IMLebanon

هل يؤدي الصراع داخل العائلة السكافية الى تراجع حضورها التاريخي في زحلة؟

الصراع داخل العائلة السكافية في مدينة زحلة عشية الانتخابات البلدية المقبلة، قد يؤدي الى تراجع حضورها التاريخي في المدينة، هذه المشكلة ما زال الوقت يسمح باستدراكها، اذا توفرت النوايا لدى افراد العائلة المعنيين بذلك.

منذ وفاة الوزير الياس سكاف، تسعى عقيلته ميريام تذليل كل العقبات التي تعترضها، في البدء كانت الحرب الباردة مع المطران عصام درويش، التي وفّرت الارض الخصبة لبروز التباينات داخل البيت الواحد، اي بين ميريام، وبين ابن عم زوجها الشريك في الاملاك واستكملت فصول خلاف آل سكاف مع عائلة النائب ايلي ماروني، وهنا تشير المعلومات الى مساع حثيثة في هذه المرحلة، لاجراء مصالحة بين عائلة الماروني، وعائلة سكاف والرئيس امين الجميل من الاشخاص الذين يشاركون في هذه المساعي، وقد تكون زيادة النائب سامي الجميل المزمع القيام بها الى المدينة في الايام القليلة المقبلة، مساهمات في هذه المساعي.

ولا ينسى الزحليون خلاف عائلة سكاف مع آل فتوش، والتساؤلات التي طرحت بعد استقبال ميريام سكاف لرئيس الحكومة الاسبق النائب سعد الحريري، وبالرغم من هذا الكم من المشاكل، لا تعترف ميريام سكاف بان اسهمها في المدينة تتراجع، ربما لادراكها انها قادرة على الامساك بزمام القرار داخل الكتلة الشعبية، في ظل غياب التنافس العلني لها من قلب العائلة، ولكن احد ابناء العمّ رأي آخر وفق ما تناقلته اوساط زحلاوية وله وجهة نظر تختلف عن وجهة نظر زوجة ابن عمه، وقد وصل به الامر الى رفع السقف بوجه ميريام في خضم صراعها مع رأس الكنيسة الكاثوليكية في المدينة وجوارها، حيث رد عليها بالقول «حيطنا عالي، ولكن ليس اعلى من الكنيسة».

والخلاف تقول مصادر زحلية، لم يبدأ بعد وفاة الوزير والنائب السابق الياس سكاف فقبل ذلك اختلف ابناء العم حول آلية خوض الانتخابات النيابية عام 2009، وعلى مرّ السنوات سيطر الوزير الراحل على الزعامة التي ورثها عن ابيه، ثم اورثها لزوجته، لكن ابن العمّ قرر تغيير قواعد اللعبة فقرر المواجهة من خلال محاولته تشكيل لائحة للانتخابات البلدية تجمع كل الاطراف وباسماء من الصف الاول، في حين ينقل مصدر مقرب من ميريام، انها تسعى لانشاء تحالف من العائلات، لان هذه العائلات شكلت عبر التاريخ ارضية صلبة لزعامة ال سكاف. ولكن اوساط زحلاوية محايدة تقول: «لكل حقبة الية عمل خاصة بها، وهذا ما يشير الى تحوّل وعلينا ان نواكبه وان نكون بمستوى هذا التحول».

من جهة اخرى، احدثت المبادرة التي اطلقها الوزير الكاثوليكي السابق، المحسوب على القوات اللبنانية سليم وردة، عاصفة من التساؤلات والتي حملت عنوان «الوفاق بقرار زحلي، بوسائل مبطنة، الى رئيس اللائحة، الذي يتجه تفاهم القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، الى تسميته، وقال وردة في مبادرته، من الضروري ان يكون شخص الرئيس مقبولاً من كل الاطراف السياسية.

واعتبر وردة ان مفهوم الوفاق في العمل البلدي يجب ان يكون مجرداً من اي نوايا استئثارية وان يشمل كل المكونات السياسية في المدينة دون استثناء، وعكس ذلك يبقى الوفاق شعاراً رناناً يحمل في طياته نوايا شخصانية يستشعرها الزحليون عن بعد الف ميل.

اضاف وردة: «الوفاق يجب ان يترافق بالتوافق والسلوك معاً وهذا ما أكدته كافة القوى السياسية والحزبية والعائلية، وهذا لا يجوز لتمرير مشاريع فيها من الشخصنة، وما يعيدنا الى الوراء لان البلدية ليست جوائز ترضية «لا لزيد او لعمر» ومن شروط الوفاق البلدي رئيس مقبول من جميع الاطراف السياسية،تابع وردة هناك في زحلة كفاءات عالية قادرة وصاحبة رؤيا ستكون اساس لائحة الوفاق بقرار زحلي التي تمثل الاحزاب والعائلات الزحلية والتي ستبدد المخاوف من اي تحالف مسيحي ليس في نيته اصلاً الغاء اي مكون مسيحي عائلي في المدينة، او ان يشكل رأس حربة في خاصرة اي شريك في الوطن.

الاوساط الزحلاوية تسعى لفرض اسماء كاثوليكية، لا تستحوذ على رضى كل الافرقاء والاسم الكاثوليكي المطروح من قبل تفاهم التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، والذي زار الدكتور سمير جعجع، وفسّر كلامه السياسي بانه موافقة على ترشيحه، وعاد الى المدينة ليقدم عرضاً لميريام سكاف، مفاده ان تتمثل الكتلة الشعبية بخمسة اعضاء من ضمنهم الشيعي والسني، وخص نفسه بستة اعضاء والقوات والتيار بعشرة اعضاء، حيث اعتبرت ميريام العرض مجاني تماماً لحجم رئيس اللائحة المطروح، ولاحجام الاحزاب الاخرى، التي تراه ميريام اكبر من الذي عرضه عليها العائد من معراب.