IMLebanon

لا تلعبوا بالنار

لا يمر يوم إلاّ وهناك تصريح أو مقالة أو خبر في صحيفة أو إذاعة أو تلفزيون يتعلق بنيّة تغيير حاكم مصرف لبنان.

اللافت أنّ هناك جهات أصبحت معلومة ومكشوفة وهي تنقسم الى فئتين:

فئة تعتمد على النظريات الخشبية للاتحاد السوڤياتي والمنظومة الاشتراكية ونظرياتها الفاشلة وهي تحقد على كل نجاح ولا يمكن لها أن تتحمّل النظام الحر خصوصاً في المال والاقتصاد.

وهؤلاء ليسوا بقلائل بل بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي انعكست ازدياداً كبيراً في الفقر حيث تحوّل عدد كبير من الطبقة الوسطى الى الطبقة الفقيرة… وهكذا يوماً بعد يوم تتلاشى الطبقة المتوسطة وطبعاً هذا في مصلحة هؤلاء المنظرين الذين يتلقفون أصحاب قضايا الضرائب والفقر والعوز لكي يفشّوا خلقهم وينقمون على كل عمل ناجح.

الفئة الثانية والتي وصلت الى الحكم والتي تعتبر أنها بوصولها يجب أن تضع يدها على كل شيء وأنها فرصة كبيرة لكي يحصل أعضاؤها من قالب الحلوى على أكثر ما يمكنهم الحصول عليه… وهؤلاء أيضاً ليسوا متفقين في ما بينهم لأنّ كل طرف منهم يحاول أن يشد اللحاف أكثر ما يمكن نحوه ولا تهمّه مصلحة أو رأي الطرف الآخر.

موضوع المال وموضوع موقع حاكم مصرف لبنان ليسا بالأمر البسيط ويتقرر مصير كثير من الأمور عليهما خصوصاً بظروف الارهاب وموضوع تمويل الارهاب والحرص الاميركي المفاجئ على محاربة الارهاب وتجفيف مصادر تمويله.

ولبنان لغاية اليوم استطاع تجاوز المطبات بحكمة رياض سلامة وحسن تدبيره وتفهّمه لحساسية الموقف وتعاونه مع السلطات الاميركية من دون التخلي عن السيادة والقرار اللبناني الحر والمستقل.

أكثر ما لفتني كلام الرئيس سعد الحريري في برنامج “كلام الناس” الخميس الماضي، واصفاً الحاكم سلامة بأنه ضرورة وطنية.

الوزير السابق، النائب الحالي، ياسين جابر، وبعدما أيّد سلسلة الرتب والرواتب بالرغم من أنّ رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي وكما قال جابر إنها كانت هدية مسمومة لكل من أتوا من بعد حكومته حيث أقرّها قبل ليلة واحدة من استقالة حكومته… وقد تحدّث جابر عن المصارف فقال إنّها عنصر قوة للاقتصاد وليس ما يضعف لبنان مثل الإساءة إليها، علماً أنّ المودعين هم من يأخذون الفوائد والمصارف تربح الهامش والدولة عندما تواجه ضائقة تأتي للقطاع المصرفي وبالتالي هو يشتري سندات خزينة لذلك لا يجوز شيطنة القطاع المصرفي الذي له دين في القطاع الخاص كما يموّل الدولة ويحرّك الاقتصاد من خلال خلق حال مالية مستقرة.

وفي البرنامج ذاته، أكد النائب آلان عون على ضرورة إقرار الموازنة، والحسابات المالية يجب أن تنظم وألقى اللوم على حكومة الميقاتي التي رمت السلسلة وهربت…

أما بالنسبة للمصارف فقال إنّها تسهم في الاقتصاد ومن حقها أن تجني الأرباح والمصارف هي من أكثر القطاعات التي تحقق الأرباح وهناك مساهمة على هذه الأرباح وهذا طبيعي.

وقال إنّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة هو الأكفأ اليوم ونحن في نقاش معه وحوله واحتمال التجديد للحاكم سلامة قائم.

عوني الكعكي