IMLebanon

تصفية حسابات اقليمية ودولية في لبنان

ترتدي المرحلة الراهنة أهمية قصوى على مختلف المستويات، ويصح القول في خضم هذا الكمّ من الملفات في البلد بأنه «كلما داويت جرحاً سالت جراح» وهذا ما ينطبق اليوم على عدم مشاركة وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله والمردة في جلسة مجلس الوزراء مع المفارقة ان ذلك لم يؤثر على ميثاقية الجلسة تقول مصادر في تيار المستقبل على اعتبار كل المكونات كانت حاضرة بمعنى سائر الطوائف والمذاهب شاركوا فيها، انما بالمعنى السياسي فهذا الأمر يؤشر لواقع آخر سلبي يدخل البلد في متاهات ويغرقه في المزيد من المشاكل في هذا الوقت الضائع حيث لم تعد ركلات الترجيح كافية لحسم «الماتش» اللبناني سلباً او ايجاباً بل بات الوضع يحتاج الى «Golden Goal» باعتبار اي هدف ذهبي مدعوم من الأطراف الاقليمية ومغطى دولياً بامكانه ان يهزّ الشباك لينتقل جميع الافرقاء الى الأدوار النهائية نحو تسوية آتية لا محالة ولكن ليس في الافق ما يؤكد انها ستصل في وقت قريب بل تسير كالسلحفاة بخلاف سابقاتها التي كانت تحصل بسرعة «الكونكورد» رحم الله هذه الطائرة التي أحيلت الى التقاعد بينما الطبقة السياسية خفّت سرعتها وباتت غير صالحة للاستعمال ولكنها لا تزال في الخدمة بفعل الواقع السياسي الذي يفرض تلك الطبقة شاء من شاء وأبى من أبى وكما كان يقول الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ابو عمار «يلي مش عاجبوا يشرب من البحر الميت».

وبمعنى أوضح تقول المصادر نفسها ان حملات وتظاهرات «بدنا نحاسب» و«طلعت ريحتكم» و«نعم للكنافة بالجبن لا للشعيبيات» و«لا للشورما نعم للفلافل»، فكلها حملات لا تسمن ولا تغني وان كان التظاهر حق مشروع كافله الدستور، ولكن في هذا البلد كل شيء مسيس من الرياضة الى العلاقات الغرامية وحتى الزوجية ما يعني ان لن تؤدي تلك الضجة والتظاهرات والصراخ و«العويط» و«فشات الخلق» الى شيء يذكر بل في لبنان هنالك توازنات ولا رابح ولا خاسر وهذا ما أكدته كافة المراحل والحروب منذ الاستقلال الى اليوم، واشارت المصادر الى ان الطريق التي ستؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية وقانون انتخابي جديد وتشكيل حكومة وغيره من الاستحقاقات هي تسوية آتية بفعل تفاقم اقليمي ودعم دولي كما كانت الحال في الطائف الى الدوحة ومن ثم في كل المفاصل التي سبق وشهدها البلد.

ولكن تتابع المصادر ان هذه التسوية عالقة بين مطرقة الخلافات والانقسامات الداخلية العمودية وهي الابرز منذ نشوء لبنان وسندان الصراع الاقليمي وبالتالي لبنان كالأرجورحة يتأرجح الى أن يأتي أحد وأن يوقفها وينزله على الأرض ويوصله الى برّ الأمان عبر تفاهمات اعتدنا عليها، ولفتت المصادر الى ان المخاوف بحسب معلومات غربية من أن يشهد وطن الارز في الاسابيع المقبلة خضات سياسية لا مثيل لها وربما تدهور امني في المخيمات الفلسطينية وخصوصاً عين الحلوة حيث يحكى من قبل بعض القادة الفلسطينيين، ان ما جرى من اشتباكات هو الأقسى والأصعب منذ سنوات طويلة جداً، لذا ثمة ما يوحي بتصفية حسابات اقليمية ودولية على الرقعة اللبنانية القابلة لتلقف هذه التطورات وحيث الارض الخصبة التي تتفاعل مع أي معطي محلي واقليمي ودولي، من هذا المنطلق أن ايلول سيكون ذيله بالتطورات مبلول وحافل بالمفاجآت على غير مستوى وصعيد.