IMLebanon

«التيار الحرّ» يريد ازاحة قهوجي كمنافس جديد لعون

المتغيرات الزلزالية في لعبة الامم تسابق الوقت حيث «لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة بل مصلحة دائمة»، وقد تجسد المشهد بابلغ صوره في موقف تركيا التي دفعت بدباباتها لاجتياح الاراضي السورية تحت حجة القضاء على «داعش» وطردها خارج منطقة جرابلس بعدما استهدف التنظيم التكفيري لاكثر من مرة مواقع  تركية من مطار اتاتورك في اسطنبول وصولاً الى المجزرة التي وقعت في مدينة غازي عينتاب والتي قام بها فتى انتحاري لم يبلغ الـ14 عاماًمن العمر ما يشير الى ان الجيل الثاني لـ«داعش» يشكل خطورة اكبر من جيل ابو بكر البغدادي على المنطقة من ادناها الى اقصاها وفق الاوساط المواكبة للمجريات.

واذا كانت حجة انقرة وحلفائها ان دخول الجيش التركي عبر وحداته الخاصة القضاء على الارهاب وابعاده عن الحدود التركية فان الاميّ في السياسة  يعرف تمام المعرفة ان الهدف التركي هو منع قيام كيان كردي في سوريا لما يشكله من خطر على تركيا نفسها والتي اعلنت قيادتها صراحة انها ستمنع تقسيم سوريا لانه سيكون مقدمة تمهيدية لزعزعة تركيا التي تعاني من هجمات حزب العمال الكردستاني الذي يعمل لتحقيق حلم الاكراد النازحين بقيام كردستان الكبرى ما يعني تغيير الخرائط في العراق وسوريا وتركيا  وصولا الى ايران، ولم يخف رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط في الامس قلقه من اتفاق «سايكس – بيكو» كون تضاريس الكيان الكردي بدأ عملياً في التبلور في سوريا وفق كلامه، وجنبلاط لا يلقي الكلام جزافاً كونه قارئ لتاريخ من الدرجة الاولى، وهو يعرف ان الاتفاق المذكور لحظ قيام دويلات علوية ودرزية في سوريا لم تبصر النور في عشرينات القرن الماضي بفعل الخلافات البريطانية الفرنسية حول المصالح.

وتشير الاوساط الى انه وسط التضامن الميداني على الساحة السورية وما قد يخلفه من تداعيات على لبنان يغرق بعض المعنيين في السلطة في ترف سياسي كي لا نتكلم عن ترفهم المادي وكأن لبنان وفق الخريطة يقع في القارة الاوسترالية، فقد اغلقوا آذانهم وعيونهم عن الخطر الذي بات في قلب الساحة المحلية، عن رأس الدولة المقطوع مروراً بشلل المجلس النيابي وصولاً الى تهديد، رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل باسقاط الحكومة من خلال التهديد بمقاطعتها وافقادها الميثاقية لا لشيء بل لاجبارها على عدم التمديد لبعض القيادات الامنية وفي طليعتهم قائد الجيش العماد جان قهوجي، حيث يعتبر العماد ميشال عون وفق المعارضة البرتقالية ان التمديد لقهوجي يعني بالنسبة للجنرال التمديد لمنافس له على الموقع الاول في الدولة، وان تعيين قائد جديد للجيش سيخرج قهوجي خارج حلبة المنافسة، في وقت يسوح فيه الرئيس سعد الحريري في ايطاليا على قاعدة انه لن يكون في السراي الكبير كما ان عون لن يكون في بعبدا، الا ان اللافت يتمثل في الموقف الحكيم لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اعلن سابقاً ونصح حلفاءه بعدم تفويت فرصة ايصال رئيس من فريق 8 آذار اثر ترشيح الحريري للنائب سليمان فرنجية، الذي سارع الى تلقف الخطة منعا لاسقاط الحكومة واصفاً اياها «بكاملة الاوصاف» حتى ولو تغيّب الوزراء البرتقاليون عن جلساتها لان عدد الوزراء المسيحيين الذين سيحضرون كاف لعدم الاخلال بالميثاقية في وقت يحصر «التيار» التمثيل المسيحي بنفسه وكأن الغاء الآخرين الهدف الاول والاخير لباسيل علماً ان سقوط التيار واندثاره اصبح حتمياً كون صانعيه الحقيقيين ضربوا من بيت ابيهم.