IMLebanon

بلال بدر واجهة لاجهزة خليجية مهمتها اغراق «عين الحلوة»

ما حصل ويحصل في مخيم «عين الحلوة» من اقتتال عبثي في الازقة الفلسطينية الغارقة في الفقر ليس وليد الساعة وفق اوساط ميدانية ضليعة في شؤون وشجون عاصمة الشتات، بل هو حصيلة عمل اجهزة خارجية تقاطعت مصالحها مع التكفيريين وهدفها الاول والاخير فصل الضاحية الجنوبية معقل «حزب الله» عن خزانها الطبيعي في الجنوب من خلال السيطرة على الطريق الساحلي، لذلك عملت اجهزة خليجية على خلق ظاهرة احمد الاسير ومده بالمال والسلاح لتنفيذ هذه المهمة ومع نجاح الجيش اللبناني باقتلاعها، كلفت المجموعات التكفيرية بلعب هذا الدور على خلفية نقل المعركة الى معقل «حزب الله» من بوابة صيدا الجنوبية، للضغط عليه واجباره على الانسحاب من سوريا على قاعدة ان ارضه وساحته في الجنوب اولى بالحماية من حلب ودمشق واماكن تواجده في الميدان السوري.

وتضيف الاوساط ان بلال بدر لا يتعدى دوره اكثر من واجهة ضرورية للتغطية على ما يحضر للمخيم الذي يعتبر قبلة «لداعش» و«النصرة» ذراع «القاعدة» في بلاد الشام، ولعل اللافت ان الخلاف العقائدي بين الطرفين التكفيريين والذي غالباً ما توج باقتتالهما في اكثر من منطقة في سوريا سعياً لفرض النفوذ، تقابله لحمة بينهما على رقعة عاصمة الشتات بعدما توحدت كل الفصائل التكفيرية تحت راية «الشباب المسلم» من «داعش» و«النصرة» و«فتح الاسلام» و«كتائب عبد الله عزام»، وقاتلت جميعها حركة «فتح» لتتحول القوة الامنية المشتركة الى قوة فصل بين مجموعة بلال بدر والفتحاويين وتكريس واقع جديد في مخيم «عين الحلوة» ما يعني في المحصلة الاعتراف بطريقة او باخرى الاعتراف بحالة بدر كواقع لا يمكن تفاديه او المرور به مرور الكرام ليصبح نصف القرار في مجريات «عين الحلوة» في قبضة التكفيريين.

وتشير الاوساط الى ان الكلام الذي صدر ويصدر عن قياديين فلسطينيين واعطائهم الاوامر لتوقيف بدر ومجموعته وتسليمهم الى السلطات اللبنانية يندرج في خانة الشعر لا اكثر. فالرجل يتنقل بحرية بين حي الطيري الذي شهد جولة العنف الاخيرة وبين حيي الصفصاف وحطين ولعل البارز ظهور اسامة الشهابي على الشاشات واعلانه الصبياني انه مستعد للخروج من المخيم والتوجه الى الرقة للحفاظ على دماء ابناء المخيم وحرص الشهابي ان يدلي بموقفه وخلفه تدلت راية «داعش»، وليعلن بالفم الملآن بأن جميع الفصائل الاسلامية قاتلت الى جانب بدر حفاظا على الاعراض.

وتقول الاوساط ان حصيلة الجولة الاخيرة في «عين الحلوة» تشير الى ان المخيم سيستيقظ ذات يوم ليس ببعيد على سيطرة «داعش» واعلانه «امارة اسلامية» كما حصل في الموصل العراقية وسط اسئلة كثيرة احاطت بالمجريات الاخيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما هو الدور الذي لعبته حركة «حماس» في المخيم وهل قدمت خدمات لوجستية للمقاتلين التكفيريين؟ ولماذا لم يدخل العميد منير المقدح على خط دعم المجموعات الفتحاوية علماً انه يشكل قوة ضاربة على الارض في وقت ان العقيد محمود عيسى الملقب «باللينو» والمحسوب على القيادي الفلسطيني المفصول من قبل السلطة الفلسطينية لجأ الى دعم «فتح» وقاتل الى جانبها، في الوقت الذي استقدمت فيه مجموعات من مخيم الرشيدية وبرج البراجنة لحسم المعركة فتبين وفق الوقائع ان مقاتلي «فتح» يفتقرون الى التدريب وقاتلوا غوغائياً في ظل عدم وجود غرفة عمليات لادارة المعركة وانعدام الخطط القتالية ما دفع «اللينو» الى كبح حماسه في الهجوم على مواقع بدر في حي الطيري وسط الفوضى والغوغائية التي سادت الاجواء. ولعل اللافت انه وفق المعلومات التي سبقت الجولة الاخيرة ان زياد ابو النعاج كلف من قبل «القاعدة» وبمشاركة توفيق طه باعداد دراسة شاملة عن حركة «فتح» وان السعودي احمد السويدي كلف بمهمات لاستهداف مراكز حيوية تابعة «لحزب الله».