IMLebanon

المستقبل» مرتبك: نتيجة التظاهرة «صفر»!

ساد الارتباك تيار «المستقبل» في كيفية تعاطيه مع التظاهرة الناجحة في ساحة الشهداء.

ربما لم يرق هذا المشهد لـ «المستقبل» الذي بنى مجده السياسي بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري في العام 2005، على ملء ساحة الشهداء، حتى وصل به الأمر الى الاعتقاد أنها حكر عليه فقط. فإذا به، بعد عشر سنوات من الإخفاقات يجد نفسه محاصراً في الساحة نفسها وامتداداً، إلى ساحة رياض الصلح، بحشود تحمِّله وسائر القوى السياسية الأخرى مسؤولية الفشل العام في الملفات الحياتية والاجتماعية، وعلى المستوى الوطني ككل.

نجاح التظاهرة أحرج «المستقبل» كثيراً، كونه لم يتوانَ عن وضع العصي في دواليبها واتهام المنظمين بأنهم ينفذون أجندات سياسية داخلية وخارجية، لكنه بعد التظاهرة وجد نفسه مضطراً الى إصدار بيان يشيد فيه بالتحرك الذي كشف «أننا جميعاً كنا دون آمال وطموحات شباب وشابات لبنان».

إلا أن هذا البيان، الذي يبدو أنه صدر على وقع صدمة مشهد الساحتين ومحاولة ركوب الموجة الشعبية الجديدة، يتناقض مع الرؤية العامة لـ «التيار الأزرق» الذي ترى مصادر قيادية فيه أن قدرة التحرك على الوصول الى نتيجة تقارب «معادلة صفر»، لأنه «لا توجد أهداف واضحة مشتركة، ولا آلية عمل موحدة، بل هناك حالة قرف وثورة على الواقع، وهذا نوافق عليه، أما التظاهرة الحقيقية فيجب أن تبدأ من حارة حريك ومن ثم تنتقل الى المناطق اللبنانية الأخرى».

وتعترف هذه المصادر أن «المستقبل» أخطأ بداية في قراءة التحرك حيث اعتبر أنه يهدف الى إسقاط الحكومة للوصول الى الفراغ ومن ثم الى ما يسمى بمؤتمر تأسيسي، على اعتبار أن هذا ما يريده «حزب الله».

وتضيف هذه المصادر: «وجد التيار أن 90% من المطالب محقة وناجمة عن وجع الناس الذين لا تحرِّكهم السياسة ولا المذهبية ولا أعمال التخريب، وهؤلاء لا يقف حزب الله خلفهم، لكن هناك أشخاصاً يحاولون تجيير هذا التحرك للحزب عبر شعارات رُفعت، ومن خلال رفض وضع صورة السيد حسن نصرالله مع من أسموهم الفاسدين، وهذا لا ينفي التهمة عن حزب الله بمحاولته الاستفادة من هذا التحرك».

ويؤكد عضو المكتب السياسي لتيار «المستقبل» الدكتور مصطفى علوش أن «ما حصل لا يخيفنا، ونحن لم نفشل كتيار، لكن هناك منظومة للمصالح السياسية تقوم عليها الدولة منذ الاستقلال، وقد استدرج وأجبر تيار المستقبل على الدخول إليها، وهي منظومة بدون شك فاشلة، وهي لا يمكن أن تخلق رفاهية للشعب أو بلداً مستقراً».

ويرى علوش أن ثمة محاولات خجولة جرت في عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري للخروج من هذه المنظومة، لكن ما يعرف بـ «الحرس القديم» تمكن من الحفاظ على مصالحه وعلى التمسك بالنظام القائم أقله منذ اتفاق الطائف.

ولا يخفي علوش أن «تيار المستقبل بدأ بمراجعة حساباته السياسية منذ خروج الرئيس سعد الحريري من السلطة، وقد طرح سلسلة من الأفكار قبل أن يبصر الحراك الشعبي النور، وحذر أكثر من مرة من أن منطق التسويات بين القوى السياسية والطائفية والمذهبية سيؤدي الى الانفجار، ولكن في كل مرة كنا نحاول فيها الإصلاح كنا نصطدم بالوضع الأمني، والتطورات الإقليمية، والسلاح غير الشرعي، والتهديدات»، نافياً أن يكون المتظاهرون هاجموا «تيار المستقبل» أكثر من غيره، مؤكداً أن التيار ليس له «مسلة تحت إبطه لتنعره»، بل الهجوم تركز تحت شعار «كلن يعني كلن».

ويقول علوش لـ«السفير»: إن حركة «طلعت ريحتكم» لا تستهدفنا، ولكن فيها بعض الأشخاص يريدون استهدافنا.