IMLebanon

هل نصوّت لـ”بيروت مدينتي”؟

للمرة الأولى منذ فترة طويلة نشهد مبادرة ايجابية على أيدي مجموعة أشخاص يتعاطون الشأن العام بجدية.

فلائحة “بيروت مدينتي” تلتقي الناس وتحترمهم وتقدم برنامجاً واضحاً وجاداً. أما في لوائح أخرى فإن الأعضاء معينون من الاحزاب السياسية، والعضو يُختار تبعاً لدرجة ولائه لحزبه، دون أن يكون بالضرورة مستحقاً المنصب. طبعا نحن لا نعمم، إذ إن بعض المرشحين الذين تختارهم الاحزاب أكفياء جداً، ولكن الأكيد أن الاحزاب تفضل الولاء على الكفاية، وفي بعض الاحيان يجتمع الاثنان.

ما اهمية “بيروت مدينتي”؟ اهميتها تكمن في ان العمل البلدي يجب ان يكون انمائياً، وخصوصاً لمدينة مثل بيروت. فالمزيج بين الفن والهندسة والحقوق في بلدية كما المزيج بين شبان وشابات يمكن أن يعطي نتيجة جميلة ومختلفة عما اعتدنا سابقاً، ولذلك فإن تشجيع مبادرة كـ”بيروت مدينتي” نعتقد انه واجب لكل بيروتي!

والمهم أيضا أن نقول إن التغيير يكون بمبادرات مماثلة ايجابية وبناءة، وليس بالشعارات والفوضى التي لم تأت بأي نتيجة ولا حتى في ملف النفايات. فالتغيير والثورة في بلد مثل لبنان ينطلقان من مبادرات كهذه، وهنا يأتي دور كل مواطن يشكو ويريد ان يعطي اشخاصاً جدداً وأكفياء فرصة، وهنا يأتي دور المواطن في المساهمة في التغيير عبر تصويته ودعمه للأئحة كلائحة “بيروت مدينتي”.

فالانتفاضة يمكن ان تكون بناءة وعلى أسس ايجابية وحضارية لمحاربة الفساد، وهذا أكبر نموذج يجب أن نتبعه!

أما عن اللوم الذي تعرضت له “بيروت مدينتي” لانها التقت بعض السياسيين، فهذا ليس انتقاداً في مكانه، لأن الانغلاق ورفض الآخر ليس الحل الأنسب للتغيير، ويجب ان نعلم ان كثيرين منا يحلمون بتغيير الطبقة السياسية التقليدية، لكن يجب ألا ننسى أن للأحزاب في لبنان جمهوراً واسعاً، ونحن الشباب الذين نريد التغيير يجب أن ننفتح ونحاور الآخرين ولا نلغي أحداً كي لا نسمح لأحد بإلغائنا، وفي الوقت نفسه الانفتاح وسماع الآخر لا يعنيان التحالف مع الاحزاب او الزعماء.

إن ثقافة الكره بين بعضنا البعض يجب أن تلغى تماماً لانها ثقافة حروب وقوى بنت زعامتها على كره الآخر والتخويف منه!

اليوم نقول نعم لـ”بيروت مدينتي”، ولو ان لدينا الكثير من الأصدقاء في اللائحة المقابلة. لكن نقول نعم للتغيير، نعم لنفس جديد، نعم لبيروت مختلفة، نعم لمشروع آمنّا به دوماً، واخيراً قدم لنا، فأقل واجبنا دعمه مهما كلفنا الامر، لأن مبدأنا كان وسيظل دوماً طبقة سياسية جديدة نظيفة كفيّة، وعلى كل بيروتي ان يساهم في تحقيق هذا الحلم، حلم “بيروت مدينتي”.