IMLebanon

بين انتخابات رأس السلطة … وإعادة تكوين السلطة

أربعة أيام تفصلنا عن إثنين الإنتخابات، إلا إذا حصل ما لم يكن في الحسبان.

أربعة أيام ويحلُّ الحادي والثلاثون من تشرين الأول والجلسة السادسة والأربعون لانتخاب فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية.

أربعة أيام وتطوي الجمهورية عهداً من الفراغ دام سنتين وخمسة أشهر، ليُفتتح عهدٌ سيمتدُّ حتى 31 تشرين الأول 2022.

البعض يتعاطى مع المرحلة من باب التقنيات، فيتحدث عن الأكثرية المطلوبة لتأمين النصاب وأكثرية الثلثين من الأصوات للفوز في الدورة الأولى، ثم النصف زائداً واحداً للفوز في الدورة الثانية.

ومن باب التقنيات أيضاً، يجري الحديث عن البوانتاج، وكيف ستتوزّع الأصوات بين ثلاثة مرشحين:

العماد عون والنائب فرنجيه والورقة البيضاء:

العماد عون يتوزَّع نوابه وأركان تياره على جولات وزيارات لحشد أكبر عدد من الأصوات في صندوق الإقتراع، ويحاول أن يفوز من الدورة الأولى ب 86 صوتاً.

في المقابل، النائب سليمان فرنجيه، وبعدما أعلن عدم انسحابه، مع الإعلامي مرسال غانم في برنامج كلام الناس، يحشد بدوره النواب منطلقاً من تأييد كتلة التنمية والتحرير للرئيس نبيه بري، المؤلفة من ثلاثة عشر نائباً، ومن كتلته المؤلفة من ثلاثة نواب ومن نائب البعث ونواب الحزب السوري القومي الإجتماعي، اما كتلة الأمير طلال ارسلان، فتتخذ قرارها على ضوء لقاء الوزير السابق مروان خيرالدين ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي عقد مساء امس، يذكر ان الامير طلال ارسلان مشهود له بوفائه لحلفائه علما ان خطه ليس بعيدا عن خط العماد عون، لكن بين النهج والوفاء اختار الوفاء، فأحد نواب كتلته النائب فادي الأعور اختار الاقتراع للعماد عون، فتركت له حرية الاختيار. وهناك آخرون لم يحسموا خيارهم بعد.

تبقى الورقة البيضاء التي سيعتمدها البعض، وأصحاب الورقة البيضاء يكونون قد شاركوا نصف مشاركة، فهُم بذلك يكونون قد أمّنوا النصاب لكنهم لم يُعطوا صوتهم لأحد.

***

هذا في التقنيات، لكن أبعد منها يبدأ العمل الشاق والأشغال الشاقة:

يأتي العهد في أعقاب عهود لديها تركات ثقيلة:

نعرف أنَّ العماد ميشال عون أو بالأحرى فخامة الرئيس أنجز خطاب القَسَم، لكن بعد الطائف تُناط السلطة الإجرائية بمجلس الوزراء مجتمعاً، هذا يعني أنَّ العبرة والقوة والإنطلاقة الجدية للعهد ستكون عند تشكيل الحكومة وليس قبلها. قبل التشكيل ستكون الصورة وفق اللوحة التالية:

بعد خطاب القَسَم سيتوجَّه فخامة الرئيس العماد عون إلى قصر بعبدا.

يزوره رئيس الحكومة تمام سلام ويُقدِّم استقالة حكومته، يصدر مرسوم قبول الإستقالة والطلب إلى الحكومة المستقيلة تصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة.

يصدر مرسوم إجراء الإستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة العتيد.

تجري الإستشارات على مدى يومين ثم تُعلَن نتيجتها وعدد الأصوات التي نالها المرشح لتشكيل الحكومة الجديدة، التي لا منازع للرئيس سعد الحريري لتوليها والذي وضع كل ثقله لوقف التدهور الحاصل من عدم انتخاب رئيس للبلاد.

تُحدَّد في اليوم التالي مواعيد إستشارات التأليف في إحدى قاعات مجلس النواب، وبعد انتهائها تبدأ عملية التشكيل.

عند هذه المرحلة، لا مهلة ولا فترة ولا وقت محدداً، فإذا أراد الأفرقاء تسهيل إنطلاقة العهد، يجري تشكيل الحكومة بسرعة لتجتمع وتُعِد البيان الوزاري وتنال الثقة على أساسه، وعندها يبدأ العهد فعلياً، أما إذا كانت هناك عصي في الدواليب فإنَّ الإنطلاقة تتأخر، ثم يقترب موعد الإنتخابات النيابية في أيار المقبل لتُجريها حكومة تصريف الأعمال لا سمح الله.

إذاً العبرة ما بعد الإنتخابات الرئاسية، إنَّها مع إعادة تكوين السلطة وليس فقط رأس السلطة.