IMLebanon

دول ضالعة في تمويل مخطط لتهجير المسيحيين من الشرق

ما يحصل في المنطقة من عمليات ارهابية متكررة لضرب المسيحييّن في عقر دارهم وكنائسهم، يشير الى مخاوف كثيرة من ان تفرغ الأرض التي نشأت عليها المسيحية شيئاَ فشيئاً من مؤمنيها، وآخرها ما جرى يوم الاحد  حين طالت يد الإرهاب أرواح الأبرياء خلال تواجدهم في كنيسة الكاتدرائية البطرسية في مصر، حيث قامت مجموعة من الإرهابييّن بزرع عبوات وقنابل ناسفة في محيط الكنيسة، فوقع ثمانية وعشرون شهيداً واكثر من سبعين جريحاً حالة بعضهم خطرة .

راعي الأقباط  الارثوذكس في لبنان الأب رويس الأورشليمي اشار في حديث ل «الديار» الى أن الارهابييّن حاولوا إحراق الكنائس في مصر وغيرها من الدول العربية، بهدف تهجير المسيحيين من هذه الارض لكنهم بقوا متجذرّين فيها ولم يرحلوا، وبالتالي فحين يتألم المسيحي فهذا هناء له، لانه يتألم عن السيّد المسيح، لذا علينا الا نخاف طالما المسيح معنا، وعليهم ان يفهموا بأننا لن نترك الارض التي دفع اجدادنا دماءً لكي تبقى لنا، فكلما زاد الاضطهاد كلما تمسكنا بهذه الارض لاننا نملك الايمان القوي .

الى ذلك يتكرّر هذا المشهد المأساوي منذ سنوات، فقد بدأ في الموصل العراقية حيث هجّر المسيحيون ثم انتقل التهجير الى مناطق عربية عدة منها على سبيل المثال معلولا السورية والقاع اللبنانية واليوم العباسية المصرية ، فإنتقل صدى هذا الاضطهاد ليشمل كل المنطقة، التي بدأت تعاني من فقدان المسيحييّن على ارضها. ما يؤكد وجود دول ضالعة في تمويل الاعتداءات عليهم، بهدف تهجيرهم على الرغم من انهم لم يشاركوا في ازمات وحروب المنطقة لكنهم يدفعون دائماً الاثمان الباهظة عن الآخرين .

وسط هذه المآسي تتكرّر المؤتمرات الكنسية لبحث اوضاع مسيحيّي المشرق، بهدف تبديد الهواجس التي يشعر بها مسيحيّو لبنان والمنطقة، بسبب الازمات والحروب التي تعيشها بلدانهم، لكن النتيجة تأتي دائماً سلبية وعلى حسابهم .

الى ذلك تذكّر مصادر دينية بما يُردّده  بطريرك انطاكية وسائر المشرق بشارة الراعي من عبارات مشجعة داعمة للبقاء المسيحي، من خلال تأكيده التمسك بهذا الوجود في بلداننا المشرقية، والايمان بأن الشرق هو مكان تجسّدنا، وبأن لا هجرة ولا خوف، ولا تقوقع ولا ذوبان، ولا قوة بشرية تستطيع اقتلاعنا من هذه المنطقة. وتشير الى ان الارهابييّن غيرّوا وجهة حقدهم ووحشيتهم في مختلف بلدان العالم، فبعد إطلاقهم شتى انواع الاتهامات بحق المسيحييّن ، وتسميتهم بـ  «الكفّار» وغيرها من العبارات المرفوضة، باتوا يخططون لقتل المسيحييّن في الكنائس على غرار ما جرى قبل اشهر في بلدة القاع المسيحية الحدودية. وبعدها بفترة وجيزة دخل ارهابيان كنيسة في مدينة روان الفرنسية، حيث قاما بذبح الكاهن جاك هامل، الذي يبلغ من العمر 86 سنة، فسقط شهيداً داخل كنيسته، مذكّرة كيف بدأ الارهابيون بقتل المسيحييّن في الموصل حيث كان حرف «النون» علامة فارقة على حائط كل بيت نصراني، الذي دفع ثمن ايمانه بالتهجير عن بلده وتشتته في الدول المجاورة  او الاوروبية،  والى ما تعرّض له اقباط مصر من شتى انواع الضغوطات والحوادث الدامية التي قضى بنتيجتها عدد كبير من الشهداء الأقباط، مع ما رافقها من تهديم للكنائس . في ظل مشهد حرق عدد كبير منها وإضطهاد المسيحيين المتنقل، تحت عناوين مخيفة انتقامية لا ذنب للمسيحيين فيها لانهم كانوا وما زالوا يدفعون ثمن الازمات العربية. مما يؤكد بأن الدول العربية لم ولن تكون حامية وضامنة لهم، ما جعل المسيحية العربية تواجه خطراً وجودياً في العراق وفلسطين وسوريا ومصر والاردن ولبنان وغيرها من الدول، والمطلوب وقفة تضامنية عربية ودولية فعلية لا تحوي فقط بيانات إستنكار، انما الاتفاق بشكل نهائي بين الدول كافة لضرب الارهاب الذي بات منتشراً في اغلبية الدول.