IMLebanon

شامل روكز يواجه «الكيدية»: وزارة الدفاع حق

حسم شامل روكز ترشحه إلى الانتخابات النيابية في كسروان، بصرف النظر عن تحالفه مع التيار الوطني الحر أو عدمه. العميد السابق، كما يقول المقربون منه، يشعر بأنه يتعرّض لكيدية سياسية نتيجة وضع «فيتو» على توزيره في «الدفاع»، في وقت يعتبرها حقّاً طبيعياً له

العميد المتقاعد شامل روكز «سامع صوتِك يا بلادي». علما الدولة اللبنانية والجيش في الخلفية، فيما يظهر هو رافعاً يده محيياً. الصورة التي نُشرت على صفحة روكز الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، مذيلة بتلك العبارة، لم تكن عشوائية.

هي جزء من حملة إعلامية/ إعلانية انطلقت بعدما بات من شبه المحسوم أن لا تؤول إليه حقيبة الدفاع، بحجة أنّ طاولة مجلس الوزراء لا تتسع لصهرَي رئيس الجمهورية: رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل وروكز. فبحسب معلومات «الأخبار»، أنّه كان من المُفترض أن يُعين باسيل مستشاراً في القصر الجمهوري، على أن يُشارك أيضاً في حضور جلسات مجلس الوزراء إلى جانب الرئيس ميشال عون. إلا أنه بعدما تبين أنّ مشاركة المستشارين في جلسات الحكومة غير جائز، عاد باسيل ليتمسك بتوزيره. أمام هذا الواقع الجديد، لم يعد من إمكانية لتعيين روكز وزيراً، رغم أنّ «خيار إسناد حقيبة الدفاع له ورد في المفاوضات بين باسيل ونادر الحريري» (مدير مكتب الرئيس سعد الحريري). حاولت قيادة التيار الوطني الحر التوصل إلى تسوية مع روكز، تتضمن المسارعة إلى توجيه الدعوة لانتخابات فرعية في كسروان ــ الفتوح فور تشكيل الحكومة وقبل عيد الميلاد. لا يبدو أنّ هذا الحل أثلج قلب ابن شاتين البترونية. صحيح أنه لا يزال يعتصم بالصمت الإعلامي، ممضياً أوقاته باستقبال زواره في مكتب النقاش (المتن) أو في الجولات على المناطق (خاصة الكسروانية) وتنظيم السباقات الرياضية، إلا أن أجواء المحيطين به تؤكد أنّ الوضع «مش تمام»، فروكز «يتعرّض لكيدية سياسية يُمارسها ضدّه الأقربون. إلى أين سيصل النكد السياسي؟ لا نعرف».

يوم انتخاب عون في 31 تشرين الأول، صرّح روكز من باحة قصر بعبدا «سأكون في خدمته (عون) في الموقع الذي يراه مناسباً». ومن المعروف أنه كان يتمنى أن تكون «الدفاع» موقعه السياسي الأول قبل الانتقال إلى النيابة في كسروان. تولي حقيبة وزارية، كالدفاع، أمر أساسي على مستويين. المستوى الأول هو معنوي لأن «الوزارة حقّ طبيعي لروكز الذي يملك الكفاءة والاختصاص. لا أحد يتقدم عليه في المبادئ والمحافظة على مصالح الناس. الرأي العام منزعج لعدم تعيين العميد فيها لأنه أيضاً يعتبرها حقّاً له»، بحسب المقربين منه. كذلك فإن تولي هذه الحقيبة فيه ردّ اعتبار معنوي لروكز الذي عانى من ظلم حال دون تعيينه قائداً للجيش. «عايروه» بأنه متزوج ابنة عون ليقطعوا عليه الطريق. «يزايدون وكأنهم كانوا يحاربون على الجبهة أو قدموا الشهداء». تتكلم المصادر من دون أن تُحدد من تعني بالـ«هم»، إلا أنها لا تُسقط من ذمتها كلّ من يحاول عرقلة مسيرة روكز من داخل التيار الوطني الحر أو خارجه.

