IMLebanon

الله ستر لبنان

سبحان الله وكأنّ القدرة الإلهية هي التي تحمي هذا البلد وقت الشدائد الكبرى، فتوقف الخطر الداهم.

أيام صعبة مرّت، ويستوقفني الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري الذي يقيم في المملكة العربية السعودية لظروف خارج إرادته، والرئيس بري الذي يبدو كأنه حبيس عين التينة فلا يغادر هذا المقر منذ سنوات.

في لقائنا مع أبو مصطفى قبل يومين لمسنا كم هو خائف على لبنان، وكم يقلقه الخطر المالي المتعاظم، خصوصاً عندما تحدث عن زيارة حاكم مصرف لبنان الذي قال له إنّه سمع خلال وجوده في الولايات المتحدة الأميركية أنّ هناك 500 مليون دولار للبنان ولكن يتعذر إعطاؤها إليه بسبب عدم إقرار القوانين ذات الصلة.

أما الرئيس الحريري فصحيح أنه بعيد جغرافياً عن لبنان، ولكن تطوّر الاتصالات تجاوز كل المسافات، وكعادته، وعلى مسار والده الشهيد، فهو يخترع الحلول دائماً، ولا شك في أنّ لتدخله دوراً كبيراً اعترف به سمير جعجع.

وتفيد المعلومات أنّه حتى ميشال عون شعر بخطورة ما يجري، ولا شك في أنّ كلام السيّد حسن نصرالله الذي كان يقول قبل فترة وجيزة انّ لا حل إلاّ بميشال عون وهو ممر إلزامي وأنّ أول حرف من إسم مرشحنا هو ميشال عون، اتضح من كلامه أمس أنّ هناك تسوية، والتسوية فيها «أخذ وعطاء» كما قال.

ونعود الى الاقتراح الذي نكرره دائماً، وهو: ماذا يمنع سمير جعجع وميشال عون وأمين الجميّل وسليمان فرنجية ومن يشاءون أيضاً أن يلتقوا في ما بينهم ليتفقوا على شخص الرئيس ما يدخلهم التاريخ… ونذكرهم بأنّ سنة وستة أشهر مضت على الفراغ الرئاسي…

وأود أن أشير الى أنّ الموارنة يتحدّثون عن أنّ الشيعة يفرضون نبيه بري والسُنّة يفرضون سعد الحريري أو من يريده في الرئاسة الثالثة، فلماذا لا يفرض الموارنة من يتفقون عليه لرئاسة الجمهورية، ولكن المطلوب أن يتفقوا أولاً… فلماذا لا يتفقون؟

يبقى أنّه لا شك في أن اللقاءات التي عقدت ليل أول من أمس في السعودية واستمرت حتى ساعات الفجر الأولى بين سعد الحريري والوزيرين جبران باسيل وعلي حسن خليل قد أدّت الى الاتفاق الذي تم التوصل إليه، وكان للوزير باسيل دور في إقناع العماد عون بالقبول بالتسوية التي مهّد لها الرئيس سعد الحريري بتصريحه عن مشروع استعادة الجنسية ومشروع قانون الانتخابات النيابية.