليمان فرنجية، الذي بوسعه ان يتكيف مع اي طرح يمكن ان يقدم اليه لتولي الرئاسة الاولى، من غير حاجة الى ضرورة اتهامه  بانه مع سوريا وحزب الله اكثر من الجنرال عون. وفي الحالين ليس بوسع اي منهما القول انه على طرفي نقيض مع نظام بشار الاسد وقيادة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله؟!

الذين مع هذا الرأي لا يستغربون امكان تخلي الرئيس سعد الحريري عن المرشح فرنجية، على رغم كل ما قد يعنيه ذلك من متغيرات سياسية يفهم منها ان لا مجال امام احد للتمسك بترشيح عون وفرنجية من دون مرشح ثالث او رابع لا بد وان يطرح اسمه بمعزل عما هو مطلوب منه مثل موضوع الحكومة ومثل الطاقم الوزاري وحدث ولا حرج عن امكان البحث في السلة التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري للخروج من النفق الرئاسي والسياسي في آن، مع العلم ايضا ان مرشح الرئيس بري لم يتغير من بدايات المعركة الرئاسية والمقصود به الوزير السابق جان عبيد الا في حال قوبل الاخير برفض قاطع من جانب  المستقبل.

ومن حيث المبدأ ثمة من يزعم انه على قناعة بأن الرئيس سعد الحريري قد حقق تقدما واضحا في مجال تحديد مرشحه للرئاسة الاولى من غير ان يعني ذلك تخليه عن ترشيح النائب سليمان فرنجية، فيما ترى اوساط مطلعة ان الكلام على مرشح ثالث قد تجاوز قدرات البعض على رفضه بمن فيهم حزب الله والجنرال ميشال عون. لكن ذلك يحتاج الى مزيد من التشاور خشية فشل الاقتراح الذي استجد جراء تفاهم سياسي عالي المستوى.

كما يقال في هذا المجال ان الجلسج الانتخابية المقبلة التي ستخصص لانتخاب الرئيس قد تسفر من »مشروع رئيس« من الواجب التعاطي معه بأعلى درجات الوعي والمسؤولية لتجنب العودة مجددا الى نقطة الصفر العالقة في ذهن من لا يريد ان يرى رئيسا في بعبدا في المستقبل المنظور لاعتبارات يفهم منها ان الخارج غير مهيأ لان يرى في لبنان رئيسا قادرا على يحكم بمعزل عن اللعبة السياسية التقليدية؟!