حسم روكز ترشحه إلى النيابة في كسروان حتى لو لم يكن على لوائح التيار الوطني الحر

المستوى الثاني للمطالبة بوزارة الدفاع متعلّق بالتحضير لمعركة النيابة في كسروان «ومحاولة قطع الطريق أمام كلّ الأصوات التي بدأت ترتفع بأنّ روكز غريب» عن القضاء. إضافة إلى أنّ روكز «كان لديه فكرة لتنفيذها في قيادة الجيش تهدف إلى تطوير المؤسسة العسكرية، هو يعتقد أنّ حصوله على الوزارة ضرورة لتطبيق هذه الرؤية الجديدة وفرصة للمؤسسة، مستفيداً من علاقاته». طبعاً، على أن يكون ذلك «بالتعاون مع قيادة الجيش ودعمها». لا تجد المصادر المقربة من روكز من مُبرر لما يحصل معه سوى بالقول إنّ «الموضوع بدأ مع عدم الرغبة في تعيينه قائداً للجيش. للأسف، كان يتعامل مع كلّ القوى ببراءة».

رغم الصمت الإعلامي واكتفائه بالقيام بمقابلات صحافية تعرض تاريخه العسكري، إلا أنّ المقربين من روكز يؤكدون أنه لن يكون «المعارض الصامت». لن يقيم، بعد اليوم، حسابات لالتزامات عائلية مع عون ولن يسمح بالمقابل لأحد بأن يستخدمه في مقدمة المدفع لمحاربة رئيس الجمهورية. «الاعتبارات وطنية، وخاصة أن عون لم يعد رئيساً للتيار». الترشح في كسروان حُسم، حتى إذا لم يكن على لوائح التيار الوطني الحر. حُضّرت الخطة البديلة «والخطة C أيضاً، أي الأكثر خطورة». بالنتيجة، «شامل روكز عسكري وما بفوت بالحيط». لا يعتبر نفسه غريباً عن كسروان «هو يعرفها وأهلها يعرفونه. مرتاحٌ لهذا القضاء».

شامل روكز «المتمسك بالثوابت»، لم يبدأ بعد التحضير الجدي للانتخابات النيابية، «بانتظار تشكيل الحكومة». علاقته جيدة مع مختلف القوى التي تنشط في الملعب الكسرواني، باستثناء القوات اللبنانية، «بعد البحث والتواصل، نرى من الذي يُشبه خياراتنا أكثر لبناء التحالفات»، تقول المصادر.

يبدو المقربون من العميد المتقاعد متفائلين جداً من العطف الشعبي الذي يحظى به، فيظهرون كأنهم يبالغون أحياناً. تاريخ القائد السابق لفوج المغاوير والعلاقة التي تمكن من نسجها مع الناس ليسا موضع شكّ، ولكن للنيابة حساباتها بعيداً عن العاطفة. فمن يضمن أن الرأي العام سيبقى ملتفاً حوله، في حال افتراقه عن التيار العوني؟ وهل سيتمكن خطابه، الذي لم تظهر بعد تفاصيله، من جذب فئة المستقلين الذين يتأثرون بخطاب العهد والكنيسة؟ تبدأ المصادر بالتأكيد أنّ «روكز ليس وريثاً لأحد، بل لديه تاريخه وحياته». ثم تُصر على أنّ «النكد السياسي ضدّ روكز يُقرّب الناس إلى خطه أكثر. وكل الممارسات ضدّه هي لأنهم يعرفون نبض الشارع. وهو يستعد لافتتاح مكتب في كسروان ينتقل إليه».

في المقابل، تستند مصادر التيار العوني إلى الصورة التي جمعت باسيل وروكز معاً في ساحة الشهداء للاحتفال بانتخاب عون، وهما يتصافحان على طريقة «الكباش»، للتأكيد أن «إشاعة هكذا خبر عن خلافات أمر بشع». الأخبار عن نية لعزل روكز من قبل قيادة التيار أمر «غير صحيح، كون الذي يحسم تعيين روكز هو عون. هذا صهره والآخر صهره، وهو لا يُفرّق بينهما». إضافة إلى أنّ «كلاً منهما ضرورة في المكان الذي سيُختار له. روكز رافعة فظيعة للنيابة في كسروان. أما باسيل، فحنكته السياسية وخبرته تجعلانه حاجة في الوزارة».