IMLebanon

فرنسا تزخّم حراكها اللبناني.. بلا مبادرة

هولاند يفتح أبواب باريس لحوار و«اتفاق»

فرنسا تزخّم حراكها اللبناني.. بلا مبادرة

 

ينشغل «ما تبقّى» من لبنان الرسمي في التحضير لزيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى بيروت، المحطة الأخيرة من جولة تقوده الى دول المنطقة، وأول ما سيفتقده الضيف الفرنسي هو عدم وجود نظيره اللبناني في استقباله انما حكومة الـ «24 رئيسا».

اللافت ان فريق عمل الرئيس الفرنسي صرف النظر عن امكانية اقتصار الزيارة على ساعات معدودة وأصرّ على استمرارها ليومين. فهو يصل بعد ظهر السبت المقبل ويغادر مساء الاحد، في مؤشّر على رغبته بإجراء المروحة المطلوبة والكافية من اللقاءات وأخذ الحيز الكافي في اتمام كل محطات الزيارة.

بالاضافة الى الدافع المعلن لهذه الزيارة، وهو الوقوف الى جانب لبنان في التصدي لأزمة النزوح السوري الذي فاق أي قدرة على التحمّل، و«الشد على يد المسؤولين عبر اغراءات الدعم والمساعدة لابقاء النازحين في لبنان وعدم تسرّبهم الى اوروبا»، فإن من احد الاسباب الرئيسية لمجيء هولاند هو القول «إننا ما زلنا هنا في ظل بروز نفوذ القيصر الروسي».

في تفاصيل الزيارة، حسب احد المطلعين البارزين على جدول اعمالها، فإنه سيكون في استقبال الرئيس الفرنسي في المطار كبار اركان الدولة وطاقم السفارة الفرنسية وسفراء الاتحاد الأوروبي، ولن ينزل في فندق انما سيقيم ويبيت ليلته في مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر.

ويلقي الرئيس الفرنسي خطاباً بعد ظهر السبت في مجلس النواب، كما يقيم مساء حفل استقبال في قصر الصنوبر ومن ثم عشاء دعي اليه اركان الدولة والوزراء وهيئة مكتب المجلس ولجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية ـ الفرنسية والرؤساء السابقون للجمهورية والمجلس النيابي والحكومة ورؤساء الاحزاب والقيادات الروحية وكل اقطاب طاولة الحوار الوطني، وسيلتقي مع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي ثنائيا قبل ان يلتقي بحضور الراعي رؤساء الطوائف المسيحية والاسلامية، وسيزور مدافن شهداء الجيش الفرنسي ويضع اكليلا من الزهر في احتفال رمزي، وسيزور كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة ورئيس مجلس الوزراء في السرايا الكبيرة، كما سيزور بعض مخيمات النازحين السوريين.

ويكشف مصدر ديبلوماسي معني ان هولاند «حريص على عدم القيام بأي خطوة تظهره طرفا او انه قادم لتعزيز وضع هذا المرشح الرئاسي او ذاك، ولذلك صرف النظر عن زيارة بكركي والمشاركة في قداس الاحد حتى لا يفسّر ذلك في سياق مغاير لحقيقة الزيارة، ولقطع دابر اي تأويل ان هذه الزيارة للاستعاضة عن زيارة القصر الجمهوري لان كرسيه شاغر منذ قرابة السنتين».

وسيلتقي هولاند قائد الجيش العماد جان قهوجي وسيكون تأكيد على دعم الجيش في تصديه للارهاب وفي الحفاظ على الاستقرار، وقد استبقت الزيارة بلقاءات بين الجانبين العسكريين اللبناني والفرنسي، ومن المؤكد ان هولاند سيعلن شيئا ما يتعلق بالجيش والقوى الامنية خارج مسألة الهبة السعودية، كما سيعلن عن مساعدات في المجال التربوي.

ويشدد المصدر الديبلوماسي على ان الرئيس الفرنسي «لا يريد اعطاء الزيارة اي بعد له صفة التدخل في ملف الاستحقاق الرئاسي او اي ايحاء معين، لانه يعرف حساسية الوضع اللبناني ودقة الحسابات اللبنانية، ولا يريد اي دعسة ناقصة في الموضوع الرئاسي».

ما يحمله هولاند، وفق المصدر الديبلوماسي، هو «تمنيات ودعوات وتأكيدات وتطمينات فرنسية بأن لبنان في صلب اهتمامها، وان الادارة الفرنسية حاضرة لتلبية كل ما يطلبه اللبنانيون، وصولا الى فتح ابواب باريس مشرعة للفرقاء اللبنانيين لعقد جلسات شبيهة بتلك التي انتجت اتفاق الدوحة، شرط ان تكون النيات صادقة والارادة جدية».

ثمة تأكيد ان الرئيس الفرنسي لا يحمل مبادرة محددة حول الوضع اللبناني، وتحديدا في الملف الرئاسي، وأنه ليس في وارد جمع شخصيات في لقاءات ثنائية او ثلاثية او رباعية، خلافاً لما تم التداول به من ان هولاند يتجه الى جمع كل من رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية.

وقد استبق السفير الفرنسي الزيارة بجولة على كل القيادات والمرجعيات الذي استمع الى اجابات عن استفسارات فرنسية تتعلق في الزيارة.

الاشارة التي تحمل دلالات رمزية ان فرنسوا هولاند هو اول رئيس فرنسي يبيت في قصر الصنوبر منذ الانتداب، بعدما درجت العادة ان تكون الزيارات خاطفة او ان تكون الاقامة في فندق، كما حصل في زيارة الرئيس الاسبق جاك شيراك. لكن اهم هذه الدلالات هو تأكيد أسبقية الحضور الفرنسي في لبنان.