IMLebanon

أزمة الرئاسة الأولى!

هل بدأت تصفية معركة الأربعة الكبار؟

وهل أصبحت رئاسة الجمهورية أمام فصولها الأخيرة؟

وهل بات السادة النواب، يدركون ذلك، فلم يكلّفوا خاطرهم أمس، وينزلوا بكثافة الى البرلمان.

هذه الأسئلة طرحها خبير دستوري، وهو يتابع انفراط عقد النواب على أبواب البرلمان.

وفي المعلومات ان الرئيس سعد الحريري يطوف على المرجعيات النيابية، لسبر أغوار المعركة الرئاسية، ويقف على حقيقة توجهاتها قبل مرحلة الحسم.

ربما، تسرّع كثيرون في احتساب تأجيل المعركة شهراً، أو قبله، لكن المعركة لا تحسم بسهولة.

والرئيس سعد الحريري يدرك ذلك، ويدرك ان نواب كتلته النيابية، بعضهم يشاركونه في تأييد مرشحه سليمان فرنجيه، وبعضهم الآخر يناوئ التوجه السائد الآن، بأنه آتٍ لتسويق العماد ميشال عون.

إلاّ أن المراجع الدستورية، تخالف الجميع وترجح ان المعركة الحقيقية هي معركة المرشح الثالث.

وهذا أصعب على الجميع، في معركة تصفية الأربعة الكبار: أمين الجميّل، ميشال عون، سليمان فرنجيه وسمير جعجع.

قبل أيام أوفد وليد جنبلاط وزيره أبو فاعور الى السعودية، وقيل انه ذهب اليها مختاراً وعاد محتاراً.

وان الأستاذ، وهو سيّد البرلمان، لا يحبّذ واحداً من الأقوياء، لكنه ليس مستلشقاً بسواه.

والرئيس تمام سلام عاد منشغلاً بديمومة حكومته، ولم يُصدّق كيف جلس وزير الخارجية الى جانبه في نيويورك، وعندما وصل الى بيروت عاد الى الوعيد والتهديد بمصير حقائب مدهنة يشغلها، ولا يريد تركها لسواه.

***

الناس، قلوبها على الحكومة، والسلطة غارقة في جحيم الفساد.

ولو كان في البلاد سلطة، لكانت اكتفت بالتسلّط على المواطنين، لا بقتلهم بروائح النفايات، أو باختناقهم بروائحها في الشوارع.

كانت القصة بين برج حمود والكوستابرافا وأضحت في المتن وكسروان، ولا أحد يجد لها حلاً سوى وزير الزراعة المشغول بألف قضية وقضية.

وأبرز ما في القصة، ان السلطة الحاكمة بدها مصاري وهي غارقة في الديون والعيوب.

***

ومع ذلك يعود الناس الى المعركة الرئاسية.

والدول الخارجية كبيرها وصغيرها، تدعو اللبنانيين الى معالجة هذه الأمور، لأنها ليست فاضية لنا.

واللبنانيون، لا يريدون، أو لا يحبّون أن يصدّقوا، ان عليهم وحدهم اختيار الذي يقود الوطن، من الدمار الى البناء، ومن الخراب الى الاعمار.

لكن، هذا المجهول، معروف من الجميع وعلى لسان الجميع.

من هنا إصرارهم على اختيار ماروني حيادي، أو ما يعرف ب المرشح القوي لا أي مرشح.

عندما انتخب الرئيس شارل دباس للرئاسة الأولى، قصد بكركي لنيل الرئيس الأرثوذكسي رضا السدّة البطريركية المارونية.

وقيل يومئذ ان البطريرك أنطون عريضه أصرّ على ان يؤول المنصب لاحقاً الى الموارنة. وسمّى للمفوض السامي الفرنسي هنري بونسو حبيب باشا السعد.

ومنذ ذلك اقترنت رئاسة الجمهورية عرْفاً بالطائفة المارونية.