IMLebanon

مبادرة القوات لترشيح عون للرئاسة حقّقت هدف منع وصول فرنجية للرئاسة

مبادرة القوات لترشيح عون للرئاسة حقّقت هدف منع وصول فرنجية للرئاسة

دعوة «المستقبل» للحوار مع «التيار العوني» محاولة لتفادي الإعلان عن فشل انتخاب عون للرئاسة

يبدو واضحاً أن رئيس حزب «القوات» يتحاشى مكاشفة عون بفشل خيار دعمه للرئاسة!

بعد مرور أكثر من ستة أشهر على مبادرة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بدعم ترشيح رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون لمنصب رئاسة الجمهورية، لم تؤدِ هذه الخطوة إلى تحريك هذا الملف المهم والحيوي قدماً إلى الأمام، أو تحقيق أي اختراق محدود بخصوصه، بل بقيت الأمور تراوح مكانها والأزمة السياسية تزداد تعقيداً جرّاء عدم تقبّل أكثرية الطبقة السياسية تأييد هذا الترشيح نظراً إلى سوء سجل النائب عون في التعاطي مع السياسيين عموماً وخصومه تحديداً واستعدائه لبعض الطوائف وتردي أسلوب إدارته للسلطة وعدم قدرته على تحقيق التوازن المطلوب في التعاطي مع العديد من الأطراف المحليين والدول العربية والصديقة من جهة، واستمرار تعطيل ملف الانتخابات الرئاسية بقرار إيراني على أعلى المستويات كما ظهر ذلك بوضوح من خلال اللقاءات التي جرت بين مسؤولين أجانب مع العديد من المسؤولين الإيرانيين في الآونة الأخيرة من جهة ثانية، ولم تنفع كل المحاولات والتحركات السياسية الأخيرة لرئيس حزب «القوات» وفريق عمله السياسي باتجاه بعض الأطراف السياسيين المؤثّرين كالرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط وغيرهم في إنعاش هذه المبادرة ولو جزئياً، وأصبح التركيز في الوقت الحاضر على السعي قدر الإمكان لتفادي الإعلان النهائي عن فشل هذه المبادرة، ومحاولة الهروب من هذا الواقع باتجاه دعوة «تيار المستقبل» إلى فتح حوار مع «التيار العوني» بخصوص ترشيح عون للرئاسة كما أعلن أكثر من مرّة نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان مؤخراً، لأنه ليس بوسع القوات الإعلان عن هذا الفشل بصراحة من جانبها أو حتى مكاشفة «التيار العوني» بخصوصه لأن ارتداداته السلبية ستطيح بكل ما تحقق على صعيد المصالحة الثنائية وتطبيع العلاقات بين الطرفين وتعيد الأمور إلى الوراء.

فمن المعلوم منذ البداية أن مبادرة جعجع بدعم ترشيح عون للرئاسة ليست بهدف وصول الأخير لمنصب رئاسة الجمهورية كما هو معروف للقاصي والداني معاً، وإنما أتت هذه المبادرة كردّة فعل فورية من رئيس حزب «القوات اللبنانية» لقطع الطريق على قيام زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة، وبالفعل أدّت هذه المبادرة إلى تعطيل انتخاب فرنجية حتى الساعة وهو الهدف الأساسي الذي تحقق منها، في حين لم تنفع كل الحملات السياسية والإعلامية المرفقة والعلنية في إخفاء مسؤولية القوات اللبنانية الجزئية عن إطالة أمد أزمة الفراغ الرئاسي، وهو ما أعلنه بصراحة الرئيس أمين الجميّل واتهامه للقوات بهذه المسؤولية بشكل مباشر، ولم تنفع كل ردود الفعل في تغطية هذه المسؤولية أو التغاضي عنها.

ولا شك أن محاولة بعض مسؤولي «القوات اللبنانية» وتحديداً النائب جورج عدوان بدعوة «تيار المستقبل» لفتح حوار مع «التيار الوطني الحر» لتسهيل انتخاب النائب ميشال عون للرئاسة، هي دعوة مشابهة للمواقف المتكررة التي أطلقها «حزب الله» في مناسبات عديدة بهذا الخصوص وبنفس المضمون، وفي كلا الحالتين يبدو الهدف واحداً وهو التهرّب من مسؤولية القوات في الإعلان عن فشل المبادرة المطروحة لانتخاب عون رئيساً ومحاولة إلقاء تهمة تعطيل انتخابه على «تيار المستقبل» لوحده خلافاً للواقع لأن هناك أطرافاً عديدين وبعضهم من الحلفاء الأساسيين لحزب الله الداعم الأقوى لعون يعارضون علناً هذا الترشيح ويقفون ضده.

وبدلاً من التلاقي مع «حزب الله» في دعوة «تيار المستقبل» لفتح حوار مع «التيار العوني» وهو ما عارضته القوات بقوة عندما فتح هذا الحوار قبل أكثر من عام ونصف تقريباً وأقامت الدنيا وأقعدتها بخصوصه، كان الأجدى المباشرة بطرح جديد يأخذ بعين الاعتبار فشل كل المبادرات التي طرحت من جانب القوات وغيرها لإنهاء حالة الجمود وإخراج الاستحقاق الرئاسي من دائرة التعطيل المستحكم من قبل «حزب الله» تحديداً، أو بالحد الأدنى مطالبة النائب ميشال عون بالتحرك الجدّي لدى «حزب الله» للضغط على النائب فرنجية بالإنسحاب لتسهيل انتخاب عون رئيساً، ولكن يبدو بوضوح أن رئيس حزب «القوات اللبنانية» يتحاشى مكاشفة عون بفشل خيار دعم ترشيحه أو حثّه على التحدث بصراحة مع «حزب الله» حول هذا الاستحقاق، ولذلك الأفضل رمي المسؤولية على الآخرين.