IMLebanon

«وثيقة التضامن» هبّة وطنية ترفض التطاول على السعودية

وزراء ونواب يؤكدون أهمية «التوقيع» لإظهار «وجهنا العربي والحقيقي»

«وثيقة التضامن» هبّة وطنية ترفض التطاول على السعودية

لا تقتصر دلالة «وثيقة التضامن مع الاجماع العربي» التي أطلقها الرئيس سعد الحريري من بيت الوسط، على القول أن معظم الطيف السياسي اللبناني يؤكد الحرص على أفضل العلاقات التي تربط لبنان مع المملكة العربية السعودية، وضرورة حمايتها من أي شوائب أو ثغرات نتيجة تحامل هذا الفريق أو ذاك على المملكة، أو بسبب أداء لا يرقى إلى مستوى المسؤولية الوطنية لأحد الوزراء، بل أن أحد أبرز دلالات الوثيقة أنها أنتجت هبة لبنانية ووطنية، ترفض سياسة التطاول المستمرة على المملكة ما يتناقض مع مفهوم العلاقة التاريخية التي تربط بين لبنان والمملكة من جهة، وتضر بمصالح اللبنانيين جيشا وشعبا ومغتربين، ما يعني عمق العلاقة التي تربط بين البلدين والتي ترجمت في أكثر من نشاط وعلى مواقع التواصل الاجتماعي .

الوثيقة حرصت على التأكيد على الاحترام والتقدير الذي يظهره اللبنانيون لهذه العلاقة بعيدا عن الحسابات السياسية لبعض الاطراف، وخصوصا أنها أطلقت من وسط بيروت الذي إعاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري إعماره بدعم من المملكة، وفي بيت الوسط ومن قبل إبن الرئيس الشهيد، ولاقاها بحماس معظم أطياف الشعب اللبناني. وهذه رمزية لها أهميتها القصوى على حد تعبير وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دي فريج، الذي كان أول الموقعين على الوثيقة في بيت الوسط، إذ يقول لـ «المستقبل»،أن «أهمية الوثيقة أنها تظهر لدول الخليج أن الشعب اللبناني لا يؤيد التهجم الذي يقوم به فريق 8 آذار على المملكة، خصوصا أن الشعب اللبناني أدرك حجم الأضرار التي جلبها حزب الله من خلال تهجمه على السعودية، وأعتقد أن على التيار الوطني الحر أن يراجع حساباته وسياساته تجاه المملكة، وأن يراجع أخطاء الوزير باسيل التي أوصلتنا إلى هذا الوضع، خصوصا أن الخطوات التي تتخذها المملكة ودول الخليج تجاه لبنان تظهر أن الكرة الآن في ملعب إيران وحزب الله ليحاولوا ترقيع الضرر الذي ألحقوه بلبنان نتيجة سياساتهم». 

ويلفت وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الى أنه كان من الموقعين للعريضة «لأن الرمزية التي تمثلت في إطلاق الرئيس الحريري للعريضة تعبر عن أمرين، الاول إعلان تجديد المحبة للمملكة ورفض تشويه وجه لبنان، والثاني هو أن الاكثرية الساحقة من الشعب اللبناني والفعاليات اللبنانية حريصة على هذه العلاقة التقليدية والتاريخية التي تجمع بين لبنان والمملكة، وكأن الرئيس الحريري يقول بهذه الوثيقة أن لبنان لا يجب أن يؤخذ بجريرة طرف أخطأ بحق المملكة». 

ويؤكد وزير الاعلام رمزي جريج أنه سيوقع على الوثيقة «في أقرب فرصة ممكنة، لأن أهميتها تكمن في أنها تعبر عن تضامن الشعب اللبناني وليس فقط القيادات، ومحبته للمملكة التي لم تبخل على لبنان بالدعم سواء في الهبات أو في إستقبال المغتربين بعد أن تم تأكيد هذه المحبة وهذا الحرص في مجلس الوزراء». 

ويشير عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جوزيف المعلوف الى أنه سيوقع الوثيقة قريبا، معتبرا «أن الوثيقة تعبر عن إصرار اللبنانيين على الحفاظ على العلاقات الاخوية مع السعودية منذ عشرات السنين، وبالتالي الوثيقة تظهر مدى إمتناننا لمواقف المملكة تجاه لبنان في عدة محطات،وهي من الخطوات الاساسية لتكون رسالة واضحة للمسؤولين السعوديين بأن معظم اللبنانيين لا ينسون فضلها وستبقى الشقيقة الكبرى للبنان». 

