IMLebanon

صراع دريان ــ الشعار: فتّش عن السنيورة والمستقبل

تتجه الأمور نحو مزيد من التأزّم في العلاقة بين مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار. تغيّب الشعار عن الإفطار الذي أقامته جمعية «مكارم الأخلاق» في الميناء على شرف دريان، قبل 8 أيام، بحجّة hنشغاله بـ»أمور طارئة»، وهو سيغيب أيضاً عن الإفطار الذي سيقيمه وزير العدل أشرف ريفي على شرف دريان يوم الجمعة المقبل، ولكن هذه المرة لارتباط الشعار بإفطار سيقيمه على شرفه وزير الخارجية جبران باسيل في البترون.

لا يُعَدّ عادياً غياب أيّ مفتٍ محلي عن حضور إفطارات رمضانية أو جولات يقوم بها مفتي الجمهورية. أحد أبرز أسباب الفتور بينهما يعود إلى طموح الشعار إلى الوصول إلى سدّة الإفتاء في بيروت، قبل أن يقطع وصول دريان الطريق عليه. لاحقاً، اتهم مقربون من الشعار دريان بمحاصرة مفتي طرابلس، إذ نجح في مساعٍ قام بها من تحت الطاولة في إسقاط مرشح الشعار في انتخابات المجلس الشرعي، ولم يعينه عضواً في المجلس من ضمن الأعضاء الثمانية الذين يحق لدريان تعيينهم، وفوق ذلك تجاهله في زيارته الأخيرة لطرابلس.

وتُعَدّ نظرة أحدهما إلى الآخر سبباً إضافياً في العلاقة غير السوية بينهما. ومن أجل جسر الهوة بين دريان والشعار، عمل رئيس تحرير جريدة «اللواء» صلاح سلام على جمعهما عنده، في لقاء بقي بعيداً عن الأضواء، خرج بعده بانطباع أن الجليد بينهما قد انكسر، لكن مسار الأمور بعدها أكد العكس.

وما زاد الطين بلّة بالنسبة إلى الشعار، أن دريان حرص في زيارته الأخيرة لطرابلس على زيارة الوزير السابق فيصل كرامي في منزله دون غيره، وقوله له: «أنا لا أقبل أن أجيء إلى طرابلس من غير أن أزورك»، وهي زيارة فُسّرت على أنها ضربة أخرى من دريان للشعار، نظراً إلى العلاقة المتوترة جدّاً بين كرامي ومفتي طرابلس.

ترى مصادر مطلعة أن أسباب الخلاف الفعلية ليست بين دريان والشعار، بل بين الأخير والرئيس فؤاد السنيورة، وأن الأخير «كان قد وعد الشعار بدعمه في الوصول إلى منصب مفتي الجمهورية ولم يستطع الإيفاء بوعده. كذلك فإن السنيورة ــ بنظر الشعار ــ ورّطه في انتخابات المجلس الشرعي ثم تخلى عنه، ما أدى إلى تعرّض الشعار لخسارة لا يزال يدفع ثمنها».

غير أن كل ذلك لا يعني أن الشعار سيرضخ للأمر الواقع ويستسلم، إذ يقول بعض من يعرفه إنه «لا يقبل أن يوضع في جيب أحد، وإن والاه سياسياً، وإنه قادر على جمع عدد لا يستهان به من المشايخ حوله، وعلى جعل وضع دريان و»المستقبل» في طرابلس غير مريح لهما على أكثر من صعيد».