IMLebanon

ملامح خطة الحل الروسي للأزمة السورية

لقد بدا واضحاً أنّ النقاش حول تسوية الازمة السورية بين واشنطن وموسكو قد دخل مرحلة التفاصيل، وذلك بعد لقاءات ماراثونية عقدها وزير الخارجية الاميركية جون كيري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف في 13 الجاري في سوتشي.

يُجمع المراقبون أنّ مبعوث الولايات المتحدة الخاص الى سوريا دانيال روبنشتاين قد أجرى مباحثات معمّقة فيما يتعلق بالحلّ السياسي للازمة السورية مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الاوسط ميحائيل بوغدانوف في موسكو منذ عشرة ايام في موسكو.

لكن أوساط الخارجية الروسية لا تزال تحيط نتائج تلك المباحثات بسرية تامة على رغم أنّ عدداً من المسؤولين الروس اعتبرها مؤشراً مهماً لبداية مرحلة جديدة في العلاقة بين البلدين.

أوساط سياسية متابعة للحراك الروسي الاميركي على خط الازمة في سورية تؤكد أنّ الديبلوماسيين الروس قدّموا خطتهم لتحديد مراحل الحلّ على أساس بيان جنيف وهم الآن بانتظار الرد الاميركي للمباشرة بتطبيقها.

ووفق الاوساط فإنّ الخطة تضمن بقاء الاسد في السلطة وتشكيل حكومة موقتة تجمع عدداً من أطياف المعارضة المختلفة على أن تكون الصلاحيات متوازنة بين الرئاسة والحكومة، أما فيما يتعلق بالقرارات السيادية والمتعلقة بالحلّ السياسي فإنها ستوضع تحت بند إجماع الطرفين.

وتشير الاوساط الى أنّ الجدول الزمني للخطة الروسية لا يكون أقل من عام ولا أكثر من سنتين، لتتمّ خلال هذه الفترة إعادة ترتيب الاوضاع في مؤسسات الدولة كافة وخصوصاً العسكرية والأمنية منها، وإيجاد حلول لازمة النازحين من خلال تنظيم مؤتمر دولي لتمويل إعادة إعمار البلاد، وإعداد قانون انتخاب جديد يضمن حقوق كلّ أطياف الشعب السوري بشفافية وديمقراطية لكي تجرى على اساسه انتخابات رئاسية وبرلمانية بإشراف دولي.

لا شك أنّ الخطة الروسية المطروحة قد تنال موافقة غالبية أطراف الازمة، لكن تبقى معضلة اساسية بالنسبة للنظام وللائتلاف المعارض المتمثلة بمصير الرئيس الاسد ودوره في مستقبل البلاد.

وبحسب الاوساط فإنّ موسكو لم تلحظ بخطتها قضية الاسد بشكل مباشر، بل ألمحت بأنّ هذا القرار يجب أن يعود للشعب السوري دون غيره، انطلاقاً من أنّ صناديق الاقتراع يجب أن تقول كلمة الفصل بهذا الشأن، ما يعني أنّ الكرة باتت في الملعب الاميركي، الذي يبدو أنه بات مقتنعاً بضرورة بقاء الاسد في المرحلة الحالية، لا سيّما أنّ بوغدانوف قد أعلن صراحة أنّ «الشركاء الأميركيين قد أضاعوا الكثير من الوقت ليدركوا أنْ لا بديل عن الرئيس الاسد».

في اعتبار أنّ خريطة الأحداث الميدانية تشير الى أنّ سقوط نظام الاسد في هذا التوقيت بالذات يعني استيلاء المعارضة المتطرّفة المتمثّلة بتنظيم «داعش»، وجبهة «النصرة»، على غالبية الجغرافية السورية.

وهذا ما يتقاطع مع القراءة الروسية الاخيرة لمسرح الحدث السوري التي اختصرها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي الكسي بوشكوف بتأكيده على أنّ الخيار الذي تواجهه سوريا بسيط جداً «الأسد أو داعش».

وعلى الرغم من مواقف موسكو التحذيربة والتصعيدية هذه، فإنها لا شك تأتي في إطار استعجال واشنطن للرد على الخطة التي تقدّمت بها، لا سيّما أنّ الوزير لافروف كشف أنّ بلاده ستقدّم اقتراحاً الى الامم المتحدة لاستئناف العملية السياسية الشاملة في سوريا بعد انتهاء مشاورات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في جنيف.