IMLebanon

المسيحيون والمنطقة

ننظر بعين القلق إلى تراجع الحضور السياسي المسيحي الذي يتخبّط بمحلية إنتخابية في لحظة يعاد فيها تشكيل المنطقة من دون مشاركته. فغالبية المسيحيين اليوم يبحثون عن «حمايات»، أكانت داخلية من خلال «اللجوء السياسي» لدى المجموعات الفاعلة أو خارجية بحثاً عن ضمانات دولية.

وما يزيد على حال الضياع ضياعاً هو انكفاء الجهات المعنية، من أحزاب وازنة وجامعات ومراكز بحوث، في إعطاء الشأن السياسي والوطني والوجودي حقّه من خلال خَلق الأطر ومراكز البحوث للحصول أولاً على معلومات، وثانياً العمل على تحليلها، وثالثاً أخذ القرارات الصائبة التي تؤمّن استمرارية الحضور والاستثمار والعيش الكريم.

لقد اختزلت غالبية الأحزاب السياسة بالطائفة والطائفة بالسلطة والسلطة بالنفوذ والنفوذ بحزب أو شخص وبمصالح خاصة. بينما المطلوب في مرحلة إعادة تشكيل المنطقة الإرتقاء إلى مستوى الأحداث من أجل النجاة من مقاصات الحياة والتحولات التي لا ترحم كيانات مترددة وخائفة.

إنّ الجماعة المسيحية مدعوّة للتفكير في المستقبل والدور في هذه المنطقة بعيداً عن اليوميات السياسية المتعلّقة بقانون انتخاب أو بغيره من الأحداث. إن مستقبلهم اليوم مرهونٌ بدورهم وليس بعدد مقاعدهم في برلمانات لبنان أو سوريا أو العراق. لأنّ المقاعد من غير دور تصبح مثل الكراسي وأقلّ، طبيعة الأمور تفرض علينا أدواراً إيجابية وإلّا…

أرى أنّ للمسيحيين دوراً واحداً في هذه المنطقة، وهو دور السلام.

وانطلاقاً من قناعتنا بالسلام، علينا المطالبة بإخراج الدين من دائرة عنف المنطقة، وتكريساً للسلام علينا ان نسعى مع جميع الجهات المعنية لفتح ابوابه،

سلام الشعوب مع أنظمتها وسلام المنطقة مع العالم، السلام لجعل العالم العربي اكثر انسانية واكثر حداثة، السلام العربي الاسرائيلي على قاعدة مبادرة السلام العربية (قمة بيروت 2002)، سلام الأديان من أجل أن تصبح القدس، أولى القبلتين وثالث الحرمين ومهد المسيح وقيامته، مدينة مفتوحة لجميع المؤمنين، مسلمين ومسيحيين، من دون تقييد.

* رئيس «لقاء سيدة الجبل»