IMLebanon

هل يتحول تفاهما معراب ومار مخايل الى تحالفات ثلاثية ورباعية

منذ اعلان الدكتور سمير جعجع تأييده ترشيح العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية وسحبه ترشيحه لمصلحته منذ عام بالتمام والكمال. والقوات اللبنانية تحاول الانفتاح على حزب الله وايجاد نوع من التواصل وتصفية صفحات الخصومة السياسية. لكن الامر وبعد عام من الجهود التي بذلتها شخصيات مسيحية مستقلة ومقربة من الطرفين وتربطها ايضا علاقات مع التيار الوطني الحر لم تسفر عن لقاءات مباشرة الا في مناسبتين: واحدة منها في منزل احدى الشخصيات المتنية وتنتمي الى عائلة مارونية عريقة ولها تاريخ سياسي ورئاسي حافل. وكان حاضرا وقتها عن حزب الله مسؤول ملف الاحزاب والقوى السياسية في حزب الله الحاج محمود قماطي وكان وقتها مسؤولا مؤقتا لملف العلاقات المسيحية في الحزب.

ومنذ فترة ايضا التقى قماطي نائب القوات شانت جنجنيان في مناسبة اجتماعية في دارة احدى الشخصيات المتنية الحقوقية وتتابع ملفاً محلياً يهدف الى تحسين النظام السياسي. وفي اللقاءين تبادل قماطي مع الشخصيتين القواتيتين المجاملات والكلام العام ولم يتطرق حديثهما الى ما يتردد عن تأسيس لعلاقة ما او الى حوار يقود لتفاهم مثيل لتفاهمي معراب ومار مخايل.

ويؤكد مطلعون على اجواء حزب الله ان الحزب ينظر الى القوات اللبنانية كفريق لبناني موجود وحاضر وحليف لحليفه، رغم وجود خلاف سياسي حاد بينهما ورغم الاختلافات في الاستراتيجية والملفات الداخلية ومقاربة العلاقة مع سوريا والصراع العربي الاسرائيلي.

ولا يخفي هؤلاء ان القوات تسعى وعبر التيار الوطني الحر وبعض الشخصيات المسيحية المستقلة الى كسر الجليد وهي نجحت في ذلك. حيث يؤكد حزب الله ان التواصل مع القوات بات اليوم حاصلاً في الشأن السياسي اليومي أكان وزاريا في مجلس الوزراء وعلى طاولته بين الطرفين. او كان في مجلس النواب عبر اللجان النيابية التي يتواجد في اجتماعاتها نواب للطرفين. وتخلص الى ان العمل السياسي يفترض هذا التواصل كجزء من ادارة الملفات الاجتماعية الاقتصادية والسياسية. وحزب الله منذ تأسيسه وهو يحاور الحلفاء والخصوم ومع من يختلف معه من الافرقاء اللبنانيين ولو لم يؤد هذا الحوار الى تحالفات او تفاهمات واسعة. قد تكون حصيلة هذه اللقاءات كسر للجليد او التقاء على بعض النقاط او تمرير لمرحلة سياسية ما ووفق ما يقتضي الظرف والمصلحة الوطنية.

ويشير المطلعون على اجواء حزب الله الى عدم وجود تفاهم مسبق بين الحزب والقوات على تهدئة اعلامية، انما هي حصيلة الرسائل «الودية» المتبادلة. اذ يعتبر حزب الله اليوم انه لم يتبق في لبنان سوى فريق القوات اللبنانية الذي يناصب الحزب العداء ويسعى رئيسه سمير جعجع في كل مناسبة الى فتح سجال معه وانتقاده. ولم يوفر جلسة نيابية لم تعقد ولم يوفر لها النصاب لاتهام الحزب بتعطيل انتخاب الرئيس ولمصلحة اجندة سورية وايرانية، وان الحزب كان يدعي تأييده الشفهي والنظري لترشيح عون لكنه لم ينزل الى البرلمان يوما لانتخابه لكن ما حصل هو العكس ولم يتبق في يد القوات الا ملف السلاح والتدخل في سوريا. وهذان الملفان يبدو انهما لم يعودا اولوية لدى جعجع الذي لا يخفي مقربون منه، انه يطمح الى تحالف ثلاثي او رباعي بين القوات والتيار وحزب الله وحركة امل وقد يترجم تحالفا انتخابيا يبدأ من الاتفاق على قانون جديد غير الستين وهجين بين الاكثري والنسبي.

في المقابل لم ينجز حزب الله وفق هؤلاء اي قراءة او تقييم للانتخابات النيابية المقبلة. فهو متيقن انها ستجري وحاصلة حتما لان كل المؤشرات الدولية والاقليمية والمحلية، تؤكد ان لا مجال للهروب من الانتخابات وان احدا في لبنان يجرؤ على ان يتبنى التمديد النيابي. لكن من السابق لاوانه القول ان الانتخابات ستجري وفق الستين بسبب ضيق المهل. ومن التفاؤل المتسرع القول ايضا ان القانون الجديد سيكون مثاليا. لذا يعتقد حزب الله ان الحوار والجدية والنوايا الصافية كفيلة بتبديد الهواجس.

وفي خضم الذكرى لاولى لتفاهم معراب، لا يجد حزب الله من حرج الاشارة الى ان اي اتفاق بين المكونات اللبنانية يخدم البلد ويحصن استقراره ويريح حزب الله والمقاومة. لان السلم الاهلي من اولويات الحزب وهو من وجوه الحرب مع العدو وافشال مخططاته بزعزعة الاستقرار وافتعال الفتن بين ابنائه. ورغم هذا الارتياح للمرحلة الجديدة في لبنان ينفي حزب الله اي كلام عن سعيه لتحالفات ثنائية او ثلاثية او رباعية جديدة على حساب باقي المكونات. فكل الامور مرهونة بما سيحدث مستقبلا من تطورات داخلية وخصوصا في ملف الانتخابات الذي لم تنضج كل ظروفه بعد.