يقال في معرض عتب رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على رئيس تيار المستقبل سعد الحريري انه كان يكفيه اتصال من الاخير يضعه خلاله في فكرة ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية للرئاسة الاولى، وعندها لن يكون محرجا بالنسبة الى كونه مرشحا لقوى 14 اذار للمنصب منذ اكثر من سنة وسبعة اشهر، ولا كان قد شعر بأن المياه السياسية تجري من تحته من غير ان يشعر بها، فضلا عن ان حدثا بمستوى الانقلاب على تحالفه مع تيار المستقبل لم يكن جائزا بصورة من الصور؟!
اما وقد حصل ما حصل بالنسبة الى ترشيح فرنجية للرئاسة الاولى فتقول مصادر القوات اللبنانية ان من مصلحته ومن حسن العلاقة معه ان لا يظهر بأنه اخر من يعلم خصوصا ان اوساطا سياسية لامت جعجع على كيفية تجاهله من غير ان يصدر عنه رد فعل سلبيا وبحسب ما كان مرتقبا من اقرب المقربين اليه والى من كان ولا يزال على تواصل بينه وبين تيار المستقبل خصوصا وقوى 14 اذار عموما، بعد الذي حصل مع امين عام قوى 14 اذار النائب السابق فارس سعيد الذي شعر في المقابل انه مبعد عن منصبه من دون ابلاغه بذلك.
وطالما كانت خشية من انعكاس ترشيح فرنجية على تماسك قوى 8 اذار خصوصا وحزب الله عموما، فان الانعكاس لا بد وقد طاول قوى 14 اذار في ابرز قادتها ممن شعر بأن اللعبة السياسية قد استهدفته ليس في مسعاه فقط بل في كل ما كان قد بناه من علاقة وجد نفسه مضطرا لان يفرط بها من دون ان يبلغه احد ان ترشيحه عن قوى 14 اذار لم يعد في هذا الوارد لاسيما ان جعجع لم يترشح بالواسطة بل من خلال قرار على اعلى المستويات السياسية في تيار المستقبل وقوى 14 اذار في وقت واحد (…)
اما وقد حصل ما حصل بالنسبة الى الشك في علاقة تيار المستقبل بالقوات اللبنانية، فان النتائج مرشحة لان تأخذ في طريقها تحالفات ابعد من القرار السياسي بعد طول تسويق سياسي ونقابي وطلابي كان يقال عنه انه فوز للقوات في مواجهة خسارة للعونيين وهذا الشيء سيغير في عمق العملية السياسية الا في حال وجد من يعرف كيف يرمم العلاقة بين القوات والمستقبل والعكس صحيح، بحسب النظرة العامة الى امور بحجم انتخاب رئيس جمهورية اثبتت التطورات ان الرئيس الحريري لم يكن لينجح في ما سعى اليه بعدما تحرك على طرفي نقيض، لاسيما انه سبق للرئيس الحريري ان جرب اقناع عون بما لم يقدر على اقناع فرنجية به (…)
ثمة اهمية في هذا المجال لم ينجح احد الى الان في كسر العلاقة القائمة بين قوى 8 اذار عموما وحزب الله خصوصا، مع ما يعنيه ذلك من ضرورة ملحة لتجنب كسر العلاقة التي اهتزت بين قوى 14 جراء الصدع الذي اصاب العلاقة مع فصيل اساسي فيها اسمه القوات اللبنانية من غير ان يستفيد احد من مبادرة ترشيح فرنجية التي لا تزال مجرد فكرة طارئة من الصعب ان يكتب لها النجاح، هذا في حال كانت رغبة جدية في استمرار العمل بموجبها؟!
لقد ظهر بصورة واضحة ان من الضروري والملح ان لا تتطور الامور سلبا مع القوات بعدما اثبتت التجارب انهم فصيل سياسي يحترم خطه ومنهجه، ولا يعقل التخلي عنه لمجرد ان احدهم اراد اللعب على الالفاظ وعلى مجريات سياسية مختلفة عن كل ما تقدم، حيث تبين صراحة ان الاخذ بالشيء وبعكسه من الامور غير الايجابية بحسب اجماع اصحاب الرأي المنطقي.
والمهم في الوقت الحالي ان رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لم يصدر عنه ما يشجع على الاعتقاد انه مؤهل للمناكفة الشخصية لانه يعرف تماما وصراحة ان القوات مستهدفة مثلها مثل تيار المستقبل، ولا يعقل ان تقابل برد فعل يزيد الشرخ غير المقصود الذي حصل ربما لاسباب ومعطيات ونفسيات اخلاقية قد لا تتغير بين يوم واخر طالما بقيت القوات على علاقتها مع المستقبل والعكس صحيح؟!