IMLebanon

عازار يترشح لنيابة جزين: خلاف إضافي بين عون وبري؟

قدم إبراهيم عازار، أمس، ترشّحه رسمياً عن المقعد النيابي الشاغر في جزين. اقتحام نجل النائب السابق سمير عازار للثلاثية البرتقالية في نيابة القضاء، لم يسقط توقعات العونيين بفوز هادئ لمرشحهم أمل أبو زيد فحسب، بل أيضاً أحيا الصراع بين الرئيس نبيه بري، عرّاب آل عازار، والعماد ميشال عون.

فاجأ عازار الكثيرين بالترشح الذي سبقه إليه منذ أكثر من أسبوعين كل من أبو زيد والعميد صلاح جبران وأنطوان كرم (يعلن اليوم باتريك رزق الله ترشحه عن المقعد نفسه).

بداية، ساد الظن أن «العازاريين» سيركزون على جبهة الانتخابات البلدية في مسقط رأسهم، ولن يفتحوا معركة ثانية على الجبهة النيابية. وتناقل البعض أن بري لا يريد أن يضاعف الأسباب الخلافية مع عون. ومنذ إعلان موعد الانتخابات، بدأ العازاريون مشاوراتهم مع أنصارهم بالتزامن مع تثبيت تطبيق تحالف التيار الوطني والقوات اللبنانية على مجلس جزين. أوساط العونيين أشارت إلى أن عازار تلقى عرضاً بالمشاركة في لائحة توافقية للانتخابات البلدية في مدينة جزين، تتوزع فيها المقاعد الثمانية عشر ثلاثياً (6 للعونيين و6 للقوات و6 لعازار). إلا أنه رفض، مطالباً بعشرة مقاعد «باعتبار أن حصة العونيين والقوات تعتبر ضمن فريق واحد».

لكن لعازار معطيات أخرى. في اتصال مع «الأخبار»، قال: «كنا نسعى لبلدية توافقية في جزين». وللغاية، اجتمع بهيئة التيار في القضاء، المعنية بتنسيق اللائحة، ثم التقى بممثلين عن القوات، وعرض على الطرفين عقد لقاء ثلاثي كخطوة ثانية ثم لقاء جامع مع العائلات. لكن التواصل بينه وبين الثنائي توقف عند الخطوة الأولى بلقائه معهما كل على حدة. بعدها، دعاهما إلى اجتماع جديد مع فاعليات المنطقة، إلا أنهما قاطعاه «ولم يتصلا مجدداً ولم يعرضا أي توزيع أو توافق» بحسب عازار. أما عرضه لهما، فقد استند إلى «التوافق على شخص الرئيس وتوزيع المقاعد على القاعدة النسبية وفق انتخابات 2016 وليس انتخابات 2010». والأهم، أنه أبدى استعداده لتقديم «تضحية» كبادرة حسن نية لإنجاح التوافق البلدي، بعزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية ومنافسة المرشح العوني أبو زيد. «كان لدينا الاستعداد لئلا نترشح إلى النيابة» قال عازار. أما وقد بادلاه بالقطيعة، فقد قرر الرد بلدياً ونيابياً.

يصر عازار على أن ترشحه للنيابة مع استمراره بدعم لائحة بلدية بوجه لائحة الثنائي العوني ــــ القواتي «مش ردة فعل على البلدية، بل ردة فعل على الجو الإلغائي لخصوصية مدينة جزين». لكن من يلغي من، ما دام الناخبون هم من سيقررون؟ مصطلح الإلغاء الجزيني يستحضر ثقافة يتوارثها البعض من أبناء عروس الشلال.»جزين من البراد (مدخل المدينة لناحية كفرحونة) للمعبور (مدخلها لناحية بكاسين)». يختصر البعض 53 بلدة في القضاء بعاصمته. اختصار ينسحب على رفض كثير من الجزينيين تقاسم المقاعد النيابية الثلاثة في القضاء مع أبناء البلدات الأخرى. فهل تجذب جزينية عازار المزيد من الأصوات (أبو زيد من مليخ)؟

مهما تباينت الاعتبارات المناطقية، يبقى الاعتبار السياسي لصيقاً بترشح عازار. لا يصدق كثر أن لا علاقة للرئيس نبيه بري بترشح نجل سمير عازار، شريكه الرئيسي في المنطقة منذ سنوات. «الله يساعد بري»، يقول عازار الابن. يوضح أن «للصديق الرئيس بري موقفاً داعماً لنا وليس موجِّهاً للترشح أو عدمه، بل يترك الخيار لنا». لكن بري لا يترك حصانه الجزيني وحيداً، خصوصاً أن الكيمياء لا تزال مفقودة مع خصمهما المشترك، عون. «نحن والرئيس بري لم يتغير شيء في علاقتنا» قال عازار. وماذا عن الناخبين الشيعة؟ في انتخابات 2009، لعب الناخبون الشيعة المؤيدون لحزب الله دوراً في الفوز المدوي للائحة البرتقالية كاملة، في مقابل هزيمة عازار المدعوم من بري. في الانتخابات المرتقبة، هل ينقسم الناخبون الشيعة أيضاً، فينتخب المحسوبون على الحزب، أبو زيد، وينتخب المحسوبون على حركة أمل عازار؟