IMLebanon

فرملة إنطلاقة العهد  … نأمل بأن تكون مؤقتة!

السياسة في الشرق تتحكَّم في جزء كبير منها الإعتبارات الشخصية والمعايير المعنوية أكثر من أيِّ شيء آخر، وهذا ما ينطبق أيضاً على لبنان.

إثر الإنتخابات النيابية ما بعد عودة العماد ميشال عون من فرنسا، إنضمت كتلة النائب سليمان فرنجيه إلى الإجتماعات الأسبوعية لتكتل التغيير والإصلاح. يحفظ المتابعون أنَّ رئيس كتلة نواب زغرتا النائب سليمان فرنجيه حضر إجتماعاً أو اجتماعيين ليقتصر الحضور لاحقاً على النواب الدويهي وكرم ورحمة الذي ضُمَّ إلى كتلة فرنجيه.

وقيل منذ ذلك التاريخ إنَّ رئيس تيار المردة يتعاطى في السياسة من الند إلى الند مع العماد ميشال عون.

***

وفي الإعتبارات والمعايير المعنوية أيضاً وأيضاً، أنَّه ومنذ ما بعد الطائف، درج رئيس مجلس النواب نبيه بري على زيارة القصر الجمهوري كل أربعاء، وكان هذا اللقاء الأسبوعي للتشاور بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

هذا التقليد لم يعُد بعد، على رغم مرور خمسة أسابيع على إنتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وربما أراد رئيس المجلس أن يوقف هذا التقليد من اليوم الأول للعهد.

***

المصادفة أنَّ تعقيدات التشكيلة الحكومية مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بمن ليست هناك أيّة كيمياء مشتركة بينهم:

الرئيس عون ورئيس مجلس النواب ورئيس تيار المردة.

وهذا ما يُصعِّب سيناريوهات التقارب:

فالبيان الرئاسي لم يتلقفه رئيس تيار المردة، وأحد مستشاري النائب فرنجيه قالها بالفم الملآن:

على الرئيس عون توجيه دعوة شخصية إلى الوزير فرنجيه لزيارة القصر.

والبيان لا يشفي الغليل الوزاري لأنه لا يضمن الحقيبة، وفي تلاحق المعلومات أن العروض للوزير فرنجيه بدأت بالثقافة ثم التربية، فرفضها، وأحدث العروض، وفق معلومات موثوقة كان إما الإقتصاد أو العمل، فكان مصيرها الرفض، وكان التمسك أكثر فأكثر بواحدة من الحقائب الثلاث:

الإتصالات أو الطاقة أو الأشغال.

***

كلما إزداد التعثر، كلما تعقدت أمور التشكيل أكثر فأكثر. إنتخابات رئاسة الجمهورية مرَّت في لحظة محلية وإقليمية ودولية نادرة، الدَفع الذي كانت تملكه العملية الإنتخابية كان مقدَّراً له أن يستمر في عملية تشكيل الحكومة، لكن التطورات العالمية دفعت إلى فرملة الإندفاعة الداخلية، وتلاقت هذه الفرملة مع الشروط والشروط المضادة.

وهنا يُطرَح السؤال الكبير:

هل دخل العهد، وسريعاً جداً، مرحلة الإنعاش؟

هل يقبل سيد العهد بأن يكون الإنطباع في بداية العهد هكذا؟

ماذا عن الحلفاء؟

ماذا عن الداعمين؟

ماذا عن المراهنين؟

ماذا عن المغتربين الذين استبشروا خيراً بالعهد وأرادوا أن يبدأوا بالتفكير بالعودة إلى البلد؟

هؤلاء، مَن يُقدِّم لهم إعادة الأمل؟