IMLebanon

سنة رابعة .. والأمل باقِ

سنة رابعة على غياب سمير كساب، منذ اختار أن يعايد أطفال حلب في «أضحى» العام 2013 بتقرير مصوّر يوثّق يومياتهم المتفاوتة بين الضحك واللعب والخوف والبكاء، فإذا به يصبح العيد المؤجل في عيون والديه، شقيقه جورج، خطيبته رزان حمدان، وعائلته الكبرى من المصورين والصحافيين ومن تعرّف إليه قبل الغياب وبعده. وفي الأضحى الثاني والثالث والرابع، بقي الرهان في أن يطل بعد غياب، حاملاً تجربة عيش الحروب وانتهاكاتها وزنازينها، منهكاً بعبء ما ادخرته الكاميرا من أفلام، وما لم تُفلح في التقاطه وتوثيقه من براميل متفجرة وصرخات مفتوحة للوجع وللفقدان وللعزاء الأسود. لكن سمير، المصوّر ابن جبل حردين، علق في الصورة الخبرية: «فقدان الاتصال بطاقم» سكاي نيوز «في سوريا صبيحة الثلاثاء 15 تشرين الأول 2013». ومن حينها، لا طعم ولا لون للمناسبات التي تدهم العائلة بكثير من أنين الانتظار، وبكلمات اشتياق تبثّها رزان على صفحتها التي غدت صفحته، وقد جمعهما حب لم يعترف من قبل باختلاف الطائفة والمعتقد بينهما، وإنما سأل بعد حين: «المخطوف بدو مين يسأل عنو، والمخطوف بدو بلد مش طائفة يسأل عنو»، ولأن الوجع واحد بين أهل سمير وأهالي العسكريين المخطوفين، تتوحّد مشاعر الفقدان كلما حلت ذكرى غياب أو عيد مولد أو عيد حب أو وهن أو مكروه أصاب أحد أفراد العائلات التي في انتظار، ليصبح العزاء وحده قول يجمع: «في الله فوق راسنا»، وأمل مولود مثل ذاك الذي أشعله الصحافي الفرنسي نيكولا هينان، حين دوّن في مذكراته: «..وقد كان كساب جاري في الزنزانة المجاورة في أحد أقبية تنظيم«الدولة الاسلامية»، لكن«هينان»وجد من يسأل عنه. والدور على كساب الذي عاد الى الصورة في عهد اختار أن يسأل عنه، كما أحوال المفقودين من الجنود، لربما تنفع الاتصالات هذا العام مبشرة بعودة«الغيّاب»، فتتحقق أمنية رزان التي دوّنتها على صفحته في عيد مولده قبل نحو شهر، وقد كتبت:«اليوم بيصادف عيد ميلادك، كنا نأمل إنو يكون يوم حريتك وعودتك.. رجعلنا. اشتقنالك»، وهي أمنية تنفع للصوم الآتي ولأيام لا تراكم الغياب في عيون متورّمة بحمرة الدمع وأرق الفقدان الذي لا ينفع معه إلا عودة سالمة للوطن وللعائلة وللحبيبة وللرسالة التي تبقى عدساتها ساهرة وإن أحكم الطوق على عيني مصور، لا بد أنه يرى بقلبه وبحدسه، وحين يرجع حتماً أخباره كثيرة، بالصوت والصورة، أخبار برسم الأمم المتحدة التي أودعوها في الأمس سؤالهم عنه. فمن يسبق؟