IMLebanon

عرقلة مزدوجة ؟

ثمة مَن يرى أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس سعد الحريري مع النائب سليمان فرنجيه يوم السبت، كانت غايته كسر الجمود الذي جرى الحديث عنه، بما خص المسار الرئاسي لرئيس تيار المردة، وللتأكيد على أن المبادرة الحريرية تتابع طريقها، ريثما يقتنع الحلفاء، وحتى أهل البيت، بصوابية هذا الخيار.

ودعماً لهذا التوجه، كان وصف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مبادرة الحريري بالوطنية بامتياز مع تأكيده بأن انتخاب الرئيس في القريب العاجل، انتصار للبنان.

وقابله على مستوى تيار المستقبل قول أمينه العام أحمد الحريري في طرابلس، وبكلام موجّه الى أعضاء التيار وحلفائه، ممن شعر شارعهم بالصدمة مما حصل، لا كلام يعلو فوق كلمة سعد الحريري في تيارالمستقبل.

وبموازاة ذلك، أعطت الزيارات الدبلوماسية لبنشعي، جرعة طاقة اضافية للمبادرة الرئاسية الحريرية، وبما يعني أننا أمام مسار لبناني متابع دولياً واقليمياً، وليس مجرد حراك محلي الأهداف والأبعاد.

وبالمقابل كان ثمة موقف ماروني، يحيط به الغموض من كل جانب. فلا أحد يشك برفض العماد ميشال عون والدكتور جعجع لهذا الطرح، أو بتحفظ الكتائب. انما لا أحد يستطيع الحديث منذ الآن، عن تحالف عريض بين عون وجعجع والجميل بوجه ترشيح فرنجيه… فكل من هؤلاء ما زال يفضل التريث والانتظار، ريثما تتضح صورة الشروط والالتزامات، أكان بالنسبة الى قانون الانتخابات أو بالنسبة الى اتفاق الطائف. بيد أن أجواء الأقوياء الموارنة الثلاثة توحي بالتوجه نحو المعارضة. وفي هذه الحالة ثمة من يذكر بالتعهد الرباعي الذي وقعه الرئيس امين الجميل والعماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع والنائب سليمان فرنجيه في بكركي، والذي تضمن دعم الثلاثة للرابع منهم، الذي قد يحالفه حظ الفوز في السباق الى بعبدا.

أما في حال المعارضة المطلقة لفرنجيه، فذلك يعني أن على هذه الرباعية القوية السلام… وبالتالي ذهاب رئاسة الجمهورية باتجاه أطراف وسطية مهيأة لخوض الغمار، بقوة التوافقات الدولية والاقليمية، الراعية لهذا المسار أساساً.

ويذكّر النائب وليد جنبلاط بعبارة روبرت مورفي، الموفد الأميركي الى لبنان عام ١٩٨٨ أما مخايل الضاهر أو الفوضى وما حلّ بلبنان بعدها من فوضى مدمرة، مطالباً المعنيين بأخذ الدرس والعبرة، تحسبّاً لما هو أسوأ، والأسوأ برأي المصادر المتابعة، ليس توسع الشرخ بين القيادات المسيحية، القوية وحتى الوسطية وحسب، بل الخوف من اعتياد الناس في الداخل والخارج، على لبنان، كجسم بلا رأس، أو مجرد كرسي فارغ خلف لوحة تحمل اسمه في قاعة مؤتمر عالمي كمؤتمر المناخ العالمي في باريس اليوم، والذي يبدو ان هناك قوى العرقلة امتدت الى توقيت عملية تبادل العسكريين المخطوفين بموقوفي جبهة النصرة، كي يلزموا تمام سلام بالبقاء، في بيروت، بعيداً عن تمثيل لبنان في أوسع مؤتمر دولي، بعد جلسات افتتاح دورات الأمم المتحدة…

على الصعيد الماروني، تقول المصادر المتابعة ان الفتور بين الرابية وبنشعي، عمره أربعة أشهر، وبالتالي ليس وليد المبادرة الحريرية، يوم اتخذ العماد عون القرار بالتظاهر من دون مشاركة أعضاء تكتله ومنهم سليمان فرنجيه، حينها قال فرنجيه لعون: أنا حليفك، لكن ليس ان تتخذ أنت القرار وأنا أنفذه…

وتقول المصادر ان ترشيح فرنجيه كان القشة التي قصمت ظهر البعير بين الحليفين وقد حاول أصدقاء مشتركون اصلاح ذات البين بين الرجلين، لكن خلط الأوراق والتحالفات على المستوى الماروني، عقّد الأمور بينهما أكثر… –