IMLebanon

القوات تغمز من قناة «البرتقالي»: الحزب ابلغنا رفضه المسّ بالتوازنات

ينطلق الأسبوع ، مصحوبا بترقب للاتصالات واللقاءات والمشاورات، وسط معطيات تشير إلى أن حسم الملف الحكومي لن يتأخر كثيرا، بنظر المغالين في التفاؤل، رغم اجماع الكثيرين على ان لا ولادة قريبة لحكومة العهد، حيث التعقيد يراوح مكانه ، ومرشح للاستمرار كلما اقتربت فترة الاعياد .فالعقدة المعلنة، وزارة تيار «المردة»، لا حلحلة تذكر لها ،ما يعيد الى الاذهان إشكالية الفراغ الرئاسي،في ظل غياب اي اشارة لمفاجآت، والاستنتاجات التي تتقدم هي التي تقول ان تأخير التأليف يشكل خطرا على قانون الانتخابات الجديد، دون اقفال الباب على مستجدات على هذا الصعيد في الساعات المقبلة.

وفيما البلد مشغول والسلطة غير مستعجلة على البحث عن حل، رغم تساقط المهل الدستورية تباعا، ما يمهد لتربع قانون الستين مجددا ملكا على عرش الانتخابات النيابية،يبدو أن تأخير التأليف لا يتعلق بزيارة النائب سليمان فرنجيه للقصر الجمهوري ولا بحقيبة أو حقيبتين بحسب مصادر متابعة، إنما هو متصل بعدم ثقة الأطراف بعضها ببعض، والحاجة إلى توضيحات لأمور عدة أبرزها محلي عائد لقانون الإنتخاب، وإقليمي مردود إلى احتدام الخلاف الأميركي- الروسي حول سوريا. وهو ما قاله لافروف من أن هذا الخلاف حول سوريا يشبه الخلاف السابق حول أفغانستان.

فالدعوة «الابوية» للرئيس العماد ميشال عون لم تلق على ما يبدو اصداء ايجابية في بنشعي التي اعتبرت نفسها غير معنية ، بحسب مصادرها كون البيان الصادر عن القصر الجمهوري حدد مواصفات الاشخاص المقصودين وهي كلها لا تنطبق على زعيم المردة، مشيرة في هذا الخصوص الى ان البيك الزغرتاوي منفتح على اي دعوة شخصية يوجهها اليه العماد عون بشخصه، وهو بالتأكيد لن يتأخر عن تلبيتها، اولا احتراما لمقام رئاسة الجمهورية، وثانيا للعلاقة الشخصية التي تربطه بالجنرال، رغم كل الاختلافات في السياسة.

خطوة العماد التي جاءت بناء لنصيحة حارة حريك، اعتبرتها مصادر البرتقالي اقسى ما يمكن حاليا ، في ظل شد الحبال القائم، مشيرة الى ان «شروط» المردة تخضع للدراسة والتمحيص، وان الرئيس عون يتعامل بايجابية مع الموضوع معتبرا ان من حق كل فريق المطالبة بما يريد، وان ملف الانتخابات وما رافقها انتهى بوصوله الى بعبدا وتحوله الى حكم يقف على مسافة واحدة من الجميع خصوما واصدقاء، متسائلة في المقابل الا يعتبر سليمان بيك ان تصرفه خلال الاستشارات النيابية الملزمة مذلا بحق الرئاسة ومقامها عندما قاطع القصر الجمهوري فيما حضر الى المجلس النيابي للقاء الرئيس المكلف، كاشفة ان مطالبته بالرضوخ الى مطالبه لن يجدي نفعا، لان الرئاسة تتعامل وفقا للاصول البروتوكولية، فلا الوزير جبران باسيل سيزور بنشعي ولا بعبدا في وارد ابلاغ فرنجية بحصته الوزارية خلافا للاصول ولا مقام الرئاسة يسمح للرئيس بالاتصال بالبيك لدعوته الى بعبدا، معتبرة انه لو كان العماد عون لا يزال في الرابية لكان «يمون» لكن المسألة اليوم مسألة هيبة مقام الرئاسة.

اما القوات اللبنانية التي نفت رمي عقدة التأليف عندها تارة لجهة مطالبتها بحقيبة، وطورا بان المطلوب فك تحالفها مع العماد عون لفك اسر الحكومة، بررت للحارة موقفها، غامزة من قناة التيار الوطني الحر الذي ابلغها مواربة ان الحزب تمنى على الرئيس عون ان لا يؤثر تحالفه مع القوات اللبنانية على المسار السياسي في البلاد وعلى التوازنات القائمة وان لا يأتي هذا التحالف على حساب علاقاته مع باقي الاطراف لان ذلك سيكون له تداعيات خطيرة على المسار العام للعهد.

الاتصالات مفتوحة، ولا نتائج بعد، رغم تعدد السيناريوهات المطروحة، ما يعني أن الترقب سيد المرحلة وسط استعداد سياسي للإنفتاح على الطروحات، فهل يحمل الأسبوع المقبل جديدا حكوميا؟ لا حكومة هذا الأسبوع بحسب ما يقول مصدر رفيع مشارك في اتصالات التأليف، في وقت علم أنه يعمل على صيغة أخرى للدعوة لحلحة أزمة عون – فرنجية، بحيث تأتي على شكل دعوة توجهها كتلة التغيير والاصلاح، لكتلة المردة للاجتماع لمعالجة الوضع. فالهدف هو انجاز عملية التشكيل قبل حلول فترة الاعياد.

فهل تكون حكومة العهد الأولى عيدية اللبنانيين قبل رأس السنة؟ام يعني كل ذلك أن تأليف الحكومة لن يتم؟