IMLebanon

الانتصار الأكبر في الخليج

أكبر من الانفتاح اللبناني على الخليج، انطلاقا من دولتي السعودية وقطر، هو عودة العلائق الطبيعية، بعد تباينات، الى البلدان الثلاثة.

ولا أحد ينكر ان الانفتاح السعودي على العلاقات مع الرئيس العماد ميشال عون، يشكّل مدخلا طبيعيا الى صلات عريقة ظلّت لمدة طويلة، محور التجاذب العربي، أو الخلافات.

كما ان إذكاء الصلات بين بيروت والدوحة، هو تصويب ايجابي لما يربطهما من أواصر الصداقة حينا والمناكفات أحيانا…

وهذه العودة لا تتأمّن، مع الرياض والدوحة، إلاّ من خلال الرئيس العماد ميشال عون المشهود له بقوة المواقف وصرامة التحالفات.

قبل نحو أعوام، آلت رئاسة مجلس الوزراء الى الرئيس الراحل عمر كرامي، بعد وصول الرئيس اميل لحود الى رئاسة الجمهورية.

يومئذ نصحوا رئيس الحكومة الجديد بجولة عربية تبدأ بالرياض، وينتقل منها الى الدوحة.

وفجأة، برز السؤال الكبير: أي جولة عربية، تخلو من استهلالية سعودية تعطيها مبررات الحياة.

وفيما كان الرئيس الراحل عمر كرامي في الرياض، جاء من ينصحه بزيارة القادة في المملكة العربية السعودية، قبل الانتقال الى أي عاصمة عربية أخرى. ويضع حدّا لعلاقاته مع مسؤول لبناني يقيم علاقات محدودة مع المملكة، وترتيب زيارة للرئيس كرامي الى المسؤولين في الرياض.

لكن زيارة الرئيس كرامي ظلّت مقتصرة على مواقع في الدرجة الثانية من قاصدي المملكة لأسباب اجتماعية.

وهكذا غادر الرئيس كرامي، المملكة وطيْف الرئيس رفيق الحريري يخيّم على الأجواء اللبنانية – السعودية.

الزيارة الآن تختلف فصولا وأسبابا. وزيارة الرئيس ميشال عون، للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، فرصة تاريخية يعزز من أواصرها العلاقات المميزة بينه وبين رئيس الوزراء سعد الحريري.

والرئيس العماد عون يقوم بزيارة مودة ووصل ما انقطع بين بيروت وكل من الرياض والدوحة، ومعه ثمانية وزراء ليجعل جولته مزدوجة تجمع بين الزيارة السياسية والزيارة العملية والاقتصادية. مما يضفي على المبادرة طابعا مميزا ومنتجا ومفيدا.

إلاّ أن الجانب الأهمّ هو على الصعيد العسكري، خصوصا لجهة تحرير الهبة السعودية للجيش اللبناني، والمتوقفة منذ العهد السابق بأسباب تقنيّة حينا وسياسية أحيانا، وقيام دولة قطر بمساع شجاعة، ل تحرير العسكريين اللبنانيين من قبضة الاحتجاز عند القوى الخارجة على سلطة الجيش اللبناني، وهو ما تردد ان الرئيس العماد عون طلبه بإلحاح من العاهل السعودي والأمير القطري، وتشعر العاصمتان في الرياض والدوحة، انه أكبر وأهمّ من أي طلب لبناني آخر.

وبذلك، تكون بداية الجولة اللبنانية، الانتصار الأكبر لسلطة مهيضة الجناح. في أزمة تبحث عن حلول.