IMLebanon

الأسد يسيطر على 25 في المئة من سوريا!

جواباً عن سؤال: ماذا يجب أن يحصل لمواجهة التطرّف الإسلامي الشديد الذي يشترك فيه الجميع في رأيك من خلال الكتب – المراجع الفقهية القديمة التي صارت “مقدّسة”؟ قال المسؤول السابق نفسه الذي رافق وتابع عن كثب التحرّكات واللقاءات الأميركية مع قادة الشرق الأوسط وزعمائه: “يجب “نبش” الكتب القديمة وإعادة النظر فيها لتنقيتها من الكثير الذي دخل عليها أو أُدخِل، علماً أنه يسيء إلى الإسلام. لا بدّ من ثورة ثقافية في الإسلام يقوم بها السنّة وليس الشيعة أولاً لأنهم الأكثرية الساحقة، وثانياً لأن الشيعة فتحوا باب الاجتهاد من زمان أكثر من السنّة، لكنهم لم يتمكّنوا من توسيع فتحته بسبب التشدّد السنّي. ثم أتت إيران واستفادت من ذلك كله لتنفيذ مشروعها”.

وبعدما سأل عن لبنان ومسيحييه قال: “لا مستقبل للمسيحيين في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في العالم الإسلامي”. ثم سألني رأيي في “تحرّك قادة المسيحيين في لبنان من مرجعيات روحية وقيادات سياسية لحماية مسيحيّي الشرق”. فأجبته: على لبنان، وخصوصاً مسيحييه، مساعدة مسيحيّي الشرق بكل ما يمتلكون من طاقات ووسائل. لكن ليس من مصلحتهم السعي لقيادة هذا التحرك المسيحي المشرقي كله لأن أوضاعهم تختلف عن أوضاع هؤلاء. فمسيحيّو المنطقة مواطنون من درجات متفاوتة أعلاها الثانية، ومشاركتهم السياسية معدومة. وأثّر ذلك سلباً على حقوقهم في المواطنة فضلاً عن الضغوط التي يتعرّضون لها وأحياناً العنف من أجل دفعهم إلى الخضوع للحاكم، سواء انتمى إلى الأكثرية أو إلى الأقلية. أما مسيحيو لبنان فهم الذين أسسوا لبنان أو كما يقول البعض أُسِّس من أجلهم. وكانت لهم فيه الكلمة العليا. ومع التطوّر حصلت شراكة بينهم وبين المسلمين. ورغم الحروب التي عصفت بهم والتي قلّصت بعض امتيازاتهم بقوا مواطنين وشركاء. لهذا السبب، فإن أي تحرّك قيادي للأقليات المسيحية في الشرق سيحوّلهم أقلية وسيجعلهم بلا مستقبل في المنطقة كما تتوقع. علّق: “على كل حال، المسيحيون في لبنان والمنطقة متنوّعون. فهم ليسوا واحداً، سواء ككنائس أو حتى كشعوب. وذلك يعزز رأيك ويثبِّت خشيتك من تحوّلهم أقلية جرّاء محاولتهم قيادة مسيحيّي الشرق”.

أعقب ذلك كلام على نجاح لبنان حتى الآن في تلافي الحرب، وأشرت هنا إلى ان “حزب الله” ومن خلفه أيران وسنّة الاعتدال (“المستقبل”) ومَن يدعمهم من العرب قاموا بدور مهم لمنع هذه الحرب. كما أشرت إلى أن الدوافع قد تكون مختلفة عند الفريقين، وقد تكون نابعة في غالبيتها عن مصلحة.

وفي موضوع سوريا تحدّث المسؤول السابق نفسه عن “ضرورة استمرار نظام الأسد فيها على الأقل حتى الآن. لأن الأولوية الأكثر أهمية هي محاربة الإرهاب الإسلامي والتنظيمات المتشددة جداُ التي تقوم به. وأبدى خوفاً أو توجّساً من انهيار مفاجئ لهذا النظام. فهو لم يعد يسيطر سوى على 25 في المئة من مساحة سوريا، وتبدو النسبة أكبر لأن المدن الكبرى معه، وذلك بحسب معلومات أميركية موثوق بها. وضرورة بقائه لا تنبع من ثقة به واقتناع بممارساته، ولكن من أجل انتظار تطوّرات تأتي بحلول منصفة للجميع”.

ما رأيك في المملكة العربية السعودية وخصوصاً بعد الانتقال السلس والهادئ والسريع للسلطة فيها في اعقاب انتقال مليكها عبد الله بن عبد العزيز الى جوار ربه قبل أشهر قليلة؟ سألت. أجاب: “مليكها الجديد كان إسلامياً متشدّداً كما يقال. عيّن نجله الامير محمد وزيراً للدفاع ورئيساً لديوانه. أي جعله الأكثر نفوذاً الذي يُدخل مَن يشاء إلى مجلس أبيه ويمنع مَن يشاء من دخوله. كما انه أيضاً رئيس حكومة الظل، إذا جاز استعمال هذا التعبير، وذلك من خلال ترؤسه مجلس الشؤون الاقتصادية. ومجلس كهذا لا بد أن يأخذ الكثير من صلاحيات وزراء الحكومة السعودية، سواء بالنفوذ أو بالقانون وربما ايضاً من نفوذ ولاية العهد. لا أعرف إذا كان ولي العهد الامير مقرن سيستمر في موقعه. ويبدو وفقاً لمعلوماتي أن وليّ وليّ العهد الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز نافذ في التركيبة الداخلية”.

سأل في آخر اللقاء: “هل المسيحيون مسلَّحون في لبنان؟” أجبت: السلاح الفردي موجود عند كل اللبنانيين. واخصام أفرقاء مسيحيين اتهموهم بالتدرّب على السلاح وبـ”استيراد” السلاح. لكن لا أحد تابع الموضوع حتى النهاية لمعرفة صحته من عدمها. علماً أن استعمالهم السلاح، في رأيي، يُنهيهم، أو يقلِّل قدرتهم على انتظار انفراجات حقيقية في المنطقة لإنهاء مأساة لبنان ومأساتهم فيه. ماذا عند مسؤول سابق تعاطى بجدِّية مع قضايا المنطقة وأبرزها لبنان وسوريا وإيران ولا يزال يتعاطى معها ولكن من موقع الباحث؟