IMLebanon

العطاء نعمة، لا نقمة !

 

العطاء، بعد العطلة، نعمة لا نقمة.

واللبنانيون ارتاحوا خلال الأيام الماضية، من عناء العمل، لكنهم لم يرتاحوا الى المستقبل الواعد الذي يحلمون به، رافلاً بالخير والسعادة.

إلا أن البداية كانت في البرلمان، لا على هامشه.

ومَن أراد الاندفاع نحو قانون جديد للانتخابات النيابية، انما أرادوا الاستكانة الى ما يدفعهم نحو البحبوحة، ويبعدهم عن الشرذمة.

وحتى الآن ثمة شرذمة تخيّم بين الناس، ولا تبدد عنهم اليأس والقنوط.

لا أحد ينكر صعوبة المرحلة.

ولا أحد الا ويستصعب حراجة الأيام الآتية.

لكن الانشطار في الرؤية، لا يعزز احتمال الشروع في كفء الأحقاد، وتبديد البعاد عن الصعاب.

كان الأديب الكبير مارون عبود، يعدد يومياً ملاحم الانتصار على المصاعب، لكنه ينوّه أيضاً بالمصاعب، لئلا يقال إن كل شيء سهل، لا صعب!!

***

هل صدفة أن تُجرى الانتخابات البلدية، في أسبوع صعب بما هو حافل من مسائل شائكة.

ربما.

الا ان الناس، تريد أن تهتدي الى السلامة، لا أن تخاف من الألم.

ولذلك، فقد دأبت على العطاء، وتجنبت الأخذ، لأن ثمة دروساً وعبراً، مكّنت كل مواطن من الاعتراف بحقيقة أن المصاعب مصيبة، وأن الحرية أصعب مراحلها الحياة.

وقف الأديب زهير حمزة يندب حظوظه، لأن المصاعب تألبت عليه وعلى الأصدقاء.

وعندما كرر المصاعب، ارتاح الى المستقبل، لأن روّاد المنافع لا يعززون صفات استبعدها من قاموسه.

والسبب أن المصاعب لا تنكر أهمية الوجود في معظم الأحيان وقد ازدادت ترحيباً بالمنازلات.

***

كان أمين نخلة يستبعد المصاعب، لكنه راح يفتش عنها، ذلك أن الحريات هي أغلى مراتب الحياة.

وفي احدى الأزمات الحالكة. وقف أمين نخلة في مواجهة النكبات، وقد صادفته على الطريق الى الحريات.

لكنه، وجد أن الطبيعة تفتش دائماً عن مساوئ الأخطار والعثرات.

وهذه هي حصيلة الثمار اليانعة، اذا ما أصاب الباحثون عن الحرية مغازيها الواسعة.