IMLebanon

جعجع: مطالبتنا بحصة وازنة من حقنا

يسجل في الارشيف السياسي لزعيم معراب في السنوات الاخيرة الكثير من الايجابيات والنقاط الرابحة التي جعلته لاعباً اساسياً ومن الاقوياء على الساحة المسيحية اولاً ومن ثم الوطنية بحسب مصادر مقربة من القوات،  بعدما كان سمير جعجع  «أسير» جمهور ثورة أرز وما يلزم هذا الفريق  في السياسة من مواقف، ولعل تفاهم معراب هو  اهم ما حققته القوات في تاريخها السياسي وعملياً ستبدأ معراب بقطف ثمار هذا التفاهم في الاستحقاقات المقبلة واولها ربما التشكيلة الحكومية اذا سمحت ظروف المفاوضات  وعملية تناتش الحصص الوزارية الجارية بين الاقوياء بحصول القوات على حصة وازنة تطلق يدها حكومياً خصوصاً وان القوات لم تشارك في حكومة تمام سلام.

وعليه فان تمثيل القوات في الحكومة هو المسألة الاكثر اثارة للتساؤلات حول ما ستحصل عليه القوات خصوصاً وانها رفعت سقف شروطها التفاوضية وتطالب بحقيبة سيادية وخدماتية واساسية وحيث يتردد ان القوات ترغب  وتفاوض على حصة قد  تتجاوز الاربع وزارات، وهذا الطرح استفز رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعدما تناهى اليه  ان « اطماع » جعجع  الوزارية جعلته  يطالب بوزارة سيادية على غرار ما يتمثل الطرفان السني والشيعي بوزارتين سياديتين، وان جعجع يرغب بحقيبة  المالية التي تصادرها «حركة «أمل » منذ سنوات.

 موقع جعجع المطالب بحصة وازنة من «حقه » ما كان ليكون كما تقول المصادر المقربة من القوات لولا الخطوات التي انجزها سمير جعجع وساهمت في بعثرة الاوراق على الساحة السياسية وحدوث تحولات جذرية وأدت الى تغيير الكثير من المعادلات وقلب المقاييس، وليس مستهجناً او غريباً ان تحتفل معراب بفوز ميشال عون وان يزور وفد عوني مقر جعجع عقب الانتخابات الرئاسية لشكره على موقفه ودعمه للرئيس المنتخب. فسمير جعجع   استطاع في وقت قياسي ان ينجز خطوات تجمع في بعض الاحيان الشيء ونقيضه، فالحكيم  اولاً انجز مصالحته مع الرابية ليلتقي ميشال عون  بعد ثلاثين سنة من الخلافات  والمشاكسات وحروب الإلغاء  في مشهد كسر الاحتقان في الشارع المسيحي وصورة الانقسامات والتشرذم،  وبعد سنوات من الخلاف  على النظرة السياسية والسلطة وزعامة الشارع المسيحي وعلى كل شيء« ليدحض  تفاهمهما الرئاسي»   كل التوقعات والمراهنات بان لا يحصل اي  تطور او تلاق حقيقي ومثمر بينهما، فتاريخ ميشال عون وسمير جعجع قبل محطة 31 تشرين الاول كانت حافلة بالخلافات والمعارك التي شرذمت الصف المسيحي وأدت الى  تشتيت الرأي العام المسيحي وضياع الكثير من الفرص على المسيحيين، وبدون شك فان  جعجع في اتكائه على كتف الجنرال  ساهم بالمشاركة بايصال ميشال عون الى قصر بعبدا  خصوصاً وان القرار الاستباقي لجعجع عن الآخرين بترشيح عون كان احد العوامل الرئيسية  في حصول الانتخابات الرئاسية لمصلحة عون .

يراهن كثيرون على ان تشكيل الحكومة  سيتسبب باهتزاز علاقة عون وجعجع الا ان المصادر نفسها تؤكد ان لا شيء واقعياً في هذا الطرح فالاتصالات مفتوحة بين فريقي عون وجعجع، في اعتقاد القوات انها كانت «أم الصبي» في ايصال ميشال عون الى قصر بعبدا اذ  كانت اول من قطع الطريق امام وصول سليمان فرنجية وجعلت سعد الحريري  يحذو حذوها في الموضوع الرئاسي ويسلك الطريق نفسه، وهذا ما يجعلها شريكة الى جانب التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية في الحصول على حصة وزانة في التركيبة الحكومية، عدا ذلك فان التفاهم بين معراب والرابية سوف يمتد ويتوسع الى الانتخابات النيابية، وبالتالي فان معراب لن تصعّد او تضع عراقيل في وجه الحكومة خصوصاً وان ثمة من يتربص «شراً» ويضع عراقيل امام هذه الحكومة، وحيث ان سمير جعجع الذي رفع مطالبه الحكومية في بداية مرحلة التفاوض وفاتح الحريري كما تقول المصادر باستبعاد  من لم ينتخب ميشال عون رئيساً عاد كما يلاحظ المتابعون الى الايحاء بانه ملتزم بالعهد الجديد ويعتبر الموقف وفق المصادر  بمثابة «الرد» على المشككين بامكانية ان تخلق الحكومة اشكالية في علاقة بعبدا ومعراب  خصوصاً ان الرسائل الطائرة من عين التينة «تغط» في معراب ويفهمها «الحكيم» من اشاراتها، وعليه لم يجد جعجع بداً من «لطشة» بري بشكره على موقفه مذيلاً حرصه على معراب بالقول لبري «من الحب ما قتل».

مشاركة القوات في الحكومة قد لا يكون بحسب وعلى مقدار مساهمتها في انهاء الفراغ الرئاسي، ولا مانع بتقدير اوساط مطلعة ان القوات  يمكن ان تقدم تنازلات معينة في الوقت المناسب  خصوصاً ان المتربصين لتفاهم معراب والمنزعجين من عودة الثنائية المسيحية وتلاقيها للمرة الاولى في الاستحقاقات يحاولون «دق اسفين » في العلاقة بين الطرفين، الواضح ان القوات لا تتطلع الى الحصص وان كان حان وقت قطاف ثمار التفاهم فالقوات قاطعت حكومات سابقة  بشكل شبه كامل  او جاءت مشاركتها خجولة بسبب عملية اقصاء ممنهجة كانت تخاض ضدها لتهميشها هي والمكون المسيحي الآخر في الرابية الذي غالباً ما كان يؤخر التشكيلات الحكومية الى حين تأتي عمليات الدفع من قبل حزب الله لصالح ميشال عون كما كان يحصل عندما وضعت الفيتوات على توزير جبران باسيل وفي معركة وزارة الاتصالات.

على الارجح فان القوات لن تكون حجر عثرة كما يصورها البعض في الموضوع الحكومي تؤكد المصادر عينها، ولن تتهاون مع محاولات جديدة من المتضررين من وهج الثنائية المسيحية وما يمكن ان يحققه تلاقي فريقين مسيحيين تخاصما طويلا وألغيا بعضهما، لكن هذه الصورة صارت من الماضي فالانتخابات الرئاسية كانت محطة اختبار النوايا والحكومة محطة مفصلية اخرى قبل الانتخابات النيابية، وليس بعيدا ان يكون عرابا تفاهم معراب  ابراهيم كنعان وملحم رياشي معاً في «الكادر الوزاري » نفسه رغم استحالة الوضع بسبب وفرة الاسماء المطروحة للتوزير… والا… ربما في الانتخابات النيابية عن دائرة المتن.