IMLebanon

كفى متاجرة بالقضية الفلسطينية

كفى متاجرة بالقضية الفلسطينية

“أحد أهم الأهداف المركزية للأحداث الكبرى والحروب من سوريا الى العراق واليمن وليبيا هو تهيئة كل المناخات السياسية والرسمية والشعبية والوجدانية والعملية لتسوية لمصلحة العدو الاسرائيلي وبشروطه وعلى حساب الشعب الفلسطيني وعمل محور المقاومة خلال السنوات الماضية وما زال يعمل لإفشال هذا الهدف”.

“هذا الهدف قديم ولكن كل طرف له أدبياته وأساليبه وهو ما كنا نواجهه خلال السنوات الماضية والآن”، هذا ما قاله الأمين العام لـ”حزب الله” مساء أمس في “يوم القدس”.

لنا سؤال الى السيّد حسن نصرالله وهو: طالما أنك تعلم جيداً أنّ هذا الذي تفضلت به هو مشروع إسرائيل، فلماذا تغذّي إيران الخلافات في العراق وسوريا واليمن؟

وإذا كانت أهداف إيران هي محاربة إسرائيل فهل بتفتيت العراق والحروب الأهلية بين أهل السُنّة والشيعة هناك، هل هكذا نحارب إسرائيل؟ أم اننا ننفذ سياسة لمصلحة إسرائيل؟ هذا أولاً.

ثانياً- الحرب الأهلية في سوريا من جاء بـ”حزب الله” ليشارك ضد الشعب السوري ويقف الى جانب النظام العلوي؟ وهل تفتيت سوريا والقضاء على جيشها الذي كان اسمه الجيش العربي السوري هو لمصلحة المقاومة أم لمصلحة إسرائيل؟

وماذا يفعل اللواء قاسم سليماني ومعه الحرس الثوري في سوريا؟ وكم جنرالاً إيرانياً قتلوا في سوريا؟

ولماذا لم يكن هناك إرهاب في سوريا وفجأة ظهر  الارهاب؟ من أتى بالارهابيين؟ ومن فتح السجون في سوريا والعراق للمتشددين أو الارهابيين وقال لهم: اخرجوا من السجون ومارسوا هوايتكم وتعالوا لنتحارب لنقول للعالم إنّ النظام العلوي يحارب الارهاب؟ علماً أنّ الارهابي الكبير نوري المالكي فعل كما فعل المجرم بشار الأسد… فهل هكذا تكون محاربة إسرائيل؟

ثالثاً- ما علاقة إيران بالحوثيين؟ ولماذا تدعمهم بالسلاح والمال والرجال؟ ومن أجل ماذا؟ وهل في مصلحة فلسطين والقدس تخريب اليمن وتفتيته؟

هذا كله فقط لأنّ هناك مؤامرة على المقاومة لأنها تحارب إسرائيل! جيّد، ولكن بعد العام 2006 هل أطلقت المقاومة رصاصة واحدة ضد إسرائيل أم انها مشغولة في حربها ضد الشعب السوري ومعها الميليشيات الشيعية العراقية التي أتى بها قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري لقتل الشعب السوري بدل أن يحاربوا إسرائيل ويحرّروا القدس كما يدّعون!

كفى متاجرة بالقضية الفلسطينية… وماذا فعلتم للقضية الفلسطينية غير انكم تسعون لمشروع تقسيم العالم العربي وأنّ عندكم مشروع ولاية الفقيه وتشييع العالم العربي واحتلال مكة المكرمة والمدينة المنورة وهذا ما جاء بوصية الإمام الخميني في حديث له لمجلة “الدستور” عام 1981 إذ قال: أمنيتي ووصيّتي لكم أن يرتفع العلم الايراني فوق مكة والمدينة ومصر والعراق وسوريا واليمن.

من ناحية ثانية، ان السيّد يهدّد إسرائيل بأنّ آلاف المقاتلين سوف يأتون لمحاربتها! فهل هذا الكلام هو حقيقة؟ وإذا كان حقيقة فماذا ينتظر ولماذا، وهو الذي منذ العام 2006، لم يفعل شيئاً لمحاربة إسرائيل؟ قتلت إسرائيل عماد مغنية في قلب العاصمة دمشق في أصعب موقع في سوريا وهو منطقة المخابرات حيث تقع مراكز كل المخابرات من العسكرية الى السياسية الى أمن الدولة الى المخابرات الجوية الى فرع فلسطين.

وقتلت إسرائيل ابن عماد مغنية قرب الجولان، وقتلت مصطفى بدر الدين قرب مطار دمشق.

هدّد السيّد وتوعّد أنه سيرد الصاع صاعين كما يردّد المجرم بشار الأسد عند كل اعتداء إسرائيلي على سوريا حيث يقول إنّه سيرد ويعلم إسرائيل درساً ولكن هو يختار “زمان ومكان الرد” علماً أنّ هذا التوقيت لم يأتِ خلال عشر سنوات، فمتى سيأتي؟!.

ثم ان لبنان وعند بدء كل موسم اصطياف يتوعّد السيّد إسرائيل ويتوعّد أهل الخليج… فهل هناك موسم سياحي للبنان واللبنانيين غير موسم الصيف وهل يوجد غير أهل الخليج الذين يحبّون لبنان ويأتون لتمضية فصل الصيف في ربوعه ويستفيد اللبنانيون من أهم موسم سياحي ؟!.

السياحة في لبنان تعتمد اعتماداً رئيسياً على السياح الخليجيين ومنذ خمس سنوات وبسبب هجومك وتهجّمك على المملكة العربية السعودية وعلى حكام المملكة وعلى أهل الخليج اتخذوا قراراً بمقاطعة لبنان.

أهل الخليج وأهل المملكة خلال الحرب اللبنانية لم ينقطعوا يوماً عن المجيء الى لبنان.

ولولا السياحة الخليجية والسعودية لا يوجد اقتصاد في لبنان.

ومن ناحية ثانية فإنّ ربع الشعب اللبناني يعمل في المملكة وفي الخليج، فلماذا تريد قطع أرزاقهم ولمصلحة مَن؟!.

هل هكذا تكون المقاومة؟

عوني الكعكي