IMLebanon

باسيل المتوجّس من توطين اللاجئين السوريين: لبنان لن يلتزم قرار “العودة الطوعية”

أقر مجلس الامن مخططا لحل الأزمة السورية سياسيا، فيما استاء لبنان من قرار “العودة الطوعية” بدلا من التزام تأمينها كما يريد لبنان، المطمئن الى ما قرره المجلس من شروع في الحوار بين أطراف سوريا الموالين للنظام والمعارضين له، ووقف النار وتسهيل مرور قوافل المساعدات الى المدنيين.

الواقع أن المجتمع الدولي الذي أثنى على استضافة لبنان للاجئين، يؤيد دمجهم في البيئة المضيفة، وعودتهم الطبيعية والآمنة، وإعادة توطينهم، وهذا ما جعل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل يتوجس من أن يكون بعض ما ورد في قرار مجلس الامن 2254 حول حل الأزمة السورية، والصادر يوم الجمعة الماضي في حضوره، تكريسا لتوطين السوريين في لبنان بعدما نزح منهم اكثر من مليون و300 ألف من مختلف الفئات العمرية الى كل المناطق.

أيَّد باسيل ما تضمنه القرار من خريطة طريق للحل السياسي، على قاعدة ان موقف لبنان من مستقبل سوريا يقرره السوريون أنفسهم، وهو مع عدم التدخل في شأنهم الداخلي. إلا أن وزير الخارجية والمغتربين سجّل مجموعة ملاحظات تعكس مخاوفه، ولا سيما عندما أصرّ عدد من الوزراء على تضمين احدى فقرات القرار عبارة “العودة الطوعية للاجئين”، وفي مقدمهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بذريعة أن كلمة “الطوعية” هي المستعملة في لغة الامم المتحدة، بدلا من “الآمنة” التي كانت وردت في الفقرة التي اثبتها باسيل في مؤتمر فيينا 2، وتتناول “إلزامية تأمين الظروف التي توفر العودة الامنة لهم الى بلادهم ضمن معايير القانون الدولي ووفق مصالح الدول التي تستضيفهم، وان حل مسألتها مهمة للحل النهائي في سوريا”.

أبلغ باسيل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون أن لبنان لن يلتزم “العودة الطوعية” للاجئين التي أقرها مجلس الامن، سوى في ما يتعلق بضيافته وإنسانيته للشعب السوري، مذكرا بأن الدستور اللبناني يرفض التوطين وكل ما يؤشر لذلك، ومؤكدا مكافحته بكل الوسائل المشروعة. أتى ذلك خلال مقابلته لبان قبل عودته الى بيروت بعد ظهر السبت الماضي.

وأوضح لـ “النهار” مصدر في الوفد اللبناني الى مؤتمر “المجموعة الدولية لدعم سوريا” الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي وأقرت نتائجه بالإجماع في جلسة مجلس الامن، ان باسيل لم يتمكن يوم الجمعة الماضي من إقناع نظرائه في مؤتمر وزراء الخارجية في نيويورك قبل إقرار ما اتفقوا عليه في مجلس الامن، واللافت ان أيا من الدول الاخرى المضيفة كالاردن وتركيا لم يحتج على العودة الطوعية، كما ان باسيل لم يتمكن من الدفاع عن موقفه في مجلس الامن لانه ليس عضوا دائما ولا غير دائم في المجلس.

وأشار الى أنه لمس تفهما لموقف لبنان المتحفظ عن العودة الطوعية للاجئين، مذكّرا بثلاث نقاط هي:

– لبنان مع العودة الآمنة التي يرى فيها الحل الوحيد المستدام لازمة اللجوء السوري .

– ظروف عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم قد تسبق بلوغ الحل النهائي للازمة السورية.

– عودة اللاجئين الآمنة الى ديارهم تساهم في إيجاد حل للازمة السورية، لانها مؤشر لإعادة بناء الثقة بين مختلف فئات المجتمع السوري.