IMLebanon

بين الكذاب الصغير والقديس بوتين الجديد

البارحة كتبنا عن الكذاب الكبير وهو رئيس النظام المجرم وفاتنا أن نذكر أنه بعد الانتصارات التي حققها الجيش الروسي في اللحظة الأخيرة، قبيل سقوطه بنحو اسبوع، وبعد صفقات الاسلحة بين إيران وروسيا التي كانت على شفير الافلاس بعد فقدان جميع أسواقها للسلاح من مصر الى ليبيا الى العراق ولم يبقَ لها سوى سوريا، بعد ذلك استعاد النظام بعض توازنه.

الأنكى أنه بالرغم من سلسلة المجازر المتوالية منذ 2012، واستعمال الكيميائي، ومجيء الروس لينقلوا السلاح الكيميائي، جاء الكذاب الصغير وليد المعلم ليقول إنّنا لم نستعمل السلاح ضد شعبنا بأطفاله ونسائه وشيوخه، وحتى ضد الآمنين الأبرياء في المدن والأرياف… بالقذائف العشوائية، فمَن يستمع إليه يردّد هذا الكلام يخيل إليه أنّ رأس النظام هو قديس… مار انطون… مار بولس… مار بطرس…

فمَن قتل مئات الضحايا؟

سوريا مدمّرة بأكثر من 60٪ من أبنيتها وبناها التحتية ومستشفياتها ومساجدها ومدارسها وجامعاتها ومستوصفاتها… هل هذه كلها من عمل الارهاب؟!. وملائكة النظام المجرم السفاح لا علاقة لهم؟!.

قديماً كان يقال: من استحى مات… وهذا النظام بلا حياء…

نعود الى القديس الآخر، القيصر الروسي الرئيس فلاديمير بوتين الذي قال في استقباله نتانياهو: إنّ اتهام دمشق باستخدام الكيميائي اتهام غير مقبول قبل ظهور نتائج التحقيق.

ما هذه الديموقراطية ومِن مَن؟ من رئيس روسيا، ويبدو أيضاً أنّ بوتين بعد إعادة بعض الكنائس التي كان الشيوعيون في روسيا قد حوّلوها الى متاحف، يظن نفسه جالساً في كنيسة ويتحدّث أمام مَن؟ أمام اليهودي الصهيوني يحدّثه عن سوريا والشعب السوري، علماً أنّ ما يفعله المجرم السفاح بشار أليْس يصب في خدمة إسرائيل؟

وطالما اننا نتحدث عن الكذب فقد أثار اهتمامنا كلام وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية ريكس تيليرسن محذراً من أنّ على موسكو أن تدرك أنّ الوقت قد حان لتعيد التفكير في دعمها للرئيس الأسد المجرم المتهم بشن هجمات كيميائية على شمال – غرب سوريا (في خان شيخون بمنطقة إدلب)، وزاد الوزير الاميركي قائلاً: لا يساورنا الشك أبداً.. وهنا نظن أنه يتحدّث بانياً رأيه على تقارير المخابرات التي ترصد ما في الجو وما على الارض بواسطة الأقمار الصناعية، ويضيف: هذه جريمة يرتكبها النظام السوري بحق العالم، ولا يمكن أن نسكت عنها.

أخيراً نقلت أوساط عن الرئيس الاميركي دونالد ترامب انه يحمّل سلفه أوباما مسؤولية ضعف الموقف الاميركي بسبب تردّده، وأنه لا يستبعد اللجوء الى استعمال القوة.

على كل حال لا يمكن أن نعوّل كثيراً على المواقف الاميركية المتذبذبة، ولكن الإحتمال الوحيد هو أنه إذا حدث خلاف أميركي – روسي، وإذا لم يقرأ الروس الموقف الاميركي جيداً فإنّ الاحتمالات كلها تبقى واردة و… قريبة!

عوني الكعكي