IMLebanon

الديكتاتورية البيئية

في خضم الأحداث السياسية، برز تعريف دقيق للحوار الدائر بين العلماء، خصوصاً في الموضوع البيئي اسمه الرأي العام البيئي.

وهذا التعريف ينطبق على شيوع الآراء العلمية، والنظريات البيئية، لأن أساس العلم، وسُداته ولحمته هو الحوار.

وساعة يغيب الحوار، وتسود الآراء الخشبية، تنكفئ المناقشات، وتنحسر احتمالات التفاهم.

والحمد لله ان الآراء البيئية تزداد وتنحسر أحياناً، لكنها في النهاية تبدو وكأنها سائدة.

كان العالِم أنطوان قازان من عشاق الآراء البيئية، وداعية الى سلامة الانسان الذي لا يجده الا في البيئة السليمة.

لكن العلم شيء.

والآراء شيء آخر.

وفي زمان المناقشة السائدة، بين الحراك الشعبي والطبقة السياسية، يحذر أهل العلم الآن من الديكتاتورية العلمية.

ذلك، انها قمة التعالي وذروة التشاوف، الى طاولة الحوار.

ذلك ان المطلوب، لوأد التفرد، وابعاد الاعتداد في الآراء، عن سريان الواقع هو الكارثة.

ومن هنا تبرز النقطة الفاصلة بين اصلاحات الوزير شهيب وبعض علماء البيئة.

وفي آفاق العلم، لا مكان ولا مجال للإمعان في الفردية السياسية بعيداً من الحراك البيئي.

وبين الفردية والحراك عداء لا جوار، في الآراء والنظريات.

***

يُشيد عالم كبير ب الانفتاح على الآراء جميعاً، ويندر أن يزعم عاقل بأن الانغلاق بديل من الانفتاح.

ولذلك،و فإن الانفصام بين الانحراف والاعتداد، هو أصعب مراحل الصراع، بين نظريات حادة في الانكماش أو طلقة في الانفتاح.

الا ان تعبير الديكتاتورية العلمية كان الأكثر صفاء، في الرأي الحر، وفي الرؤية الحضارية.

ذلك، ان مونتسكيو كان فيلسوف الانفتاح في عصر الحرية ابان الضياع بين الرأي والرؤية، في الثقافة الفرنسية.

ولعل هذه النقطة، جعلت فولتير يردد، تعقيباً على نظرية مونتسكيو بأن ديكتاتورية الرأي أبشع من ديكتاتورية العلم.

طبعاً، كان شيئاً جديداً، ظهور النظريات البيئية في ما بعد ايام سوكلين وسواها.

الا ان الاصرار على تطهير المطامر هو التعبير الحديث عن سقوط نظريات المكبات في معظم المناطق.

وخصوصاً من الناعمة الى برج حمود، ومن سرار في عكار الى القطاع الشرقي، أو الى السلسلة الشرقية.

أيها السادة المعنيون بموضوع البيئة، ان الحوار لا يعرف الانغلاق.

والديكتاتورية العلمية لا تتماشى مع النظرية الخالية من أي علم أو فكر وهذا هو عنوان الحوار هذه الأيام.