وتعتبر وزيرة المهجرين أليس شبطيني (التي هي بصدد توقيع الوثيقة)، الى أن «أهمية الوثيقة تكمن في أنها تعكس موقف الشعب اللبناني تجاه المملكة وتقديره لمسار العلاقات التاريخية التي تجمعه معها، أما المسؤولون السياسيون فتقع على عاتقهم ترجمة تأييدهم لنهج المملكة من خلال القرارات التي يتخذونها». 

ويلفت وزير الأشغال العامة غازي زعيتر الى أن «حرص كتلة التحرير والتنمية على علاقات لبنان العربية تمّت ترجمته في تأييد البيان الذي تلاه الرئيس تمام سلام بعد مجلس الوزراء، أما توقيع الوثيقة فسيكون مدار بحث بعد عودة الرئيس نبيه بري».

ويشدّد عضو كتلة «المستقبل« النائب أمين وهبي على أن أهمية الوثيقة التي وقع عليها في بيت الوسط، «أنها تأتي في الوقت الذي يمارس فريق من اللبنانيين سياسة غير مسؤولة تجاه العلاقات العربية والسعودية على وجه الخصوص، علما أن الذين إجتمعوا في بيت الوسط جاءوا ليؤكدوا أن علاقات لبنان لها أهمية قصوى لديهم ليس فقط عربيا بل أيضا على صعيد المملكة ، وأنها تتكلم بلسان الشعب اللبناني الذي يتعاطى بوفاء مع الاخوة العرب والمصلحة العربية واللبنانية على السواء».

ويوضح عضو الكتلة النائب نضال طعمة أنه وقع الوثيقة في بيت الوسط، لأنه يرى «أن المملكة أصيبت بخذلان من الحكومة اللبنانية كلها، وفي ظل هذا الخذلان كان لا بد للرئيس سعد الحريري أن يطلق الوثيقة التي تعبر عن شكر وإحترام لبنان ومناشدة للعودة عن القرار، والقول أن التطرف لا يمثل اللبنانيين بل أن الشعب اللبناني هو شعب الاعتدال والعروبة». 

ويلفت عضو الكتلة النائب عاصم عراجي إلى أن الوثيقة التي وقع عليها في بيت الوسط «خطوة مهمة تجاه المملكة التي لها أيادٍ بيضاء على لبنان، وعلى المغتربين اللبنانيين الذين يعملون في ربوعها وفي دول الخليج عامة، وجميع اللبنانيين يذكرون ان المملكة كانت إلى جانب لبنان في كل المفاصل الاساسية التي مر بها، وأبرزها إتفاق الطائف لذلك أستغرب الهجوم على المملكة واداء وزير الخارجية الذي وقف ضد الاجماع العربي في مؤتمر الرياض، علما أن العراق المحتل من إيران لكنه صوّت إلى جانب الاجماع العربي بينما وقف لبنان ضد هذا الاجماع وهذا امر معيب وضد مصلحة لبنان». 

ويؤكد عضو الكتلة النائب جمال الجراح أن «إطلاق الوثيقة خطوة مهمة لأنها تعبّر عن حقيقة موقف الشعب اللبناني من المملكة ومن دول الخليج، بعد أن أعطى الوزير باسيل صورة خاطئة عن موقف الشعب اللبناني وأظهره وكأنه قليل الوفاء تجاه دول وقفت إلى جانبه في محطات مهمة، وبالتالي فالوثيقة تسعى إلى تصحيح الصورة بعد أن فشلت الحكومة اللبنانية في إصدار بيان صريح، يشجب محاولات باسيل لإخراج لبنان من عروبته ويضعه فريسة في فم التنين الفارسي، والتعبير للمملكة عن حقيقة إنتمائهم الذي كرسه الدستور والذي يقول إنه عربي الهوية والانتماء، خصوصا أن المملكة كان لها دور كبير في إتمام إتفاق الطائف وفي إنعقاد ودعم المؤتمرات الاقتصادية في باريس 1 و2 و3 وفي المساهمة في إعادة الاعمار بعد حرب تموز، لذلك ادعو كل الشرفاء والحريصين من الشعب اللبناني أن يوقعوا على العريضة، ويؤكدوا على حقيقة إنتمائهم وإزالة الالتباس الذي خلفه أداء وزير الخارجية».

ويرى عضو «اللقاء الديمقراطي« النائب نعمة طعمة أن «جميع أعضاء اللقاء الديمقراطي وقعوا الوثيقة لأنها تأتي في سياق الاجماع الوطني وتأكيد مبدأ الدستور اللبناني الذي نص على إنتماء لبنان العربي، وصولا إلى ما تقوم به السعودية لإستعادة الحق والكرامة العربية وصولا إلى دعمها للقضية الفلسطينية ،وبالتالي جاء هذا التوقيع على الوثيقة في وقته».