IMLebanon

مليارات بان كي مون  وتوطين النازحين السوريين

همروجة… هكذا يمكن وصف زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للبنان، فالزيارة ليست مخصصة له وحده بل هي أتت في سياق جولة للأمين العام الأممي في الأردن والعراق وتونس، وتهدف إلى الإعداد لمؤتمر النازحين الذي سيعقد في تركيا في شهر أيار المقبل، أما لماذا هذه الدول فلأنها تحمل أكثر من غيرها عبء وجود النازحين السوريين على أراضيها.

بان كي مون يتطلَّع إلى تحقيق هدفين:

إبقاء السوريين حيث هُم.

وعدم إنتقالهم إلى أوروبا.

وهو حاول تحقيق هذا الأمر في لبنان من خلال وعود وإغراءات مالية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو:

أين المساعدات التي وُعِد بها لبنان في مؤتمر لندن؟

المؤتمر المذكور كان قرر دعماً مالياً لسوريا ودول الجوار بقيمة 11 مليار دولار، وعلى رغم مضي أكثر من شهر ونصف شهر على هذا المؤتمر، فإنَّ الدول التي وُعِدَت بالمساعدات لم ترَ شيئاً من هذه المساعدات. فلماذا على لبنان اليوم أن يُصدِّق ما لم يُصدِّقه في لندن؟

صحيح أنَّ بان كي مون جاء إلى لبنان مدجَّجاً برئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم ورئيس البنك الإسلامي للتنمية أحمد محمد علي المدني، لكن هذا الأمر لم يكن كافياً لإقناع اللبنانيين بأنَّ الأمم المتحدة ستصدق في وعودها لجهة تقديم المساعدات للبنان. وصحيح أيضاً أنَّ رئيس البنك الإسلامي للتنمية أحمد محمد علي المدني، وقّع 5 إتفاقات قيمتها 372.7 مليون دولار مع الحكومة اللبنانية، لتمويل مشاريع عديدة تساهم في دعم جهود الدولة لإستضافة ما يزيد عن 1.5 مليون لاجئ سوري. لكن مَن يكفل أنَّ هذه الأموال ستصل إلى لبنان؟

حين انعقد مؤتمر لندن قيل الكثير عن أنَّ حصة لبنان ستصل إلى مليار ونصف مليار دولار، لم يظهر منها أي شيء حتى الآن، فهل أصبحت الأمم المتحدة أمم الوعود؟

الخطير في الموضوع أنَّ الأمم المتحدة تعرف أنَّ خمسة ملايين سوري، موزعين بين لبنان والأردن والعراق وتركيا وغيرها، غير قادرين على العودة إلى ديارهم قريباً، كما لا تريدهم أن ينتقلوا إلى أوروبا لئلا يُشكّلوا بيئة حاضنة للإرهاب، ولذا تريدهم أن يبقوا حيث هُم، وهي لأجل ذلك تحاول أن توفِّر لهم ظروف عيش ملائمة في لبنان ليبقوا فيه.

ولكن هل يتحمَّل لبنان مليونَي سوري قد يتحوَّلون بقرار من الأمم المتحدة من نازحين إلى لاجئين؟

الأمر في غاية الخطورة، وهو من أخطر الملفات على الإطلاق، فمع اللاجئين الفلسطينيين يُصبح مجموع اللاجئين مليونين ونصف مليون لاجئ، أي أكثر من نصف عدد سكان لبنان.

ويأتي هذا الإزدياد في وقت يمرُّ فيه لبنان بأقسى أزمة في تاريخه، فحين تكون الحاجة إلى المساعدات للبنانيين يصبح لبنان بلداً منسياً، أما حين يتصل الأمر بالنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، يأتي بان كي مون شخصياً إلى لبنان.

سيد بان، لا أحد يبيع بلده للاجئين والنازحين بحفنةٍ من ملياراتكم.