IMLebanon

بشار الأسد = علي الخامنئي!

يبدو أنّ طاولة مفاوضات ڤيينّا لإنهاء الحرب السوريّة ورحيل رأس النظام القاتل بشّار الأسد، أثّر بشكل مباشر في «أعصاب» اللواء محمد علي جعفري القائد العام للحرس الثوري الإيراني فأفقده صوابه ودفعه إلى التصريح بكلامٍ لم يكن حتى أعدى أعداء إرهاب الحرس الثوري الإيراني وآلات القتل التي يستخدمها في لبنان وطهران واليمن، لم يكونوا ليتوقّعوا أن يصدر هذا الكلام من إيران، ولكن يبدو أنّ جهود روسيا في التفاوض حول تسوية الأزمة السورية والوصول إلى حكومة إنتقاليّة ورحيل بشار الأسد عن سوريا جديّة جداً، والعودة إلى فيينا مجدّداً أدخلت إيران في لحظة جنون مع سقوط مشروعها في سوريا، إيران تستطيع أن تتحمّل الخسارة في اليمن ولكنّها لا تستطيع أن تتحملّها في سوريا فهي الحلقة التي ترتبط بها كلّ دول مشروعها، ورحيل بشار الأسد يعني ليس فقط سقوط ونهاية حزب الله في لبنان، وسقوط نظام الملالي في طهران، فلنتفاءل بالخير إذن.

فَقَدَ محمّد علي جعفري صوابه فقال في خطاب له أمام تجمّع في جامعة طهران ضد الولايات المتحدة بعد الاتفاق النووي، فقال: «الأسد بالنسبة لسوريا كالمرشد الأعلى للنظام الإيراني (… ) هذا الموقف هو موقف المرشد الأعلى والحرس الثوري»، بل وذهب جعفري أبعد من هذا بكثير فأعاد إلى الأذهان النظرية البعثيّة «الخرافيّة» في شعار»رئيسنا إلى الأبد»، فضح  جعفري ـ من حيث لا يدري ـ «الوضع النّفسي» الذي يعيشه المرشد الإيراني علي الخامنئي ومعه الحرس الثوري الإيراني بقوله: «نحن لا نرى شخصاً يأتي بعده»، الأمر الذي يدفعنا للتساؤل: «ماذا لو تشردق بشّار الأسد واختنق بشربة ماء؟» ماذا ستفعل إيران حينها؟ و»إنّ ذلك على الله يسير.. وليس ذلك على الله بعزيز» اللهمّ آمين…

بكلام جعفري اتضّح تهديد إيران بالانسحاب من مفاوضات ڤيينّا، «يا خيّي انسحبوا»، من قال لكم أن تقدموا على مغامرة الاغتيال ـ الزلزال للرئيس الشهيد رفيق الحريري ـ رحمه الله ـ فقد كان العقبة  الكبرى في وجه مشروعكم وكان ضمانة الاعتدال الإسلامي في لبنان والمنطقة، ثمّ تقدّمكم بقدّكم وقديدكم لاحتلال لبنان وتجاهلتم الحكمة الشعبيّة «ما متت ما شفت مين مات» فقد خرج الفلسطيني والسوري والإسرائيلي مطرودين من بيروت ثمّ من لبنان، وانطلق من هنا من العاصمة بيروت يوم 8 آذار العام 2005 مشروع احتلالكم للعالم العربي، ها قد حانت لحظة المفاوضات، فكيف ستبلعون هذه الحقيقة المُرّة وكيف ستبرّرونها لعائلات آلاف القتلى من اللبنانيين الذين سقطوا تحت أقدام تحقيق هذا المشروع؟!

اتهم جعفري روسيا «الرفيق الشمالي» بالبحث عن مصالحها في سوريا وقد لا يهمّه بقاء الأسد كما نفعل نحن، ولكن على أي حال هو موجود الآن هناك وربما مجبر على البقاء حرجاً أو لأسباب أخرى»، وكأنّ إيران ترسل أبناء الطائفة الشيعيّة في لبنان ليدافعوا عن بشّار الأسد «لوجه الله»، انحشرت إيران وهي مفارقة أن تكون دولة مثلها تعتبر نفسها «عظمى» وتجهل بديهيات أن السياسة مصالح والفرق بينها وبين روسيا أن الثانية لا تريد أن «تُرَوْسِنْ» سوريا فيما الأولى تريد أن «تُأيْرِنْ» و»تُشَيْعِنْ» سوريا، ولكن؛ «تفركش كلّ المشروع».

 كان على إيران أن تتعلّم من تجربة عدم استخدام روسيا حقّ النقض «الڤيتو» لحماية بشار الأسد ونظامه في قرار التحقيق الدولي والمحكمة الدوليّة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكان الأوْلى أن تتعلّم من تجربتها هي نفسها حيث لم يمنع تحالف مصالح روسيا معها من كلّ قرارات العقوبات حتى رضخت وأذعنت في الاتفاق النووي وتنازلت عن أوهام «العظمة»، على الأقلّ كان الأجدر بها أن تتعلّم من التجربة النووية الباكستانيّة التي لم تُقدّم ولم تؤخّر في واقع جارتها النوويّة!!

أمام هذا الواقع، يبدو أنّ إيران تعضّ أصابعها ندماً لعجزها مع حزب الله عن سحق الثورة في سوريا، مع تسليط الضوء على خسائر طهران أكثر من ستين قتيلاً من كبار ضباط النظام الإيراني في وقت أعلنت فيه عن ثمانية عشر قتيلاً منهم فقط، ولكنّ الخسارة الحقيقيّة والكبرى ستأتي لاحقاً.